مكافحة الإرهاب تبدأ بمحاسبة إيران
زاده: أصحاب العمامة أفلتوا من العقاب على أفعالهم الوحشيةبن لادن قال لأتباعه «إن طهران الشريان الرئيس لعناصر القاعدة» نصف الميليشيات حول العالم تأخذ أوامرها من مرشد الملالي
الاثنين / 13 / رجب / 1443 هـ - 18:39 - الاثنين 14 فبراير 2022 18:39
«الباحثون عن مكافحة الإرهاب لا بد أن يركزوا في البداية على محاسبة إيران التي ترعى القتل والخراب والدمار في المنطقة».. هكذا يرى المحلل السياسي الإيراني الدكتور مجيد رفيع زاده، حيث يطالب بضرورة ربط أي استراتيجية فعالة لمكافحة الإرهاب بالتصدي لجذور المشكلة.
ونقل موقع (24) الإماراتي عن المحلل الاستراتيجي قوله «إن البعض يرى في العملية التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم داعش في شمال سوريا انتصارا لإدارة بايدن في مجال الأمن القومي، لكن العالم بعيد عن إلحاق الهزيمة النهائية بالإرهاب الدولي».
ولفت إلى تقرير أممي عن الأشهر الستة الأخيرة من 2021، خلص إلى أنه «لا يمكن استبعاد عودة بروز داعش في نهاية المطاف في المنطقة الأساسية» أي سوريا، والعراق.
شرعية الإرهاب
يرى الكاتب أنه إذا لم يتم مواجهة النظام الإيراني بقوة، ستظل مجموعات إرهابية كثيرة تشكل تهديدا للأمن والسلام والدوليين، وستواصل شن نشاطات إرهابية، وقال «تكمن إحدى المشاكل في أن قادة طهران ومؤسساتها العسكرية يحظون بشرعية نظام الدولة الأمة الذي أقرته الأمم المتحدة. نتيجة لذلك، فإن التدخلات والمغامراتية العسكرية والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الحرس الثوري، وفيلق القدس، تلفت الاهتمام بشكل أقل».
ويضيف «لقد أفلت أصحاب العمامة الحاكمون من العقاب على أفعالهم الوحشية طوال أربعة عقود تقريبا؛ لأنهم يملكون «حكومة».
إراقة الدماء
ويشدد زاده على أن «إيران أبرز راع للإرهاب حول العالم، تدعم العديد من الميليشيات والمجموعات الإرهابية عسكريا وماليا، وتؤسس بشكل منتظم مجموعات إرهابية جديدة، ومهما أنفقت الحكومات الأخرى من موارد على مكافحة المجموعات الإرهابية والقضاء عليها، يجد النظام الإيراني أساليب لتأسيس تنظيمات جديدة لتعزيز مصالحه الثورية الضيقة». ووفقا لأبحاث رفيع زاده في جامعة هارفارد، يساعد النظام الإيراني وحده قرابة نصف المجموعات المصنفة على لائحة الإرهاب حول العالم. وبالتالي، من المرجح أن يكون النظام الإيراني مسؤولا عن إراقة الدماء في العديد من الدول، وعن عدد لا يحصى من ضحايا الإرهاب. وزرعت طهران جواسيس ومجموعات ضغط ووكلاء في دول العالم، من بينها الولايات المتحدة.
عدسة الانتهازية
ويتفحص زاده العلاقة الوثيقة التي تربط النظام الإيراني وتنظيم القاعدة الذي يعد واحدا من أقوى المجموعات الإرهابية في العالم، فيقول «تعود الروابط بين الطرفين إلى أوائل التسعينيات، عندما نظرت طهران إلى القاعدة مثلما نظرت إلى تنظيمات إرهابية أخرى من خلال عدسة الانتهازية السياسية والأيديولوجية».
ويضيف «من وجهة نظر قادة إيران، كانت القاعدة جماعة إرهابية دولية لا تقدر بثمن يمكن أن تساعدهم على تحقيق أهدافهم الثلاثة، مناهضة أمريكا، وتقويض مصالح السعودية في المنطقة، وزعزعة استقرار الشرق الأوسط ما يمكن طهران من استغلال الفوضى، وغياب الاستقرار».
نصيحة بن لادن
ويشير زاده إلى أن تقارب المصالح بين النظام الإيراني والتنظيمات الإرهابية عموما يؤدي إلى ازدهار العلاقات بين الطرفين. فعلى سبيل المثال، عقدت إيران صفقة مع القاعدة في التسعينيات، واستخدمت حزب الله لتوفير الأموال والأسلحة والمتفجرات، ونصح أسامة بن لادن أتباعه باحترام النظام الإيراني وكتب أن طهران كانت «الشريان الرئيس للأموال والعناصر والاتصالات» عند القاعدة.
ووفقا للكاتب، فإن ثلاث مؤسسات إيرانية أساسية لعبت دورا حيويا في مساعدة المجموعات الميليشيوية الإرهابية هي، الحرس الثوري، وفيلق القدس، ووزارة الاستخبارات، وحتى القادة الإيرانيون اعترفوا بعلاقاتهم مع التنظيمات الإرهابية. ويتابع الكاتب «على سبيل المثال، كشف الجنرال السابق في الحرس الثوري سعيد قاسمي في 2019، معلومة مفاجئة حين قال «إن الحكومة الإيرانية أرسلت وكلاء إلى البوسنة، لتدريب عناصر من القاعدة، وأخفى هؤلاء الوكلاء هويتهم بالتظاهر بأنهم يعملون في المجال الإنساني لصالح جمعية الهلال الأحمر الإيراني».
محاسبة طهران
وقال مسؤول إيراني آخر، حسين الله كرم، «إن للقاعدة رتبا مختلفة والفرع الذي كان في البوسنة ارتبط بنا بطريقة أو بأخرى، من حين لآخر، وبعد أن تدرب بعضهم في قواعد القاعدة وحصلوا على أسلحتهم، كانوا يأتون إلينا، لسبب من الأسباب».
وختم رفيع زاده مقاله مشددا على أن نجاح استراتيجية مكافحة الإرهاب، رهن التركيز على مواجهة جذر المشكلة، وهو النظام الإيراني.
يجب النظر إلى طهران ومؤسساتها العسكرية على أنها أعظم تهديد للأمن القومي العالمي. يبدو النظام راعيا للعديد من التنظيمات الإرهابية على امتداد المنطقة. ومن هنا على المجتمع الدولي، خاصة الإدارة الأمريكية، محاسبة إيران على تمويلها وتسليحها وتمكينها لمثل هذه المجموعات.
فساد النظام
ويذكر الملف الصوتي الدور المباشر لمحمد باقر قاليباف، رئيس بلدية طهران آنذاك، وقاسم سليماني، وجمال الدين أبرومان، نائب منسق الحرس الثوري الإيراني آنذاك، وحسين طائب رئيس مخابرات الحرس.
ويقول صادق ذو القدر نيا في هذا الملف الصوتي «إن قاليباف كان منزعجا جدا من قضية الفساد المتعلقة بالبلدية والمؤسسة التعاونية للحرس الثوري، وسط تقديرات بأن حجم الفساد في هذه القضية وصل إلى 8000 مليار تومان».
وفي جزء آخر من الملف الصوتي، قال قائد الحرس الثوري آنذاك «إن قاسم سليماني كان منزعجا أيضا من الاشتباكات بين قادة الحرس بشأن قضايا الفساد، وتحدث إلى المرشد الأعلى علي خامنئي حول هذا الأمر».
وقال جعفري «إن سليماني أبلغ خامنئي بأنه مستاء ومصاب باليأس»، كما أبلغه أن مسعود مهردادي أهدر أموالا طائلة من الخزينة ويجب أن يحاسب».
ونقل موقع (24) الإماراتي عن المحلل الاستراتيجي قوله «إن البعض يرى في العملية التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم داعش في شمال سوريا انتصارا لإدارة بايدن في مجال الأمن القومي، لكن العالم بعيد عن إلحاق الهزيمة النهائية بالإرهاب الدولي».
ولفت إلى تقرير أممي عن الأشهر الستة الأخيرة من 2021، خلص إلى أنه «لا يمكن استبعاد عودة بروز داعش في نهاية المطاف في المنطقة الأساسية» أي سوريا، والعراق.
شرعية الإرهاب
يرى الكاتب أنه إذا لم يتم مواجهة النظام الإيراني بقوة، ستظل مجموعات إرهابية كثيرة تشكل تهديدا للأمن والسلام والدوليين، وستواصل شن نشاطات إرهابية، وقال «تكمن إحدى المشاكل في أن قادة طهران ومؤسساتها العسكرية يحظون بشرعية نظام الدولة الأمة الذي أقرته الأمم المتحدة. نتيجة لذلك، فإن التدخلات والمغامراتية العسكرية والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الحرس الثوري، وفيلق القدس، تلفت الاهتمام بشكل أقل».
ويضيف «لقد أفلت أصحاب العمامة الحاكمون من العقاب على أفعالهم الوحشية طوال أربعة عقود تقريبا؛ لأنهم يملكون «حكومة».
إراقة الدماء
ويشدد زاده على أن «إيران أبرز راع للإرهاب حول العالم، تدعم العديد من الميليشيات والمجموعات الإرهابية عسكريا وماليا، وتؤسس بشكل منتظم مجموعات إرهابية جديدة، ومهما أنفقت الحكومات الأخرى من موارد على مكافحة المجموعات الإرهابية والقضاء عليها، يجد النظام الإيراني أساليب لتأسيس تنظيمات جديدة لتعزيز مصالحه الثورية الضيقة». ووفقا لأبحاث رفيع زاده في جامعة هارفارد، يساعد النظام الإيراني وحده قرابة نصف المجموعات المصنفة على لائحة الإرهاب حول العالم. وبالتالي، من المرجح أن يكون النظام الإيراني مسؤولا عن إراقة الدماء في العديد من الدول، وعن عدد لا يحصى من ضحايا الإرهاب. وزرعت طهران جواسيس ومجموعات ضغط ووكلاء في دول العالم، من بينها الولايات المتحدة.
عدسة الانتهازية
ويتفحص زاده العلاقة الوثيقة التي تربط النظام الإيراني وتنظيم القاعدة الذي يعد واحدا من أقوى المجموعات الإرهابية في العالم، فيقول «تعود الروابط بين الطرفين إلى أوائل التسعينيات، عندما نظرت طهران إلى القاعدة مثلما نظرت إلى تنظيمات إرهابية أخرى من خلال عدسة الانتهازية السياسية والأيديولوجية».
ويضيف «من وجهة نظر قادة إيران، كانت القاعدة جماعة إرهابية دولية لا تقدر بثمن يمكن أن تساعدهم على تحقيق أهدافهم الثلاثة، مناهضة أمريكا، وتقويض مصالح السعودية في المنطقة، وزعزعة استقرار الشرق الأوسط ما يمكن طهران من استغلال الفوضى، وغياب الاستقرار».
نصيحة بن لادن
ويشير زاده إلى أن تقارب المصالح بين النظام الإيراني والتنظيمات الإرهابية عموما يؤدي إلى ازدهار العلاقات بين الطرفين. فعلى سبيل المثال، عقدت إيران صفقة مع القاعدة في التسعينيات، واستخدمت حزب الله لتوفير الأموال والأسلحة والمتفجرات، ونصح أسامة بن لادن أتباعه باحترام النظام الإيراني وكتب أن طهران كانت «الشريان الرئيس للأموال والعناصر والاتصالات» عند القاعدة.
ووفقا للكاتب، فإن ثلاث مؤسسات إيرانية أساسية لعبت دورا حيويا في مساعدة المجموعات الميليشيوية الإرهابية هي، الحرس الثوري، وفيلق القدس، ووزارة الاستخبارات، وحتى القادة الإيرانيون اعترفوا بعلاقاتهم مع التنظيمات الإرهابية. ويتابع الكاتب «على سبيل المثال، كشف الجنرال السابق في الحرس الثوري سعيد قاسمي في 2019، معلومة مفاجئة حين قال «إن الحكومة الإيرانية أرسلت وكلاء إلى البوسنة، لتدريب عناصر من القاعدة، وأخفى هؤلاء الوكلاء هويتهم بالتظاهر بأنهم يعملون في المجال الإنساني لصالح جمعية الهلال الأحمر الإيراني».
محاسبة طهران
وقال مسؤول إيراني آخر، حسين الله كرم، «إن للقاعدة رتبا مختلفة والفرع الذي كان في البوسنة ارتبط بنا بطريقة أو بأخرى، من حين لآخر، وبعد أن تدرب بعضهم في قواعد القاعدة وحصلوا على أسلحتهم، كانوا يأتون إلينا، لسبب من الأسباب».
وختم رفيع زاده مقاله مشددا على أن نجاح استراتيجية مكافحة الإرهاب، رهن التركيز على مواجهة جذر المشكلة، وهو النظام الإيراني.
يجب النظر إلى طهران ومؤسساتها العسكرية على أنها أعظم تهديد للأمن القومي العالمي. يبدو النظام راعيا للعديد من التنظيمات الإرهابية على امتداد المنطقة. ومن هنا على المجتمع الدولي، خاصة الإدارة الأمريكية، محاسبة إيران على تمويلها وتسليحها وتمكينها لمثل هذه المجموعات.
فساد النظام
ويذكر الملف الصوتي الدور المباشر لمحمد باقر قاليباف، رئيس بلدية طهران آنذاك، وقاسم سليماني، وجمال الدين أبرومان، نائب منسق الحرس الثوري الإيراني آنذاك، وحسين طائب رئيس مخابرات الحرس.
ويقول صادق ذو القدر نيا في هذا الملف الصوتي «إن قاليباف كان منزعجا جدا من قضية الفساد المتعلقة بالبلدية والمؤسسة التعاونية للحرس الثوري، وسط تقديرات بأن حجم الفساد في هذه القضية وصل إلى 8000 مليار تومان».
وفي جزء آخر من الملف الصوتي، قال قائد الحرس الثوري آنذاك «إن قاسم سليماني كان منزعجا أيضا من الاشتباكات بين قادة الحرس بشأن قضايا الفساد، وتحدث إلى المرشد الأعلى علي خامنئي حول هذا الأمر».
وقال جعفري «إن سليماني أبلغ خامنئي بأنه مستاء ومصاب باليأس»، كما أبلغه أن مسعود مهردادي أهدر أموالا طائلة من الخزينة ويجب أن يحاسب».