الرأي

هدد جدة!

بسام فتيني
ما أسهل صنع الإشاعات وما أسهل نشرها في زمن الفضاء المفتوح ومواقع التواصل الاجتماعي وثغراتها في صنع كذبة ثم تصديقها والاكتفاء بسلوك القطيع ليكمل ما تبقى من نفخ الهواء في الشرر لزيادة اللهب! ويبدو أن البعض لا يتعلم من الأخطاء السابقة، فقبل فترة بسيطة تصدت هيئة الترفيه لناشري الإشاعات وكذبهم البواحين، قام حساب بصنع إشاعة حقيرة وتداولها وتناقلها (غبي) ثم قام سلوك القطيع بإكمال ما تبقى من نشر الكذب والخيال! واليوم وللأسف تتكرر نفس الأخطاء وفي نفس المنصة التويترية، بداية القصة هاشتاق ترند بعنوان (#هدد_جدة) أما المحتوى فحدث ولا حرج من المبالغات والكذب، ولن أتطرق لما احتواه الهاشتاق من تزييف للحقائق بل سأطلعكم على ما أخذته من المصادر الرسمية وبلغة الأرقام، فخذ الحقيقة في الأسطر التالية. ودعوني ابدأ بسؤال لمن يقرأ وهو: هل تعلم عزيزي القارئ أن جهود الدولة تستهدف بأن تكون جدة واحدة من قائمة أفضل 100 مدينة للعيش في العالم! فكيف سيكون ذلك؟ بالتأكيد سيكون بالقضاء على الظواهر السلبية والمخالفات التي توفرها بيئة خصبة كالأحياء العشوائية، فإعادة تنظيم مثل هذه الأحياء سيضمن توفير حياة كريمة للسكان في الأحياء المستحدثة والتي تأخذ في الاعتبار تحقيق أقصى درجات الأمن والارتقاء بالمرافق الصحية والتعليمية والخدماتية بشكل عام؛ فالتنظيم دائما هو الحل لكل عشوائي، والعشوائية دائما هي البيئة الحاضنة لكل خلل، ولك أن تتخيل من سيتحيز للعشوائية ومن سيتحيز للتنظيم لتعرف حينها من المستفيد من وجود العشوائية وسلامة فهمكم! دعوني الآن أنتقل إلى الجزء الأهم والذي لم تتناوله الهاشتاقات المغرضة لجهود التطوير، حيث يجب أن أوضح للجميع ماذا قدمت الدولة من خدمات مجانية للمواطنين سكان الأحياء العشوائية الذي شملهم التنظيم الأخير وهي: 1 - تم تسكين أكثر من 550 أسرة، ولاحظ كلمة أسرة وليس فردا - تسكين الأسر(الضمانية) التي أزيلت منازلهم مجانا وسيتم نقلهم إلى وحدات الإسكان التنموي بنهاية العام الجاري 2022م علما أن عدد الوحدات المخصصة هي 4781 وحدة سكنية! 2 - أصحاب المنازل الذين يملكون صكوكا تم استئجار منازل لهم حتى يتم استلامهم لتعويضاتهم. 3 - من لا يملك صكا نظاميا ولا يندرج تحت المستفيدين من الضمان الاجتماعي من المواطنين يتم دراسة حالتهم وتسكينهم بالتعاون مع الجمعيات الخيرية. حاولت هنا الاختصار لتوضيح الحقيقة فضلا عن الخدمات الأخرى فهل تعلم أن التعويضات تشمل حتى الأنقاض!؟ بل تم تقديم أكثر من 68 ألف خدمة لسكان الأحياء المزالة شملت نقل العفش - تقديم السلال الغذائية - الوجبات - مستلزمات الأطفال، والجميل أن أمانة مدينة جدة كانت قد خصصت رابطا الكترونيا (تسهيلا للإجراءات في طلب التعويضات)، وكذلك تقوم وزارة الموارد البشرية بمحاولة توفير وظائف وفرص للمواطنين والمواطنات المسجلين في الضمان الاجتماعي من سكان الأحياء المزالة! كل هذا وأكثر لم نره في الهاشتاق؛ لذلك علينا أن نراه اليوم في هذا التوضيح، وسيراه الجميع مستقبلا حقيقة وواقعا يعيشه السكان بعد تصحيح وضعهم، دعونا دائما نأخذ الأخبار من مصادرها، ودعونا دائما نفتح ذراعنا للتطوير، ولنحكم عقولنا قبل عواطفنا حين نتعامل مع أخبار مجهولة المصدر. نحن في وطن عظيم نحسد عليه، فلنكن عونا لتحقيق جهود الدولة، وتذكروا دائما أن رؤية المملكة 2030 منذ انطلاقتها تحقق وبلغة الأرقام مستهدفاتها لذلك فلنكن نحن الرقم الصعب ضد كل من يحاول نشر الإشاعات والإحباطات بيننا وهم مندسون من حسابات خارجية معادية وللأسف قد يساعدهم قليل الفهم بنشر الإشاعات دون علم، وتذكر دائما أن الوطن أولا فكن فطنا ولا تكن ضحية حسابات معادية تتدثر بأسماء سعودية وهي كارهة لنا ولما تخطه بلادنا نحو المستقبل. @BASSAM_FATINY