العالم

جواسيس إيران يتساقطون

تركيا تقبض على شبكة اختطاف معارضين تعمل لصالح طهران الإيقاع بخلية إرهابية من 9 أشخاص تخطط لاغتيال رجل أعمال ضابط استخبارات تابع للحرس الثوري قاد العملية سرا من طهران إسقاط 8 جواسيس حاولوا خطف عسكري منشق في ولاية فان

رجل أعمال إسرائيلي على أجندة الاغتيالات (الصباح التركية)
يتساقط جواسيس إيران واحدا وراء الآخر، فقد أعلن جهاز المخابرات وقوات الأمن التركية توقيف 14 شخصا للاشتباه في تعاونهم مع المخابرات الإيرانية لتنفيذ خطط لاختطاف معارضين إيرانيين موجودين على الأراضي التركية.

وقالت وكالة الأناضول التركية «إنها حصلت على معلومات مصادر أمنية، تكشف أن إحسان صاغلام، صاحب شركة الدفاع «باي صاغلام» والمواطن الإيراني الذي يعمل لديه مرتضى سلطان سنجاري، كانا يسعيان لاختطاف معارضين إيرانيين من تركيا».

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يجري كشف خلية تجسس إيرانية في تركيا وعدد من دول العالم، حيث دأب نظام الملالي على نشر شبكات التجسس في المنطقة، بهدف نشر الفوضى والخراب، وتصدير الإرهاب والقتل.

اختطاف معارضين

ووفقا لوكالة الأنباء التركية، تلقى صاغلام وسنجاري تعليمات من سيد مهدي حسيني وعلي قهرماني حجي أباد، اللذين يعملان لصالح المخابرات الإيرانية.

وكشفت المعلومات أن صاغلام وفريقه حصلوا على 150 ألف دولار على فترات متقطعة مقابل اختطاف معارضين إيرانيين، وأن مسؤولي المخابرات الإيرانية تعهدوا بدفع مبلغ مقابل شخصيات أخرى يُخطط لاختطافها، حسب الوكالة التركية.

وأطلق جهاز المخابرات والأمن التركيان عملية، أسفرت عن توقيف إيرانيين اثنين و12 تركيا، وتم إحالتهم إلى السلطات القضائية، حسب الأناضول

والأربعاء الماضي، قضت محكمة تركية بسجن الموقوفين الـ14، وفي إطار التحقيقات، صدرت أيضا مذكرة ملاحقة بحق ثلاثة مواطنين إيرانيين.

خلية إيرانية

وكشفت صحيفة «الصباح» المقربة من الحكومة التركية أخيرا، أن الاستخبارات تمكنت، من القبض على خلية إيرانية كانت تسعى لاغتيال رجل الأعمال الإسرائيلي، يائير جيلر.

وقالت «إن الخلية تتألف من تسعة أشخاص، فيما يحمل جيلر الجنسية التركية أيضا، وهو مالك لشركة صناعات دفاعية تعمل في تركيا، وتحت عنوان «هكذا تم كسر الفخ» استعرضت الصحيفة، تفاصيل إحباط الخلية الإيرانية، والتي حاولت اغتيال جيلر، ردا على اغتيال إسرائيل العالم النووي الإيراني، محسن فخري زادة في عام 2020.

ويقيم جيلر في مدينة إسطنبول، ورصدت الاستخبارات الإيرانية، أعماله وحياته الخاصة، وراقب عناصر ميدانيون في الاستخبارات التركية مسؤولون عن التصدي لعمليات تجسس الشبكة الإيرانية، وخلصوا في أعقاب المراقبة أن إيران تخطط لجمع معلومات عن مكان سكن جيلر، وبعد ذلك اغتياله عبر عدة مواطنين أتراك، لعدم لفت الأنظار.

التحضير للاغتيال

واستخلصت «الاستخبارات» أن عملية جمع المعلومات الإيرانية انتهت، وبدأت مرحلة التحضير للاغتيال، وقالت الصحيفة «عند هذه المرحلة، قررت الاستخبارات التركية مشاركة المعلومات المتوفرة عندها مع الموساد».

وتحدثت الصحيفة عن اجتماع رفيع المستوى عقد بين الموساد والاستخبارات التركية في أنقرة، وسط تقديرات بأن الاغتيال هدفه تقويض العلاقات بين إسرائيل وتركيا.

ولاحقا، تتابع الصحيفة أن الاستخبارات التركية نقلت رجل الأعمال إلى بيت للتخفي، وخلال الأيام الأخيرة شنت حملة لاعتقال المشتبهين التسعة.

وحددت تركيا أن ضابط الاستخبارات الإيراني ياسين طاهر مقندي (53 عاما) التابع للحرس الثوري، هو من يقود الخلية، بينما يديرها في تركيا الإيراني صالح مشتاق بيجهوز (44 عاما).

وسبق وأن أحبطت تركيا خلايا إيرانية، كان تسعى لاغتيال شخصيات إسرائيلية أو معارضين للنظام في طهران.

8 جواسيس

وفي 13 من أكتوبر الماضي نفذت المخابرات التركية عملية مشتركة مع قوات الدرك، وألقت فيها القبض على شبكة من 8 جواسيس إيرانيين في ولاية فان، حاولوا خطف عسكري إيراني منشق وإعادته إلى إيران.

وقبلها يومين أوقفت الاستخبارات التركية شبكة تجسس إيرانية أخرى مؤلفة من 11 شخصا، وقالت، حينها، بعض المصادر الإعلامية التركية «إن من أعضائها وكيل نيابة تركي ورجل أعمال وضابط صف في الجيش التركي أيضا».

واعتادت إيران على نصب فخاخ أمنية للمعارضين بأراضي دول الجوار، ثم يتم القبض عليهم واستدراجهم إلى سجون طهران، قبل محاكمتهم صوريا وقتلهم.

خطف شارمهد

وشهدت طهران في الأسبوع الماضي محاكمة المعارض المخطوف من تركيا، جمشيد شارمهد المحاكمة التي عقدت أمس الأول بالصورية، وقالت عائلته «إن المواطن الألماني مسجون في زنزانة في أحد سجون إيران منذ 555 يوما».

واختطف المعارض ذوالأصول الإيرانية في صيف 2020 خلال رحلة إلى الشرق الأوسط في ظروف غامضة، وكان قبل ذلك يدير إذاعة «تندر» وتعني «الرعد» وهو اسم الفرع الإعلامي لمجموعة «الجمعية الملكية الإيرانية» التي لها مقر رئيس في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية، والتي تصفها الحكومة الإيرانية بـ»الجماعة الإرهابية».

وبحسب ما جاء في لائحة الاتهام الموجة لشارمهد التي قدمها الادعاء العام، ذكر أنه اعترف بـ»محاولة تفجير سد سيون في شيراز» في جنوب إيران، وبالتخطيط لاغتيال مدير مشروع السد ولتفجير رواق الأحذية في مقبرة روح الله خميني عام 2009 وبتحضير قنبلة لتفجير الحوزة الدينية لآية الله كلبايكاني.

قصة مسيح

ونشرت وسائل إعلام المعارضة الإيرانية قبل فترة قصة محاولة اختطاف الناشطة المدنية والمدافعة عن حقوق المرأة مسيح علي نجاد بالولايات المتحدة الأمريكية، وقالت «إنه يعيد إلى الذاكرة ملفات اختطاف لمعارضين إيرانيين من قبل السلطات الإيرانية، منذ انتصار ثورة 1979 وسقوط النظام الشاهنشاهي لم يتوقف النظام الثوري في إيران عن مقارعة خصومه ومعارضيه بشتى الوسائل وأخطر هذه الوسائل اختطاف منتقديه في الخارج ناهيك عن المختطفين في الداخل».

وتصف الأجهزة الأمنية عمليات اختطاف المعارضين ونقلهم إلى الداخل بـ»الاستدراج إلى الداخل» حتى لا تتهم بخرق القوانين الدولية وخاصة انتهاك سيادة الدولة التي تتم عملية الاختطاف على أراضيها.

فخاخ أمنية

وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، ومع تفعيل الأذرع الخارجية للأجهزة الأمنية الإيرانية، كانت دول الجوار أخطر الأماكن لسفر المعارضين المقيمين في المنافي في الخارج، وتاريخ التصفيات والاختطافات على أراضي تركيا وجمهورية أذربيجان وجورجيا وباكستان والعراق التي تقع جمعيها في جوار إيران، يؤكد ذلك، حيث نفذت قوات الأمن الإيرانية أو المجندون لفائدته أيضا خطط اغتيال في دول أوروبية وحتى في أمريكا اللاتينية.

وكانت عمليات تصفية قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني من ضمنهم الدكتور قاسملو وخليفته شرفكندي في فيينا وبرلين واغتيال عضو الحزب الشيوعي الإيراني غلام كشاورز في اليونان واغتيال آخر رئيس وزراء للشاه، شابور بختيار في باريس وتصفية الفنان المعارض فريدون فرخزاد في ألمانيا من أكثر الخطط الدموية التي نفذتها الأجهزة الأمنية الإيرانية على الأراضي الأوروبية.

أشهر المعارضين المختطفين:
  • جمشيد شارمهد
  • روح الله زم
  • حبيب أسود
  • أبوالحسن مجتهد زاده
  • علي أكبر قرباني
  • الرائد عباس قلي زاده
  • محمد قادري
  • عزيز قادري
  • معروف سهرابي
  • فرود فولادوند
  • عبدالمالك ريغي
  • أرشد رضائي
  • عدنان إسماعيلي
  • يونس محمد بور