العالم

إيران تبتز العالم وتطلب المزيد من الأموال

طهران تسعى لفك الأصول المجمدة مقابل إطلاق سراح 4 رهائن محاولات لردم الأزمة الاقتصادية العميقة من خلال الاتفاق النووي مسؤول بالخارجية الأمريكية: اللعبة ستنتهي في غضون أسابيع مراقبون: أسابيع قليلة تفصل إيران عن امتلاك مواد انشطارية

مفاوضات فيينا مستمرة بينما تستمر طهران في إنتاج المواد الانشطارية (مكة)
فيما تقترب مفاوضات فيينا من مرحلتها الحاسمة، بات واضحا أن النظام الإيراني يبحث عن ابتزاز دول العالم الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ويبحث عن المزيد من المال، لردم الأزمات الاقتصادية العميقة التي يعاني منها.

وشهدت كواليس المفاوضات التي تجريها أمريكا و5 دول أوروبية مع طهران، صفقة نادرة من نوعها حول تبادل السجناء، لكن الغرب فوجئ بمفاوضي نظام الملالي يطالبون بأموال باهظة مقابل استكمال الصفقة.

ونقل موقع «صوت أمريكا» عن مصادر وصفها بالمطلعة، أن طهران ترغب في الحصول على أموال كجزء من أي اتفاق للإفراج عن 4 أمريكيين تصفهم واشنطن بأنهم رهائن لدى طهران.

وأشار إلى أن إيران لا تبدي جدية من أجل التوصل إلى اتفاق لتبادل السجناء مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتضع عينها على أمر آخر ترغب فيه من واشنطن، وفق ما ذكرت مصادر مطلعة، حيث يجري التفاوض من خلال وسطاء في فيينا، في محاولة لإحياء اتفاق 2015 النووي بين إيران والولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى.

تبادل السجناء

أبدى المسؤولون الإيرانيون رغبتهم في تبادل كامل للسجناء للإفراج عن إيرانيين معتقلين في أمريكا لأسباب من بينها انتهاك العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، على مدى السنوات الأخيرة، وفي يناير الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد الخطيب زاده، في مؤتمر صحفي، «إن إيران يمكن أن تتوصل إلى اتفاقات دائمة بشأن قضايا السجناء والقضايا النووية في وقت قصير».

وأشار «صوت أمريكا» إلى أن قواعد بيانات وزارة العدل الأمريكية تظهر أن 16 إيرانيا محتجزون في الولايات المتحدة في قضايا مرتبطة بالتوتر الأمريكي الإيراني، في المقابل تحتجز إيران 4 أمريكيين من مزدوجي الجنسية بتهم «أمنية» تقول واشنطن إنها ملفقة من طهران من أجل استخدامهم كورقة للمساومة.

وقال مصدر مطلع للموقع إن المسؤولين الإيرانيين يبدون اهتماما أقل بالإفراج عن الإيرانيين المسجونين في أمريكا مقارنة بالسابق.

البحث عن مال

ونقل الموقع عن مصدر ثان أن إيران تبحث عن المال وإلغاء تجميد الأصول الإيرانية مقابل إطلاق سراح الأمريكيين الأربعة المحتجزين لديها، بدلا من بحثها عن إطلاق واشنطن سراح الإيرانيين المحتجزين.

وعلى مدار الأشهر الماضية، تخوض طهران والقوى التي لا تزال منضوية في اتفاق عام 2015 (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، مفاوضات تهدف إلى إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا في 2018، معيدة فرض عقوبات على طهران، مما دفع الأخيرة للتراجع عن التزامات مدرجة فيه.

وتشارك واشنطن بشكل غير مباشر في المباحثات، ويتولى الأطراف الباقون، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، تنسيق المواقف بين الإيرانيين والأمريكيين، وقبل أسبوع أعلنت إيران للمرة الأولى أنها منفتحة على إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة التي أعربت بسرعة عن استعدادها لعقد محادثات «عاجلة».

وترددت أنباء أمس بأن الولايات المتحدة الأمريكية خففت العقوبات المفروضة على إيران، في خطوة تمهد لنجاح الجولة الحاسمة من المفاوضات.

اللعبة ستنتهي

وفي الوقت الذي ينشغل فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأزمة الخطر الروسي على أوكرانيا، فإن ثمة أزمة حرجة أخرى تلوح في الأفق، بعدما قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، «إن اللعبة ستنتهي في غضون أسابيع».

ومن المقرر أن تعاود المفاوضات النووية هذا الأسبوع في جولتها التاسعة، فيما لا تزال الولايات المتحدة وإيران تتفاوضان بشكل غير مباشر حول كيفية العودة إلى التزام الاتفاق النووي، الذي أبرم في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عام 2015.

وأفاد موقع شبكة «أي بي سي» الأمريكية للتلفزيون، بأنه يمكن لهذه الجولة أن تكون الأخيرة قبل التوصل إلى تسوية، وإلا ستعمد الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى الانسحاب من المفاوضات، لأنه بعد 10 أشهر من التفاوض مع حكومتين إيرانيتين، فإن البرنامج النووي الإيراني يتقدم إلى نقطة اللاعودة، وفق ما تقول الولايات المتحدة.

تهديد أمريكي

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية «هذا ليس تهديدا، وليس موعدا مصطنعا، إنه المطلوب فحسب... وإذا ما أخذنا في الاعتبار الخطوات التي تتقدم بها إيران، على الصعيد النووي، فإننا نملك فقط بضعة أسابيع للتوصل إلى اتفاق، وبعد هذه المهلة لن تكون هناك لسوء الحظ عودة محتملة لخطة العمل الشاملة المشتركة، والاستفادة من فوائد منع الانتشار النووي التي يوفرها الاتفاق».

ويقول بعض المنتقدين إنه كان يجدر بالولايات المتحدة الانسحاب من المفاوضات منذ وقت طويل، مع تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 60%، وتركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، ومنع مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مزاولة عملهم. ويتطلب صنع السلاح النووي تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، بينما حدد الاتفاق النووي سقف التخصيب لإيران بـ3.67% لمدة 15 عاما.

مواد انشطارية

في المقابل يؤكد المراقبون أن إيران على مسافة أسابيع من امتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية، وفق ما قال المسؤول. وسبق لوزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن وآخرين أن حذروا منذ أسبوعين من أن إيران هي الآن على مسافة «بضعة أسابيع» من تلك العتبة الحاسمة، على الرغم من أن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأمريكية، قال إنه سيستغرق إيران بعض الوقت الإضافي لصنع القنبلة فعليا، رافضا إعطاء جدول زمني لذلك، وهذا ما يضع ضغطا على هذه الجولة من المفاوضات للتوصل إلى تسوية قبل نفاد الوقت.

وقبيل معاودة المفاوضات، كرر الرئيس الأمريكي جو بايدن استعداده لتقديم تنازلات والعودة للامتثال لبنود الاتفاق من خلال رفع عقوبات عن إيران.

ومع توقع معاودة المفاوضات هذا الأسبوع، فإنه تجب مراقبة مؤشر رئيسي، وما إذا كانت الولايات المتحدة وإيران ستنخرطان في نهاية المطاف في مفاوضات مباشرة.