الخواجة: لا نكتب بأصابع الغرب
الاثنين / 5 / ذو القعدة / 1437 هـ - 21:15 - الاثنين 8 أغسطس 2016 21:15
رد الناقد الدكتور دريد الخواجة على من يتهمون الشعر الحديث بأنه ينقل عن الغرب وليس فيه إبداع، وقال إن الشعر العربي مواكب للحداثة منذ القديم، حيث كان الشاعر العربي امرؤ القيس يكتب شعرا حديثا متجاوزا زمانه، وكذلك أبوتمام وغيرهما.
وحمل الخواجة في حواره مع «مكة» على هامش محاضرته في نادي المدينة المنورة الأدبي النقاد العرب دورا كبيرا في التأكيد على أن حداثتنا تمثل بنية عربية مركزية منبثقة من تجربتنا الفنية، وإن كنا تأثرنا بالغرب فنحن لا نكتب بأصابعهم.
واستقطبت تجربة الدكتور دريد النقدية عددا من النقاد منهم الدكتور نذير العظمة والدكتور صبري مسلم وغيرهما، وقدم عددا من الدراسات في الأدب السعودي.
01 كيف تقرأ التجربة الإبداعية السعودية؟
هناك ظاهرة فنية واسعة في المشهد السعودي، وسبق أن كتبت عن تجربة الشاعر عيد الحجيلي، فهو شاعر جيد، وكذلك نادية البوشي، وشعراء آخرين منهم محمد جبر الحربي وكذلك تجربة الدكتور عالي القرشي.
02 هل لدينا مشروع ثقافي عربي جامع؟
مشروعنا مشتت لم يكتمل على المستوى الفني، إلا أن سهولة عمليات التواصل الحديث بمختلف أدواته جعلت التجارب الإبداعية متناصة لترى الشاعر المغربي والسوري والمصري والسعودي في دائرة تفاعل واحدة، لكننا نحتاج لجهد النقاد حتى يستطيعوا المقارنات ومعرفة سمات الاختلاف ليصلوا لصورة متكاملة عن الشعر في الوطن العربي وغيره من فنون الأدب.
03 النقد متهم لدينا باللهث وراء كل مصطلح غربي؟
كتب عن تجربتي النقدية الناقد نذير العظمة وصبري مسلم، وأحمد المعلم وعلي الصيرفي، وعالي القرشي وغيرهم، ولم يقل أحد منهم إنني نقلت من الغرب ما أطبقه في دراساتي، بل قالوا إنني أتلقى المنهج النقدي الغربي ثم أصوغه بعد أن أدخله بمصفاتي الخاصة. ولدينا في الوطن العربي نقاد مهمون بينهم كمال أبوديب وآخرون.
04 ما هو المنهج النقدي الذي تحبذه؟
المنهج التكاملي، فحين أقرأ نصا أحاول أن أدخله وأفككه وأعيد تركيبه مثل الساعة وأبين إذا ما كان فيه خطل للجمهور. والمنهج التكاملي لا يطبق المنهج تطبيقا حرفيا، بل يوظفه بما يناسب تجربتنا، فتجدني آخذ مثلا من البنيوية ومن التكاملية وآخذ من التداولية وأستفيد من منهج تحليل الخطاب ثم أطبق ما أراه مناسبا، شرط أن يدخل مسباري ومصفاتي، فلا لا أطبق النقد تطبيقا ببغاويا.
05 وفي أي قصة تجد نفسك؟
كل من كتب عني قال إنني أكتب قصة بخلفية سيرية ذاتية وهذا ما أكده الناقد الذي أعتز بما كتبه عني الدكتور عبدالإله الصائغ من العراق الذي وجد سيرتي الذاتية يلعب بها الفن كي تغدو كينونة قائمة بذاتها. وحين تكون قصة بعينها أقرب إلي لا يعني إلغاء البقية، فبعض القصص تكتبها بحماسة غير عادية، مثل مجموعتي القصصية «وحوش الغابة» التي تتداخل فيها الصوفية مع الواقعية والخرافية في نص سميته «الإشارة يا سيدي رحال».
06 كيف ترى دور الترجمة في تقديم تراثنا العربي؟
لدينا مشاريع ترجمة مثل ما تقوم به هيئة أبوظبي للتراث والثقافة، وكذلك المعهد العربي الفرنسي، ولكن «يد واحدة لا تصفق» فنحتاج أن تكون لدينا مراكز لنقل الثقافة العربية إلى الغرب الذي يجهلنا ولا يعرف عنا إلا القليل، وهو أمر مضر بنا إلى حد بعيد ما جعله يعتقد أن ثقافتنا متخلفة.
07 يتضح في طرحك النقدي انفتاحك على المشروع الحداثي؟
الحداثة ضرورية كي نبقى ونتطور ولكي ترتفع قامتنا أمام العالم، ومن يقف ضد الحداثة يتخلف بنفسه وقومه عما يجري في العالم، وما أقصده بالحداثة «حداثة الفن» لأنها قادرة على أن تدفعنا للفهم والوعي وتخطي المسافات.
08 وكيف تقرأ تجربتنا الإبداعية اليوم مقارنة بجيل الرواد؟
نحن اليوم أفضل من كل النواحي، ونبذل جهدا كبيرا أن نكون ونحقق مكانتنا في التراث الإنساني، وسيحصل ذلك، ولكن لا بد من دور حداثي كبير تقوم به المؤسسات الثقافية، والمراكز ودوائر الثقافة والحكومات والمنظمات.
09 ما هي آخر مشاريعك؟
قرأت لشاعر إماراتي اسمه حبيب الصائغ، وكان ما قرأته مفاجأة بالنسبة لي، كيف يمكن أن يكون هناك شاعر مثله ولا يعطى حقه من الاعتبار والتوضيح والرعاية والعمل على قراءته قراءة يستحقها، فكتبت عنه كتابا سوف أصدره بعنوان «الحافة اللغوية في شعر حبيب الصائغ».