المغردون و»تقليعة» المواعظ
الاثنين / 5 / ذو القعدة / 1437 هـ - 20:30 - الاثنين 8 أغسطس 2016 20:30
بين الحين والآخر يتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى نطاق واسع، تغريدات أو مقالات، تأخذ حظها الوافر من الانتشار والشهرة ، تتناول ظاهرة من مظاهر المجتمع السلبية، والتي كثر الحديث حولها في الآونة الأخيرة، ألا وهي حالة التناقض أو الازدواجية في الشخصية التي يعيشها ويتقمصها البعض، فتجده متناقضا ما بين أقواله وأفعاله وتصرفاته ومظهره أحيانا، وأصحاب هذه الشخصية يعرفون أنفسهم جيدا ويضايقهم الحديث في هذا الموضوع عندما تواجههم به.
قبل وقت قريب انتشرت تغريدة تم تداولها بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي تقول: (لو طبق السعوديون ربع المواعظ والنصائح التي يتراسلونها في الواتس اب وتويتر لصافحتهم الملائكة في الطرقات).
وهذه سواء رضينا أم أبينا فهي تعكس بوضوح وبصراحة واقعا حقيقيا ومؤلما في مجتمعنا لفئة هم غارقون مع الأسف في هذه الحالة من التناقض والمثالية الكاذبة والزائفة، وفي اعتقادي أن هذه الشخصية لا تخلو منها إدارة حكومية أو مدرسة، هذا الصنف من الناس لا يمر يوم من غير أن (يصبّح) على الآخرين من أصدقائه وزملائه وغيرهم بعدد من الرسائل عبر الواتس اب التي تتضمن مواعظ وحكما وأذكارا ونصائح والحض على تقوى الله، بينما تجده في عمله الذي يتقاضى عليه أجرا هو أكثر الموظفين تأخرا وغيابا، مما يترتب عليه تعطيل لمعاملات المراجعين! مثله كذلك مثل الشخص الذي يحرص على إرسال رسائل تحث على حسن المعاملة، وتجده هو نفسه لا يحسن المعاملة حتى مع أهل بيته وأقرب الناس إليه، ولا مع الآخرين.
ليت هؤلاء يحرصون على أداء عملهم وإنجاز معاملات الناس وتسهيل أمورهم دون تعقيد أو تأخير، مثلما يحرصون على إرسال وتبادل هذه الرسائل، وليتهم يطبقون هم أولا ما يرسلونه للناس عن حسن المعاملة. علماء النفس هم أكثر من يعرفون ويشخصون هذه الظاهرة أو هذه الحالة أو هذا المرض الاجتماعي ومعرفة أسبابه ودوافعه. نختم بهذا البيت من الشعر: لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم