إخلاء مقابر الأحياء
الأربعاء / 23 / جمادى الآخرة / 1443 هـ - 19:50 - الأربعاء 26 يناير 2022 19:50
شهدت بعض مناطق جنوب مدينة جدة القديمة إخلاء عاما لتنفيذ عمليات الإزالة والهدم للمباني المتهالكة التي يمتد عمر معظمها لأكثر من جيلين؛ وجاء القرار الحاسم لتنظيم هذه العشوائيات والتكتلات العمرانية والسكانية التي أصبحت تعطي مؤشرات غير إيجابية.
أتحدث في هذا المقال عن عدة محاور أتناولها وأناقشها من الناحية النفسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية.
كما هو معروف تاريخيا أن مدينة جدة هي المنفذ البحري الأقرب لمدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة للقادمين إلى المملكة للزيارة وأداء فريضتي الحج والعمرة وكذلك النازحين محليا من الهجر والقرى والمدن الأخرى مما أعطاها ميزة بسبب موقعها الجيوستراتيجي المتميز للسكن والدراسة والعمل والتجارة.
الامتداد العمراني شمالا وشرقا لمدينة جدة أدى إلى ازدهار الأحياء الجديدة وارتفاع أسعار العقارات فيها، وبالمقابل أدى إلى تدني قيمة المباني في جنوبها نظرا لقدم عمرها وبالتالي انخفاض الإيجارات للمناطق والأحياء التي أصبحت شعبية في نمطها ومساحاتها وطرازها المعماري مما جعل تلك الأحياء مطمعا سكنيا يتكدس في البيت الواحد أعداد كبيرة من الأسر والعوائل والأفراد من جنسيات مختلفة.
من الجانب المجتمعي تعتبر هذه التكتلات السكانية غير المنتظمة وغير النظامية قنبلة اجتماعية موقوتة تلاحظ بزيادة الأعداد البشرية وما يلحقها من تبعات صحية وإنسانية كارثية ربما ظهرت في الآونة الأخيرة بعد جائحة كورونا؛ وارتفاع أعداد الإصابات والوفيات وتفشي الأمراض المختلفة.
أما الأثر النفسي العام فإن معدلات المشكلات السلوكية لدى سكان المناطق العشوائية أكثر عمقا من غيرها نظرا لانعدام الثقافة والوعي ومحدودية الفكر؛ ومن ثم تغلغل وانتشار نمط ثقافي متدن يجمعهم من حيث التعامل اللفظي والفعلي.
هذه الأسباب النفسية والمجتمعية السلبية أدت إلى وجود مؤشرات أمنية مقلقة انعكست من خلال نتائج مرتفعة في معدلات الجريمة والتعديات على النفس والمال والعرض للقتل والسرقات والسلوكيات غير الأخلاقية وانتشار المخدرات والمسكرات، والسبب يرجع إلى وجود عمالة غير نظامية وعمليات تستر كبيرة على هذه العمالة التي يصعب اكتشافها بسبب هذه التجمعات البشرية.
من حيث الهدف الاستراتيجي الذي صاغته المملكة بامتلاكها للقوة الناعمة والمتمثلة كما أسلفت كون جدة واجهة دينية في المقام الأول وسياحية في المقام الثاني وعامل جذب كبيرا للزوار من المواطنين والمقيمين وكذلك القادمين من الخارج؛ ومن المفترض أن يليق بهذه المدينة أن تظهر بشكلها المشرف والجاذب للاستثمارات الوطنية المحلية والأجنبية الخارجية لضخ الأموال وإنشاء المشاريع السياحية الضخمة نظرا لقرب المناطق الجنوبية من المنطقة التاريخية العتيقة والأثرية في المنطقة المركزية بقلب المدينة.
بعيدا عن العواطف والتأثر المشاعري الذي تناقله البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمباني والمناطق العشوائية وأطلالها وهي في حقيقة الأمر مقابر يسكنها شبه أحياء لا تصلح للاستخدام الآدمي.
نحن نحتاج في هذه الفترة إلى الكثير من العقلانية والنظر بعين المدرك الواعي لأمن وأمان ومصلحة الوطن والمواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة حتى نصل إلى رؤية المملكة 2030.
Yos123Omar@
أتحدث في هذا المقال عن عدة محاور أتناولها وأناقشها من الناحية النفسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية.
كما هو معروف تاريخيا أن مدينة جدة هي المنفذ البحري الأقرب لمدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة للقادمين إلى المملكة للزيارة وأداء فريضتي الحج والعمرة وكذلك النازحين محليا من الهجر والقرى والمدن الأخرى مما أعطاها ميزة بسبب موقعها الجيوستراتيجي المتميز للسكن والدراسة والعمل والتجارة.
الامتداد العمراني شمالا وشرقا لمدينة جدة أدى إلى ازدهار الأحياء الجديدة وارتفاع أسعار العقارات فيها، وبالمقابل أدى إلى تدني قيمة المباني في جنوبها نظرا لقدم عمرها وبالتالي انخفاض الإيجارات للمناطق والأحياء التي أصبحت شعبية في نمطها ومساحاتها وطرازها المعماري مما جعل تلك الأحياء مطمعا سكنيا يتكدس في البيت الواحد أعداد كبيرة من الأسر والعوائل والأفراد من جنسيات مختلفة.
من الجانب المجتمعي تعتبر هذه التكتلات السكانية غير المنتظمة وغير النظامية قنبلة اجتماعية موقوتة تلاحظ بزيادة الأعداد البشرية وما يلحقها من تبعات صحية وإنسانية كارثية ربما ظهرت في الآونة الأخيرة بعد جائحة كورونا؛ وارتفاع أعداد الإصابات والوفيات وتفشي الأمراض المختلفة.
أما الأثر النفسي العام فإن معدلات المشكلات السلوكية لدى سكان المناطق العشوائية أكثر عمقا من غيرها نظرا لانعدام الثقافة والوعي ومحدودية الفكر؛ ومن ثم تغلغل وانتشار نمط ثقافي متدن يجمعهم من حيث التعامل اللفظي والفعلي.
هذه الأسباب النفسية والمجتمعية السلبية أدت إلى وجود مؤشرات أمنية مقلقة انعكست من خلال نتائج مرتفعة في معدلات الجريمة والتعديات على النفس والمال والعرض للقتل والسرقات والسلوكيات غير الأخلاقية وانتشار المخدرات والمسكرات، والسبب يرجع إلى وجود عمالة غير نظامية وعمليات تستر كبيرة على هذه العمالة التي يصعب اكتشافها بسبب هذه التجمعات البشرية.
من حيث الهدف الاستراتيجي الذي صاغته المملكة بامتلاكها للقوة الناعمة والمتمثلة كما أسلفت كون جدة واجهة دينية في المقام الأول وسياحية في المقام الثاني وعامل جذب كبيرا للزوار من المواطنين والمقيمين وكذلك القادمين من الخارج؛ ومن المفترض أن يليق بهذه المدينة أن تظهر بشكلها المشرف والجاذب للاستثمارات الوطنية المحلية والأجنبية الخارجية لضخ الأموال وإنشاء المشاريع السياحية الضخمة نظرا لقرب المناطق الجنوبية من المنطقة التاريخية العتيقة والأثرية في المنطقة المركزية بقلب المدينة.
بعيدا عن العواطف والتأثر المشاعري الذي تناقله البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمباني والمناطق العشوائية وأطلالها وهي في حقيقة الأمر مقابر يسكنها شبه أحياء لا تصلح للاستخدام الآدمي.
نحن نحتاج في هذه الفترة إلى الكثير من العقلانية والنظر بعين المدرك الواعي لأمن وأمان ومصلحة الوطن والمواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة حتى نصل إلى رؤية المملكة 2030.
Yos123Omar@