النسخة الثانية لصحراء X العلا تكشف النقاب عن 15 فنانًا يبحثون أفكاراً حول مواضيع السراب والواحة تحت مسمى "سراب"
الاثنين / 21 / جمادى الآخرة / 1443 هـ - 17:11 - الاثنين 24 يناير 2022 17:11
تستقبل العلا محبي الفن من جميع أنحاء العالم في معرض صحراء X العلا 2022 المتخصص بالفنون المحاكية للطبيعة والذي يقام بشكل دوري في العلا، وينطلق المعرض هذا العام بإشراف القَيمين على المعرض ريم فضة ورنيم فارسي و المدير الفني نيفيل ويكفيلد، حيث يتم عرض أعمالًا ذات رؤية فنية معاصرة قوبلت بأصداء متعددة من كافة أرجاء العالم لخمسة عشر فنانًا سعوديًا وعالميًا وسط المناظر الطبيعية الصحراوية الخلابة في العلا.
وتحت شعار سراب، يستوحي معرض هذا العام أفكاره من السراب والواحات المتأصلة في تاريخ الصحراء وثقافتها، حيث اكتسبت هذه الأفكار أهمية كبيرة في مختلف انحاء العالم على مر السنين. وقد استجاب الفنانون المشاركون بأعمال جديدة تتناول الأحلام والتمويه والخيال والاختفاء والاستخراج والوهم مع إظهار الإختلاف بين العالم الطبيعي وعالم من صنع الإنسان.
الجدير بالذكر أن المعرض يعقد هذا العام في الفترة من 11 فبراير وحتى 30 مارس 2022، وذلك بعد النجاح الكبير الذي تحقق في النسخة الأولى في عام 2020، والزيارة متاحة للجميع بشكل مجاني.
أما الفنانون المشاركون، فهم:
• شادية عالم: مواليد المملكة العربية السعودية، وتقيم حاليا في باريس.
• دانة عورتاني: مواليد عام 1987 في المملكة العربية السعودية، وتقيم حاليا في جدة.
• سيرج أتوكووي كلوتي: مواليد عام 1985 في غانا، ويقيم حاليا في أكرا.
• كلاوديا كومتي: مواليد عام 1983 في سويسرا، وتقيم حاليا في بازل.
• شيزاد داوود: مواليد عام 1974 في المملكة المتحدة، ويقيم حاليا في لندن.
• جيم دينيفن: مواليد عام 1961 في الولايات المتحدة، ويقيم حاليا في سانتا كروز.
• ستيفاني دومر: مواليد عام 1989 في كندا، وتقيم حاليا في لوس أنجلوس.
• سلطان بن فهد: مواليد عام 1971 في المملكة العربية السعودية، ويقيم حاليا في لوس أنجلوس.
• زينب الهاشمي: مواليد عام 1985 في الإمارات العربية المتحدة، وتقيم حاليا في دبي.
• أليشيا كوادي: مواليد عام 1979 في بولندا، وتقيم حاليا في برلين.
• شيخة المزروع: مواليد عام 1988 في الإمارات العربية المتحدة، وتقيم حاليا في دبي.
• عبدالله العثمان: مواليد عام 1985 في المملكة العربية السعودية، ويقيم حاليا في الرياض.
• خليل رباح: مواليد عام 1961 في فلسطين، ويقيم حاليا في رام الله.
• مونيكا سوسنوسكا: مواليد عام 1972 في بولندا، وتقيم حاليا في وارسو.
• أيمن زيداني: مواليد عام 1984 في المملكة العربية السعودية، ويقيم حاليا في الرياض.
يعقد معرض صحراء X العلا 2022 من خلال برنامج مشترك بين صحراء Xفي كاليفورنيا والهيئة الملكية لمحافظة العلا، حيث تم تأسيس البرنامج لتعزيز الحوار الثقافي المتجدد من خلال الفن، وهو المعرض الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية الذي يحاكي الطبيعة من حوله وقد تم تشكيله من خلال رؤية مستلهمة من الصحراء. يعزز البرنامج أيضا الحوار والتبادل الثقافي بين الفنانين والقَيمين على المعرض، إضافة إلى المجتمعات المحلية والدولية.
كما يعتمد صحراء X العلا على أسس من الفنون الجغرافية مبنية على خلفية معرض صحراء X في وادي كوتشيلا بكاليفورنيا، مما يوفر فرصة عميقة لتجربة الفن في حوار مع الطبيعة على نطاق هائل.
تجدر الإشارة إلى أن المعرض القادم سيعقد في منطقة العلا ولكن في موقع مختلف عن النسخة السابقة. حيث يقع في واد يعطي الزوار فرصة التجول والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.
وفي هذا المعرض، تقدم الفنانة شادية عالِم عملاً تركيبياً نحتياً يتكيف مع فن الأوريجامي أو فن طي الورق ، ويطبق عملها الفني المبادئ الرئيسية للهندسة والجمال، لتكوين أشكال ذات دلالات مستوحاة من أدب الصحراء العربية والرياضيات والأساطير.
أما دانة عورتاني، فتستوحي منحوتتها من العمارة التقليدية لمنطقة العلا، حيث تتخذ المنحوتة شكل هندسي مقعر يشير إلى المقابر النبطية ويحاكي أشكال الجبال المحيطة والوديان والكهوف والتكوينات الصخرية.
ويناقش تركيب سيرج أتوكووي كلوتي تجربة العولمة والهجرة والمساواة في المياه من خلال تغطية ألواح من الصخور بأقمشة منسوجة بدقة ومصنوعة من جوالين 'كوفور' الصفراء، وهي حاويات بلاستيكية مستخدمة في غانا لتخزين ونقل المياه.
ويعرض عمل كلاوديا كومتي تطور في عمارة الجدران والتي تفرض وجودها بين النظام الطبيعي لأودية العلا، حيث يحمل كل من الجدران تركيبة خوارزمية أوسع مرتبطة بأشكال موجية تشكل صوت وسطح الصحراء.
أما شيزاد داوود فيبحر بأفكار الزمن العميق وعلاقة علوم طبقات الأرض وعلوم الأحياء بين أراضي الصحراء والمنطقة القريبة من البحر الأحمر بعمل من خلال زوج من الأشكال الشبيهة بالشعاب المرجانية التي تعكس أسطحها الحساسة لدرجات الحرارة آثار تغير المناخ والكفاح البشري المستمر لإيجاد علاقة مستدامة مع نظام بيئي سريع التغير.
كما ابتكر جيم دينيفن المتخصص بالفنون الجغرافية رسومات سريعة الزوال تناقش أنماطها المتشابكة التحولات في الحجم والوزن التي غالبًا ما تشكل تجربتنا في الصحراء ومحاولاتنا لجعل أنفسنا داخل مساحات لا محدودة.
ومن خلال الربط ما بين الطبيعة والتقنية، فقد أنشأت ستيفاني دومر دفيئة زراعية تحت الأرض، في إشارة إلى الملاذ الخصب للنباتات حيث تشكل أراضي الصحراء بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الألواح الشمسية على شكل بركة متدفقة بحلقة نشطة للطاقة حيث يتم تخزين الطاقة الشمسية وتحويلها من خلال عملية البناء الضوئي إلى نمو وتحول. ومن جهة أخرى، يتشكل العمل الفني الطيني لسلطان بن فهد على شكل طائرة ورقية صحراوية، مع إضافة مرايا لإضفاء مظهر السراب، ويضم منحوتة شبيهة بالجرة منقوشة بأربعة رموز تستخدم تقليديا في المقابر النبطية.
توظف زينب الهاشمي جلود الإبل المهملة باستخدامها على قاعدة هندسية مجردة تشبه التكوين الصخري في الصحراء، حيث تندمج هذه المنحوتات من جلد الجمال في الجبال لتعطي مشهدا مموها. أيضا أليجا كوادي عملت على صنع هياكل معمارية لها ارتباط بالقطع الأثرية الطبيعية التي تصادفها على أراضي الصحراء، والتي أعادت ترتيبها وصنعها من جديد لخلق وجهات نظر متغيرة باستمرار لتلامس الخيط الدقيق بين الواقع والوهم.
اما شيخة المزروع فتضيف هياكل معدنية طولية للفجوات الصخرية، لتضفي مشهدا متوازنا للمناظر الطبيعية، كما توازن الحال ما بين الركود والحركة، مما يخلق تركيبة صامتة ولكنها معنى مرتبطا بعملية القصور الذاتي.
أما القطعة الفنية لعبد الله العثمان فتشير إلى نظريات انكسار الضوء التي تعود إلى التاريخ القديم لحضارة الصحراء، فمع قواعد من الفولاذ يتفاعل هذا العمل مع الضوء ويخلق مساحة مشعة تُظهر تجربة التقاط السراب لأول مرة. كما يصنع خليل رباح سرابًا من خلال بستان من أشجار الزيتون، حيث يقف في الصحراء ككائنات حية هربت من أراضيها ويغلبها الحنين للعودة، كبحث عن الأرض والحياة.
وتناقش مونيكا سوسنوسكا من خلال النحت مكانة العلا التاريخية كمحور هام ومحطة أساسية للتجارة، بالإضافة إلى إحياء ثقافتها. فمن خلال استخدام القضبان التراثية من سكة الحجاز والتي امتدت من دمشق إلى المدينة المنورة، تم تحويل هذه القضبان الفولاذية إلى أعشاب جافة عملاقة مليئة بإمكانيات النمو والتحول.
أما المشهد الصوتي لأيمن زيداني فيتكون في كهف صخري من أسلاك منحوتة أفقيا لتعطي عرضا سمعيا للموسيقى والأصوات وخطوات الأقدام، مما يخلق مزيجا من الأصوات التي تضيف إلى أجواء الطبيعة.
يهدف معرض صحراء X العلا إلى المساهمة في التراث الفني للمجتمع المحلي في المنطقة واستدامته، حيث لا تزال أعمال نسخة صحراء X العلا 2020 لكل من ليتا البكيركي، ومنال الضويان، وشرين جرجس، ومحمد أحمد إبراهيم، ونديم كرم، وسوبر فلكس، تحمل مكانة في العلا حيث وضعت في مكان بارز في فندق هابيتاس.
كما تم اختيار راشد الشعشعي، ومهند شونو، للعمل والإقامة الفنية ضمن برنامج يمتد إلى 11 أسبوعًا يستمر حتى 14 يناير 2022. كذلك يوفر التعاون المستمر منصة دولية للفنانين السعوديين: زهرة الغامدي التي عُرضت أعمالها 'وميض من الماضي' في معرض صحراء X العلا الافتتاحي، واصلت عرض عملها 'ماذا يكمن وراء الجدران' والذي لاقى الإشادة من النقاد في صحراء Xكاليفورنيا.
والعلا هي أيضاً موطن موقع التراث العالمي لليونسكو، الحِجر، والذي بناه الأنباط منذ أكثر من 2000 عام، حيث كانت منطقة العلا على مفترق طرق للتبادل الثقافي لآلاف السنين، و كانت تقع تاريخياً على طريق تجارة البخور وعاصمة لمملكة دادان القديمة.
أما اليوم، فهي تعد بمثابة متحف حي للتراث والفنون والطبيعة، يعاد إحياء إرثها كوجهة ثقافية حيوية. فمن خلال إعادة رسم حدود الإبداع، تهدف العلا إلى تشكيل التحولات الأساسية في المجتمع مع مراعاة تراث العلا، وذلك من خلال قوة الفنون.
يشار إلى أن مساهمة العلا واسعة النطاق في برنامجها لمشاركة المجتمع المحلي والتعليم والذي يهدف إلى تنشيط الاقتصاد الثقافي الحيوي. حيث سيوفر صحراء X العلا 2022 برامج تدريب وسطاء فنيين، والفعاليات العائلية، وورش العمل للمعلمين، وأنشطة التواصل والبرامج الأخرى للزوار والمجتمعات.
يعد معرض صحراء X العلا واحد من أبرز فعاليات مهرجان العلا للفنون، والذي يتضمن أيضًا 'ما يبقى في الأعماق: أعمال من مجموعة بسمة السليمان' والذي يعقد في الفترة ما بين 11 فبراير - 20 مارس 2022 في قاعة مرايا ويقدم أعمالاً أساسية لفنانين سعوديين معاصرين، بما في ذلك شادية عالم ودانة عورتاني اللتين تعرضان أعمالهن لأول مرة في المملكة العربية السعودية. كما يعد هذا المعرض، الذي أقيم بإشراف الفنانة لولوة الحمود، الأول في سلسلة من العروض في العلا والتي تضم روادًا جامعين ورعاة للفنون.
وصرحت نورة الدبل، مديرة الفنون والتخطيط الإبداعي في الهيئة الملكية لمحافظة العلا:
'نقدر في العلا الفن والإبداع باعتبارهما ركيزتين أساسيتين تساهم في إثراء المجتمع فكريا، ما ينعكس على الاقتصاد بشكل ايجابي وتعزيز جودة الحياة في المحافظة. وبحلول عام 2035 ستكون العلا موطنًا لـ 15 وجهة بارزة للثقافة والتراث والإبداع، تم تصميم كل وجهة منها بعد حوار عميق مع المناظر الطبيعية الفريدة في المنطقة، ويشمل ذلك المتاحف والمعارض ومراكز البحوث ومناطق الفنون'.
وصرحت ريم فضة، المستشارة القيّمة على معرض صحراء X العلا 2022: 'ارتبطت مفاهيم السراب والواحات الصحراوية على الدوام بأفكار البقاء والمثابرة والرغبة والثروة. تتعلق صورة الواحة في الأذهان بفكرة الرخاء أو الحياة المرفهة، في حين أن السراب يحكي أسرار الخيال ويجسد الواقع.كما أن فكرة الواحة تشير ضمنيًا إلى الجَمال و وفرة العناصر الطبيعية للحياة من المياه والطبيعة الخضراء في قلب الصحراء والتي تمثل أقسى أشكال الطبيعة، وتعبر الواحة عن رغبة البشر في الاستيلاء عليها والسيطرة عليها.
وتحت شعار 'سراب'، قام الفنانون الذين تم تقديمهم في المعرض - وجميعهم ممن سبق لهم أن أمضوا وقتا في منطقة 'العلا' وتعرفوا عليها- بوضع تصورات طموحة ومبتكرة بشكل لافت للنظر خاصة بالمواقع، وجميعها تعالج وتعكس مسائل ورؤى عميقة تنبثق عن السياق والواقع المحلي، بشكل يتردد صداها ويعبر أيضا لدى الجمهور في جميع أنحاء العالم.'
وصرحت رنيم فارسي، المديرة الفنية لصحراء X العلا: 'يمثل الفن نوع قوي من أشكال التعبير عن الذات، كما أن له القدرة على تقديم تحولات ملحوظة للمجتمعات والمدن و الآراء. ما لاحظته من خلال العديد من سنوات عملي في مجال تطوير وتمثيل المشهد الفني السعودي أن الفنان السعودي اليوم يحظى باهتمام وفرص أكثر من ذي قبل. ويلعب معرض صحراء X العلا دوراً هاماً للغاية في إظهار الفن السعودي على المستويين المحلي والدولي وذلك من بين العديد من المبادرات الثقافية والفنية الموجودة حالياً في المملكة، والتي تمثل البيئة الرئيسية للإبداع السعودي'.
وذكر نيفيل ويكفيلد، المدير الفني لصحراء X العلا وصحراءX كاليفورنيا: 'لقد كانت العلا مفترق طرق التجارة والثقافة.
وما زالت مناظرها الطبيعية وتاريخها العميق يجذب الناس من جميع أنحاء العالم.
وتقدم العلا نفسها كموقع مثالي لمعرض يستكشف فكرة الصحراء كموقع للتفاعل الثقافي والحوار والتبادل وذلك في تأصيل لخيال الفنانين والمسافرين على حد سواء.
وقد أثبتت النسخة الأولى من مجلة صحراء X العلا عام 2020 حجم اقبال الفنانين والجمهور من مختلف أنحاء العالم للتعلم من بعضهم. وكثيرا ما يقود الفنانون هذه المحادثات ويبنونها، لذلك من المميز أن يكون لصحراء X العلا دور كبير في العديد من برامج التحول الثقافي في المنطقة.'
وتعد المبادرات الفنية مثل مبادرة صحراء X العلا بداية لمشروع يهدف لحماية تراث وإرث العلا والحفاظ عليها لتكون واحة للإلهام الفني والإبداعي.
وخلال أيام المهرجان، ستكون منطقة الجديدة، المجاورة لمدينة العلا القديمة، مركزًا حيويًا للنشاط والعروض، حيث ستقدم سينما الحوش في الهواء الطلق عدد من صناع الأفلام السعوديين والأفلام الأخرى. وفي الفترة ما بين فبراير ومارس، ستعقد النسخة الأولى من مهرجان 'كورتونا أون ذا موف' وذلك بالتعاون مع مهرجان إيطاليا للروايات البصرية، حيث تعرض أحدث أعمال التصوير الفوتوغرافي في العلا، مع عرض الكثير من الأعمال من مهرجان كورتونا إلى جانب أعمال لفنانين عرب، قام بتنسيقها واختيارها كلا من أريانا رينالدو وخلود بكر.
ولنظرة لمستقبل أكثر إشراقا وتطورا في العلا، تم وضع خطة رئيسية وعلى نحو مفصل ليُصْنَعَ بها 'رحلة عبر الزمن' تحاكي تطوير بلدة 'العلا القديمة' حيث تم ضم الواحة الثقافية إليها ومن ثم قُسِّمَتْ إلى واحدة من خمس أحياء ستكون بمثابة حلقة الوصل بين المجتمع المحلي والإنتاج الثقافي والاستكشافات الفنية في العلا. ويتوقع بحلول عام 2035، أن تشهد الخطة الرئيسية افتتاح 15 وجهة تاريخية جديدة للثقافة والتراث والإبداع في العلا.