وباء يصيب أكثر من 96% من أطفال المملكة، هل تعرف ما هو؟
الثلاثاء / 8 / جمادى الآخرة / 1443 هـ - 19:35 - الثلاثاء 11 يناير 2022 19:35
هنالك وباء يصيب أكثر من ملياري و300 مليون شخص حول العالم (أكثر من 30% من سكان الأرض)، ويصيب أكثر من 530 مليون طفل، حسب إحصاءات وتصريحات منظمة الصحة العالمية، وحسب الإحصاءات الوطنية من قبل وزارة الصحة السعودية، فإن المملكة تحتل المراتب العُليا عالميا بعدد المصابين بنسبة تصل إلى 93%، نسبة المصابين به من الأطفال ذي الست سنوات تصل إلى أكثر من 96% (أي أنه من بين كل 10 أطفال، هناك 9 أطفال مصابون).
تم إدراج هذا الوباء من قبل منظمة الصحة العالمية تحت الأمراض غير السارية، كأمراض السكري، القلب، السرطان، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، ويعتبر هذا الوباء أكثرها انتشارا بالعالم. يكلف علاج هذا الوباء مئات الملايين من الريالات سنويا، يُعاَلج الكثير من الأطفال المصابين به تحت التنويم الكامل، مما يزيد من خطورة العلاج وتكلفته. وأثبتت دراسات عدة أنه يؤثر على جودة حياة الطفل، بتأثيره الجسدي، والنفسي والدراسي ويؤثر كذلك على آبائهم نفسيا وماديا وعمليا.
هذا الوباء هو وباء تسوس الأسنان! والذي صُنف بالوباء من قبل منظمة الصحة العالمية.
الجدير بالذكر هو أنه يمكن الوقاية منه بنسبة 100 % وكما يعلم الكل الوقاية خير من العلاج، والصرف على الوقاية سيكون بلا شك أقل بكثير من الصرف على العلاج، وللوصول للاستدامة بالرعاية الصحية، وهي أحد أهم الأهداف العالمية، وأحد أهم أهداف رؤى المملكة، يجب التركيز على الوقاية، ولتحقيق هذا الهدف، هناك أمور عدة يجب أن تطبق، وقد تم عمل الكثير للحد من نسب التسوس بدول عدة حول العالم، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، لكن ما زالت النسب عالية عالميا، وتتصدرها للأسف مملكتنا الغالية.
أرغب أن أسلط الضوء قليلا على جائحة كورونا؛ فالكثير من بلدان العالم تعاملت مع هذه الجائحة والبعض منهم فشل والبعض نجح بجدارة. المملكة العربية السعودية كانت ممن نجحوا وتميزوا وما زالت تتميز بالتعامل مع هذه الجائحة والكل يرى ويعلم ذلك؛ لذلك اقترح أن يتم التعامل مع هذا الوباء كما يتم التعامل مع الجائحات بتطبيق الإرشادات والقوانين بشكل أكثر صرامة وأكثر حزما.
حلول مقترحة للحد من نسب وباء تسوس الأسنان الهائلة
تقوم وزارة الصحة على مبادرة وطنية للوقاية من تسوس الأسنان، ولكن كما ذُكر سابقا ما تزال النسب مرتفعة. أرى أنه لنجاح الوقاية والحد من نسب التسوس، يجب توحيد ومضاعفة الجهود المبذولة بمبادرة الوقاية الوطنية، وأن تكون الفئة المستهدفة منها هم أطفال المدارس بمرحلة الروضة والمرحلة الابتدائية وليس المرحلة الابتدائية فقط؛ فالوقاية تبدأ من سن مُبكرة.
التعامل مع تطبيق مادة الفلورايد كالتعامل مع تطعيمات الولادة
تمت إضافة مادة الفلورايد من قبل منظمة الصحة العالمية مؤخرا إلى قائمة الأدوية الأساسية، وهي أدوية أثبتت فعاليتها بالوقاية، أو علاج مرض منتشر عالميا، وأصبح وجودها بأي دولة من الأساسيات، وإن دلت هذه الإضافة على شيء فإنها تدل على أهمية استخدام مادة الفلورايد على قطاع واسع عالميا للحد من نسب التسوس؛ فمن الجانب الإكلينيكي، نقوم كأطباء أسنان وضع مادة الفلورايد الوقائية عالية التركيز على أسنان الأطفال، تبعا لإرشادات الوقاية العالمية. يتم وضعها مرتين بالعام (لمن هم أقل عرضة للتسوس) و٤ مرات بالعام (لمن هم أكثر عرضة)، لما لها من فوائد موثقة للحد من نسب التسوس. مهم جدا أن يعامل تطبيق مادة الفلورايد عالية التركيز كما تُعامل تطعيمات مرحلة الولادة من جانب تطبيقها ومتابعتها بشكل دوري مع الوالدين.
مواكبة ثورة المملكة الرقمية وتسخيرها للمصلحة العامة
كما يعلم الجميع، هناك ثورة رقمية بالمملكة بجميع القطاعات، والتي أسهمت بتسهيل وحل مُعضلات عدة كانت تواجهها المملكة ومواطنيها. وتماشيا مع هدف المملكة للتحول الرقمي بالرعاية الصحية، وهدفها لإنشاء سجل (ملف) طبي الكتروني موحد للمريض بعام 2025، يمكن أن يتم إنشاء تطبيق بالأجهزة الذكية (على غرار تطبيق توكلنا) يتم الدخول عليه عن طريق النفاذ الوطني الموحد، مختص بالوقاية من تسوس الأسنان، ويمكن ضمه لتطبيقات موجودة حاليا (كتطبيق صحتي). يكون لهذا التطبيق استخدام شخصي واستخدام رسمي تابع لمراكز الرعاية الصحية (الحكومية منها والخاصة).
بشكل مُبسط جزء التطبيق الرسمي (والذي يمكن أن يتم ضمه لبرنامج قاعدة البيانات الصحية الموحد حال تفعيله) يسجل من خلاله الطبيب البيانات الآتية:
- حالة الطفل الصحية بشكل عام
- حالة أسنانه.
- وزن الطفل.
- شهادة وضع الفلورايد كشهادة التطعيمات وتحدث خلال كل زيارة.