الرأي

لأنها السعودية

عادل الحميدان
السعودية خط أحمر.. شعار له مبرر حتمي مفهوم عندما يطلقه السعوديون عند الحديث عن بلادهم، وله مبرر عاطفي إذا ردده آخرون يحملون مشاعر الود والتقدير تجاه المملكة لأسباب مختلفة، قد تتعلق بمكانتها في العالم الإسلامي أو مواقفها المشرفة مع الشقيق والصديق والقريب والبعيد.

نتحدث هنا عن الشعوب، أما بالنسبة للدوائر السياسية فالثوابت تحكمها متغيرات، والخط الأحمر قد يتحول إلى ضوء أخضر بين عشية وضحاها، والعكس صحيح، فلا معطى صحيح في معادلات السياسة سوى المصلحة ولا شيء سواها.

الوصول إلى هذه الحقيقة كفيل بأن يخرجنا كبشر من دوائر الحساسية تجاه ما يعتقده الآخرون عن بلادنا، فكل يغني على ليلاه، ورغم أن الطبيعة الإنسانية تنشد القمة في كل شيء بما في ذلك أن تكون محل محبة الجميع، إلا أن العقل والمنطق يستبعدان ذلك، فالاختلاف سنة كونية، والخير والشر والموجب والسالب وغيرها من القيم موجودة حيثما وجد الإنسان.

مهما كانت مشاعر الآخرين تجاهنا فعلينا أن نضعها في موضعها الصحيح، فالحب الصادق محل تقدير، والكراهية قد تكون لأسباب محددة أو كراهية لمجرد الكراهية، وفي كلتا الحالتين فإن عبء تغيير هذه المشاعر يجب ألا يقع على عاتقنا، فلن تتوقف مسيرة أحد لمجرد وجود من يكرهه.

حتى وقت قريب، كنا في نظر البعض مجرد سياح نبحث عما نفتقده في بلادنا، من بهجة، ومسافرين مبهورين على الدوام بمستوى جودة الحياة التي يعيشها غيرهم، ورجال أعمال باحثين عن الربح في مجالات لا تتوفر على أرضهم.

وعندما تبدل الحال الذي يفترض تغير النظرة، لم يتغير أي شيء عند ذات البعض سوى الانتقال من خانة المتمدن المنادي بالتطوير إلى منبر الواعظ الداعي إلى العودة إلى سبيل الرشاد!

ما يحدث من هذا البعض أمر منطقي رغم أنه غير أخلاقي، فلم يعد هناك سعودي يسافر إلى دولة أخرى لحضور حفل غنائي أو عرض مسرحي، ولم يعد مهما عند الكثير من السعوديين السفر لمجرد التغيير.

ولأنها السعودية فيجب أن تنتقد، وعندما تستثمر شركة أو صندوق حكومي سعودي في أي مشروع تسدد السهام، ويتم إقحام كلمات مثل الأراضي المقدسة، في حين لا يمكن لأي عاقل تصور أي علاقة تربط شرف احتضان ورعاية الحرمين الشريفين بالاستثمار في شركة تقنية أو حتى مؤسسة رياضية.

آراء هؤلاء ورغبتهم في تشويه اسم المملكة تعيدنا إلى ثنائية الحب والكراهية بافتراض بعدها عن التوظيف السياسي، وفي جميع الحالات لا تعنينا ولن تضعف عزيمتنا، فنحن من يحدد أولوياتنا وطريقة عيشنا، وأين نستثمر وفي ماذا نستثمر، وماذا نريد، وما يجب علينا فعله لنصل إلى ما نريد.

@Unitedadel