الإدارة بمفاهيم سعادة الأخ القائد
الاحد / 22 / جمادى الأولى / 1443 هـ - 20:27 - الاحد 26 ديسمبر 2021 20:27
لم يكن الزعيم القذافي في طرائقه وطرائفه كإنسان بدعا من البشر، ولم يكن استثناء في الحضور والغرابة، هو حالة في بعدها النفسي تنسحب على الكثيرين، الذين ولدوا بعاهات نفسية زادتها السلطة تطرفا وكوميدية سوداء ساخرة.
هنا لا أتحدث عن القذافي الزعيم، هنا نتحدث عن نظيره الصغير، القذافي المدير الذي حملته الصدفة ليصبح مسؤولا إداريا يقمع وينفي ويكافئ وينجز، مع تحفظي على الكلمة الأخيرة، كون الإنجاز في قاموسه العملي يتمثل في مقدار حضوره الطاغي في منظومته بشكل يحفظ له عواره وخواره.
القذافي المدير قد يكون صاحب بنية رياضة قوية، خولته بخوض تجارب شوارعية في الضرب والرفس والعربدة، كون القوة بالنسبة له تكمن في ساعديه دون عقله، ولذلك في أحاديثه الجانبية ترى يديه تتحركان بطريقة لا إدارية ولا إرادية معا، كونهما مستقلتين عن عقله ومؤشراته الطبيعية والسوية.
شخصية القذافي الإدارية مثيرة للضحك والاشمئزاز، فتراه قد يفاجئ سكرتاريته الخاصة في الصباح الباكر بتصريح إداري مرتجل مفاده أنني لم أعد بحاجتكم وأن عليكم البحث عن أماكن جديدة، كونكم غير مؤهلين لتكونوا في حمى العقيد قائد ثورة الفاغر من ديسمبر الخالدة والخارقة!
أما حواريوه فهم صفوة ما في الوصفة، التي تفترض فيهم وتفرض عليهم أن يكونوا ممن يردد دائما، سمعنا وأطعنا يا سعادة العقيد، دون أن يكون لهم رأي مختلف أو مخالف أو إضافة تشفع لهم بالبقاء بشرا أسوياء في حرم وحرمة إدارته، فالمخالفة تعني الإقصاء، وفوبيا الإقصاء تجعل هؤلاء عرضة لسهام نظراته الشزر التي ترهبهم وتجعل فرائصهم ترتعد، عند رؤيتهم لسعادة العقيد قائد ثورة التنكيل في مرفقه الخدمي الأثير.
أما خيمة سعادة الأخ القائد المدير، فهي أرشيف يجمع كل تلك الحوارات التي دارت بينه وبين موظفيه، ففيها يتم تسجيل ما جرى وما كان، وفيها يتم مسخ ومسخرة الأتباع الجدد ليصبحوا أعضاء نافعين في اتحاد جماهيرياته الإدارية الصغرى والعظمى التي لا تقبل إلا من يؤمن بسعادته، ومبادئه الثورية الخاصة التي وصفها في كتابه الأسود العتيق، كفاحي، الذي يتدارسه ويحفظه فقراء الأدب الجياع، ويتداولونه بضاعة مزجاة، خاصة أنه يوزع عليهم مجانا ولا يبتاع ولا يباع.
alaseery2@
هنا لا أتحدث عن القذافي الزعيم، هنا نتحدث عن نظيره الصغير، القذافي المدير الذي حملته الصدفة ليصبح مسؤولا إداريا يقمع وينفي ويكافئ وينجز، مع تحفظي على الكلمة الأخيرة، كون الإنجاز في قاموسه العملي يتمثل في مقدار حضوره الطاغي في منظومته بشكل يحفظ له عواره وخواره.
القذافي المدير قد يكون صاحب بنية رياضة قوية، خولته بخوض تجارب شوارعية في الضرب والرفس والعربدة، كون القوة بالنسبة له تكمن في ساعديه دون عقله، ولذلك في أحاديثه الجانبية ترى يديه تتحركان بطريقة لا إدارية ولا إرادية معا، كونهما مستقلتين عن عقله ومؤشراته الطبيعية والسوية.
شخصية القذافي الإدارية مثيرة للضحك والاشمئزاز، فتراه قد يفاجئ سكرتاريته الخاصة في الصباح الباكر بتصريح إداري مرتجل مفاده أنني لم أعد بحاجتكم وأن عليكم البحث عن أماكن جديدة، كونكم غير مؤهلين لتكونوا في حمى العقيد قائد ثورة الفاغر من ديسمبر الخالدة والخارقة!
أما حواريوه فهم صفوة ما في الوصفة، التي تفترض فيهم وتفرض عليهم أن يكونوا ممن يردد دائما، سمعنا وأطعنا يا سعادة العقيد، دون أن يكون لهم رأي مختلف أو مخالف أو إضافة تشفع لهم بالبقاء بشرا أسوياء في حرم وحرمة إدارته، فالمخالفة تعني الإقصاء، وفوبيا الإقصاء تجعل هؤلاء عرضة لسهام نظراته الشزر التي ترهبهم وتجعل فرائصهم ترتعد، عند رؤيتهم لسعادة العقيد قائد ثورة التنكيل في مرفقه الخدمي الأثير.
أما خيمة سعادة الأخ القائد المدير، فهي أرشيف يجمع كل تلك الحوارات التي دارت بينه وبين موظفيه، ففيها يتم تسجيل ما جرى وما كان، وفيها يتم مسخ ومسخرة الأتباع الجدد ليصبحوا أعضاء نافعين في اتحاد جماهيرياته الإدارية الصغرى والعظمى التي لا تقبل إلا من يؤمن بسعادته، ومبادئه الثورية الخاصة التي وصفها في كتابه الأسود العتيق، كفاحي، الذي يتدارسه ويحفظه فقراء الأدب الجياع، ويتداولونه بضاعة مزجاة، خاصة أنه يوزع عليهم مجانا ولا يبتاع ولا يباع.
alaseery2@