الرأي

دمج اللجنتين الأولمبية والبارالمبية ليس فقط مجرد تغيير أسم!

فهد ناصر القباع


أعلنت الجمعية العمومية الـ 25 للجنة الأولمبية العربية السعودية في اجتماعها يوم الخميس 16 ديسمبر 2021م بالرياض عن دمج اللجنتين الأولمبية والبارالمبية لتصبحا تحت كيان واحد باسم ' اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية '، وذكرت اللجنة ان دمج اللجنتين يهدف الى تطوير القطاع الرياضي، وتوحيد الجهود والخدمات المقدمة للرياضيين بكافة فئاتهم، والى الامتثال لخطط موحدة، وتوفير حلقة وصل بين الرياضيين من جميع الفئات، وتعزيز تمثيل الحضور السعودي في مختلف الفعاليات والأحداث العالمية، والى رفع نسبة ممارسة المجتمع للرياضة .

يعد هذا الإعلان قراراً تاريخيا في مسيرة اللجنة البارالمبية السعودية والرياضيين البارالمبيين السعوديين من ذوي الاعاقة، وبهذا الإعلان ايضاً تعتبر اللجنة الأولمبية السعودية واحدة من اوائل اللجان الأولمبية الوطنية في العالم التي تقوم بعملية دمج اللجنتين الوطنيتين في كيان واحد، اذ سبق وأن أعلنت اللجنة الأولمبية الامريكية في 20 يونيو 2019م عن دمج اللجنة الأولمبية والبارالمبية الامريكية في كيان واحد بهدف خلق بيئة أكثر شمولاً للرياضيين من كل الفئات، كما أتوقع شخصياً أن يتم الإعلان عن قرارات مماثلة من قبل اللجان الأولمبية الوطنية من مختلف دول العالم .

ان اعلان دمج اللجنتين في كيان واحد لن يكون فقط مجرد تغيير اسم! حيث سيكون الرياضيين البارلمبيين ذوي الإعاقة جزء لا يتجزأ من البعثات الاولمبية الوطنية المشاركة في الألعاب الأولمبية والبارالمبية الصيفية والشتوية، وهو ايضاً تأكيد على التزام القيادة الرياضية في المملكة بقيادة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، رئيس اللجنة الأولمبية والبارلمبية السعودية، وسمو نائبه الأمير / فهد بن جلوي بن مساعد بأهمية رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة، وبمبداً تحقيق تكافؤ الفرص للجميع، وبأهمية دمج افراد هذه الفئة في المجتمع من خلال الرياضة، إذ انه يمكن للرياضة أن تلعب دوراً مهماً في عملية الدمج، كما يمكن للرياضة أن تكون أداة مهمة وذات اثر ايجابي على نوعية حياة العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة، وقد يمتد هذا الأثر الى أسرهم، والى المحيطين بهم، وأظن أنه يقع على عاتق المسؤولين عن الرياضة دعم الممارسات وتسهيل الاجراءات التي تساهم في تحقيق ذلك، في ظل الدعم الكبير الذي يجده الأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة من قبل الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد – حفظهما الله -.

ويؤمل من هذا الدمج – بمشيئة الله – أن يساهم في تطوير حقيقي لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة في المملكة بكافة مستوياتها التنافسية والترويحية، وذلك من خلال اتاحة الفرصة بشكل أكبر للاتحادات الرياضية الوطنية، وللأندية في مختلف مناطق المملكة، لتقوم بدور أكبر في دعم ومساندة الرياضيين ذوي الإعاقة في مختلف الرياضات، والمساهمة ايضاً في بناء القدرات الوطنية في مجال رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز فرص تواجدهم في لجان المنظمات الإقليمية والدولية الخاصة برياضة الأشخاص ذوي الإعاقة .