معرفة

الفتى مفتاح.. مهشم الحدود والمفارقات

u0639u0627u062fu0644 u0627u0644u0637u0631u064au0641u064a u0645u0639 u0639u0628u062fu0627u0644u0641u062au0627u062d u0623u0628u0648 u0645u062fu064au0646 u0641u064a u0645u0643u062au0628u0647 u0628u062cu062fu0629 (u0648u0627u0633)
سيكون على عبدالفتاح أبومدين أن يضيف فصولا أخرى إلى سيرته الذاتية التي اختار كتابتها على شكل حكاية، والتي أكملت في هذا العام عشرين عاما، وهي فترة لم يتوقف فيها (الفتى مفتاح) عن إثراء المشهد الثقافي وصولا إلى تكريمه أمس الأول من وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي بمكتبه في جدة. وقدم الطريفي لأبومدين جائزة الوزارة عرفانا وتقديرا لما قدمه خلال مسيرته للأدب والثقافة في المملكة، وتناقشا بشأن المشهد الثقافي في المملكة. وحضر التكريم المشرف العام على مكتب الوزير الدكتور أحمد الصمعاني، ورئيس هيئة وكالة الأنباء السعودية عبدالله الحسين. وعلى طريقة الرواد الذين أنجبتهم الساحة الأدبية، لم يكن ثمة حدود جغرافية يمكن فيها تصنيف أبو مدين المولود في بنغازي لأم جزائرية، والذي بدأ حياته الفعلية بين جدة والمدينة المنورة ليصبح فيما بعد مؤسسا لناد ثقافي عريق في المملكة، وكان من الممكن أن تكتب (حكاية الفتى) بطريقة أخرى تماما لو أن والدته سمحت قبل أكثر من نصف قرن بالتحاقه إلى مدرسة إيطالية كانت ستحوله في وقت لاحق إلى الخدمة العسكرية. حدود التصنيف تنعدم أيضا، ولا يمكن ترسيمها بشكل محدد بين الأدب والصحافة، وأبومدين هو أحد الأمثلة التي يمكن الاستشهاد بها على ذلك، فالمثقف الناقد صاحب قصيدة (لن أسافر) والشغوف بقراءة تحولات الرواية السعودية، هو ذاته الصحفي ومدير التحرير الذي لا يشق له غبار، والذي سافر في فضاءات الصحافة ليكتب اسمه رقما أساسيا في مراحلها التكوينية، لا سيما حين يتعلق الأمر بصحيفتي البلاد وعكاظ. أما الحدود الأخرى التي ألغاها أبومدين فهي تلك التي تتعلق بقدرة الأديب على العمل الإداري، فالموظف البسيط في جمارك جدة هو ذاته من قاد حركة تطويرية شاملة في نادي جدة الثقافي يراها المثقفون عصرا ذهبيا لتفعيل الأنشطة والانفتاح على كل الأطياف وإعلاء قيمة المشاركة في الفكر والإبداع، ليختم التجربة باستقالة يقرر من خلالها إعطاء الفرصة لغيره، وعلى نحو لم يكن معتادا في عرف وأدبيات المؤسسات الثقافية. رجل يهوى تهشيم المفارقات كما يصفه الدكتور عبدالله الغذامي الذي عايشه من خلال تجربتهما في نادي جدة الثقافي في مرحلة فارقة من عمر الحداثة في المملكة، فيما يرى سعيد السريحي أن تاريخ الحركة الثقافية لن يكون صادقا ما لم يكتب اسم أبومدين في أول سطوره، هي شهادات قليلة بشأن رجل سيجعل الناس تفكر ألف مرة قبل أن تتنبأ بما يمكن أن يفعله شخص يحمل شهادة الصف الخامس الابتدائي فحسب. «صنع من الإخفاق نجاحا ومن الضياع هوية ومن الجوع رغبة في العلم والمحبة والعمل، لا تشبع في حياة أبومدين، فهو لا يرتوي ولا يقنع وهو نهم للعمل ومزيد من العمل وموالاة العمل بالعمل، هذه هي الصورة التي تترسخ في ذهن كل من عايش هذا الرجل الصدوق الصادق» عبدالله الغذامي