الرأي

سوق عكاظ.. جسر ضياء!

أحمد الهلالي
رعاية خادم الحرمين الشريفين لمهرجان سوق عكاظ في نسختها العاشرة تتويج عظيم للثقافة بشتى ألوانها وصورها، وتأكيد على حرصه -يحفظه الله- على بناء الإنسان بكل الإمكانات خاصة في الجانب الفكري والثقافي الذي أخذ نصيبه من رؤية المملكة 2030، فإنسان هذه الأرض في غاية التشوق إلى الفرح والاستمتاع بالحياة في ظل الأحداث التي تمور بالأسى من كل الجهات، وفي ظل التضييق الذي تمارسه بعض التيارات على حياة الناس، فتسلبهم متعة الفرح المباح بالحياة. عكاظ على الأبواب، ننتظرها في نسختها العاشرة، ببردة مختلفة عن بقية النسخ الماضية في مظاهر عديدة، لعل أهمها الافتتاح الذي ننتظره الأسبوع المقبل، وأشياء أخرى كثيرة وجميلة، فتظاهرة ثقافية كبرى كعكاظ تستحق الانتظار والحرص، لأنها وجه ناصع لثقافتنا بكل أطيافها وتنوعاتها الثرية، تظاهرة متخمة (بالأصالة) العريقة ضاربة الجذور في التاريخ العربي، (والمعاصرة) التي تتمظهر في علومنا وثقافتنا الحديثة. لعل من مزايا عكاظ هذا العام أنها تجيء في الإجازة الصيفية، مما يبشر بعكاظ مختلفة بفعالياتها وحضورها، ولها حق الاختلاف، فماذا أبقت من الجمال لم تقدمه لروادها، وإليكم هذه الأكوان الجميلة النافعة من (الشعر الفصيح/ والمسرح/ والفنون البصرية (التشكيل والتصوير الفوتوجرافي والخط) والندوات الثقافية بأنواعها، والفروسية، والسياحة، والعلوم، والتجارب الرائدة، والعروض الفلكلورية، والشعر النبطي، والحرف والصناعات اليدوية، والأسر المنتجة، والفروسية، والمتاحف، والمعارض المختلفة، غير العروض الترفيهية على الجادة، وشعراء العرب يجوبونها يرددون أشعارهم في منظر مهيب عابق بالحب والتاريخ والشعر) وغيرها مما لم أحط به بعد. هي عكاظ العرب والشعر، وطائف الورد والصيف، لن يخرج زائرها إلا محلقا بجناحي (المتعة/ والفائدة) وقطعا يستحيل أن يخرج بجناح واحد فقط، لأن الذات العربية بطبعها النقي شاعرة، وعكاظ بطبعها (جميلة)، وأدعوكم إلى تحرير خيالاتكم لسبر كون التقاء الشعر بالجمال، لذلك نترقب إعلان الفيصل لأكاديمية الشعر العكاظية، التي ستلون فضاءات الشعر والجمال بأضعاف ما نحب ونهوى، وإننا لنستبشر بانطلاقتها خيرا. التقاء المبدعين العرب ببعضهم، والتقاؤهم بالجماهير العريضة، بثقافاتهم المختلفة، ورؤاهم المتباينة فيه إثراء للمشهد الثقافي محليا، وفيه نقل لصورتنا الجميلة إلى العالم، ولعمري إنها مكاسب عالية وغالية حين تتحقق، فلسنا على هذا الكوكب وحدنا، بل نحن شركاء لثقافات كثيرة ومتنوعة، تفاعلنا معها وتفاعلها معنا بالحب والسلام والإفادة سيحقق معنى (استخلاف الإنسان في الأرض). ما زال الأمل يتراقص في قلوبنا، ويتراءى قريب المنال بإذن الله، حين تكتمل منظومة عكاظ بأكاديميتها، وتتحول إلى هيئة أو مؤسسة ثقافية مستقلة بلوائحها ونظمها تواصل المسيرة التي أسسها العرب الأوائل، وأحياها فكر الملك فيصل -رحمه الله- وحققها على أرض الواقع فكره الممتد (الخالد الفيصل). alhelali.a@makkahnp.com