ابن كيرلا.. الشيخ يوسف علي في الرياض
الأربعاء / 29 / شوال / 1437 هـ - 19:30 - الأربعاء 3 أغسطس 2016 19:30
تتعدد قصص النجاح، وتتنوع الخيبات، النجاح لا يعترف بالجنسية ولا العرق والخيبات في مقابل النجاح لا تعترف بهذا ولا بذاك.
أتحدث اليوم عن ملامح قصة نجاح مواطن هندي قدم إلى الخليج العربي تحت ضغط العوز الشديد، دخل الخليج من بوابة عمان بلا شيء غير ملابسه والآمال العريضة المرافقة للضغوط الأسرية الصامتة، الناطقة أحيانا أتى بشحنة من التحفيز الذاتي ومواجهة المصير المبني على معطيات الواقع المرير هناك وآنذاك، حوله أسرة يعصف بها الجوع وفي الوقت نفسه تنظر إليه بعين الأمل والرجاء وهو يبادلها النظرات بألم يتلاشى في أوساط الليالي على عزف موسيقى الطموح والعزيمة، «الكبار يولدون كبارا» وهم وحدهم القادرون على التعامل مع الظروف بثبات وعزيمة، هذه تتحرك على عجلة التفاؤل وتلك تدور على عجلة الأمل وحسن النية.
يوسف علي أو الشيخ يوسف علي يتشاجر في بداياته مع الفقر ويستنجد بالطموح وينحاز تحت ضغط معطيات واقعه لخندق المثابرة من أجل كرامة أهله وسد احتياجاتهم قدر المستطاع، وللأيام دورتها وللإصرار على النجاح خط سير يليق بسراة الليل والمستيقظين على انبلاج الصباح حتى وإن كثرت التعرجات والتحويلات، الشيخ يوسف حقق استقرار أسرته بعد كفاح طويل وتعدى المربع إلى تسجيل اسمه في سجل الرجال أهل الكلمة والمكانة، بدأ بقيادة الأعمال الخيرية ولكن بعد مشوار مثقل بالمتاعب، مشوار لا يخلو من المغامرات وحمل الأثقال. هذا الرجل كان له هدف رسمه بعناية وسعى إليه بجدارة، لم ينهب أحدا كما يظهر ولم يستول على مال أحد، فقط وضع هدفه وخطط للوصول إليه واستعان برب العزة والجلالة والهدف في البداية والنهاية سام.
تقول الأخبار المرتبطة بسيرة الرجل، إن البعض يراه صاحب رؤية إبداعية لها أن تنتج التغيير، والبعض من ناحية أخرى يشير إلى أعماله الخيرية بعين الرضا والاعتزاز والغبطة. نجح ولم يتجاوز محطات مساعدة الآخرين. هكذا هم الكبار الخارجون من تجربة المعاناة لا تلهيهم مباهج الحياة عن فعل الخير والالتفات إلى أصحاب الحاجة.
التاريخ يقول إن الشيخ يوسف علي المنحدر من أسرة فقيرة في مقاطعة كيرلا الهندية تحول من بائع في دكان صغير بفضل عزيمته وإخلاصه إلى مالك سلسلة المحلات الشهيرة المعروفة «لولو هايبر ماركت» المنتشرة في دول الخليج، ومن الجدير الإشارة إلى قوله بعد أن احتل المركز 40 ضمن قائمة فوربس لأغنى 100 هندي في العالم: أهدي نجاحي إلى أكثر من 35 ألفا من أفراد أسرة مجموعتي الذين أظهروا دائما للعالم المعنى الحقيقي للصدق والتفاني والعمل الشاق.
في الختام تحية بإخلاص للشيخ يوسف علي عملاق تجارة التجزئة، وفي الختام الحياة دروس وعبر.. وبكم يتجدد اللقاء.
alyami.m@makkahnp.com