أمريكا في استراحتنا!
سنابل موقوتة
الأربعاء / 29 / شوال / 1437 هـ - 20:30 - الأربعاء 3 أغسطس 2016 20:30
أحد الأصدقاء تعود أن ينسى محفظته في كل مناسبة تستدعي وجودها، إن خرج معنا لتناول وجبة ما برا أو بحرا أو في مطعم، في أي مكان وفوق كل أرض وتحت كل سماء فإن «نعمة النسيان» تطال محفظته، وإن طرأ طارئ يستلزم تعاونا على دفع «جماعي» فإن ظهور المهدي أقرب من ظهور محفظة نقوده. وهذا أمر عادي وليس هو لب القضية، وكل «شلة» فيها محفظة تنسى كأنها لم تكن!
لب القضية وجوهرها أنه كثير التنظر في «أوقات السعة» عن الكرم وعن كراهيته اللامتناهية لأولئك الذين يتخلون عن واجباتهم الاجتماعية أو يقصرون في «الفزعة» لمن يحتاجهم. وقد احترنا في اختيار اسم مناسب له أو لقب نناديه به، ولكن الأمر استقر أخيرا أن نسميه «أمريكا»، فهو أقرب ما يكون إلى شخصيتها غريبة الأطوار.
فهو صديق ولكنه صديق نذل قد يبيعك عند أقرب «كاشير»، وهو ينصحنا دائما بما لا يفعل هو، يتحدث كثيرا عن الكرم كما تتحدث أمريكا عن «الضحايا المدنيين» ويغضبه عدم التعاون كما تغضب أمريكا من «الضغط» على الأمم المتحدة.
في استراحتنا حين نسمع تصريحا من ديار البيت الأبيض يتحدث عن احترام حقوق الإنسان، وعن الحريات، وعن الضحايا الأبرياء، وعن احترام المنظمات الدولية فإننا ندقق كثيرا في ملامح المتحدث لأننا نشعر أن «خوينا» النصاب هو الذي يتحدث، لأننا نسمع ذات الأسلوب وذات «وساعة الوجه»، وذات البجاحة!
وعلى أي حال..
ومع الشبه الظاهر في الأسلوب فإننا راضون بصديقنا، فأذاه لم يتعد نسيان محفظته حتى الآن، ربما نطرده من الاستراحة ـ أو نطرد أنفسنا ونتركها له ـ حين يبدأ في قتل أطفالنا «بالدرون» ثم يحدثنا عن الأطفال الأبرياء ضحايا الحروب!