الرأي

السعودية تعيد تصنيع الطاقة الشمسية

حسين باصي
سباق الدول نحو حل مشاكل التغير المناخي متفاوتة بين الحازم والمتراخي والمتصنع. كلمات سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان -حفظه الله- واضحة جدا في دور المملكة العربية السعودية الجاد لمعالجة مشكلة التغير المناخي من خلال سلسلة من المبادرات الطموحة.

الغريب أن معظم الجهات التي تشكك في جهود المملكة لحل أزمة التغير المناخي تعيش هي نفسها في مشكلة كبيرة جدا للتعامل مع أبسط الأمور المتعلقة بالطاقة المتجددة والتغير المناخي. على سبيل المثال تلك الجهات لا تملك خطة نافذة لإعادة تدوير ألواح الطاقة الشمسية، نعم هم من بدأ قبلنا في الاستفادة من الطاقة الشمسية، ولكن لم يضعوا خططا واضحة في طرق التخلص من الألواح الشمسية منتهية الصلاحية أو حتى استبدال الألواح القديمة بأخرى جديدة، الكثير من تلك الدول تتعامل مع الألواح الشمسية ضمن تصنيفين هما مواد خطيرة وسامة ومواد غير خطيرة وغير سامة.

التصنيف بدائي جدا وقد قامت مجموعة من المنظمات الأوروبية والأمريكية واليابانية بوضع مقترحات للتعامل مع مخلفات الطاقة الشمسية المنتهية، بحسب تقرير PV Module Design for Recycling Guidelines 2021 الصادر من وكالة الطاقة العالمية IEA فإن التعقيدات قد تكون كبيرة جدا في التعامل مع مخلفات الطاقة الشمسية إذا لم تكن مصممة منذ البداية ضمن إدارة مخلفات أكثر سلاسة.

التعقيدات التقنية كثيرة خصوصا أن الألواح الشمسية تحتوي على مواد سامة، بل إن عملية إعادة تدوير الألواح الشمسية تتكون من مجموعة عمليات غير صديقة للبيئة، إضافة إلى ذلك أن تكون عملية إعادة التدوير ليست مجدية اقتصاديا من الأساس.

أعتقد أن للمملكة العربية السعودية فرصة استثمارية رائعة في هذا المجال وهي على النحو التالي:

1 - أن يتم تطوير طرق متقدمة لإعادة تدوير الألواح الشمسية بتقنيات جديدة من الطرق الميكانيكية أو الحرارية أو الكيميائية أو غيرها تكون اقتصادية وسريعة وآمنة.

2 - بناء مصانع لإعادة تدوير الألواح الشمسية بعد استيراد تلك الألواح المنتهية من أنحاء العالم، يتم تصنيع ألواح شمسية جديدة من المواد المستخرجة من الألواح القديمة عن طريق إعادة تدويرها، حيث يفيد التقرير أن الفائدة الاقتصادية من أرباح تدوير كل لوحة شمسية يعادل 11–12 دولار لكل لوحة. من تلك المواد التي يمكن الاستفادة منها مادة الألمنيوم المستخدمة في الإطار الخارجي للألواح الشمسية التي عادة ما تتطلب طاقة بمقدار 40 مليون جول لكل كيلو جرام بينما إعادة التدوير تخفض الطاقة المطلوبة لتلك الإطارات إلى 8 ملايين جول لكل كيلو جرام. الزجاج تعتبر مادة أخرى يمكن الاستفادة من إعادة تدويرها لتقليل الطاقة المطلوبة لصناعة الزجاج بنسبة 40% بحسب نفس المصدر.

3 - هذا النوع من الاستثمارات قد يجذب المستثمر الأجنبي إذ أن هذا النوع من المشاريع سيدوم لعشرات السنين لوجود عدد كبير من تلك الألواح منذ القرن السابق.

4 - هذا النوع من المشاريع مصاحب للعديد من الفوائد كخلق فرص وظيفية متنوعة ومختلفة المستويات، رفع الوعي المحلي والاستعداد الكامل للتعامل مع مخلفات الطاقة الشمسية للمشاريع المحلية مستقبلا.

دور المملكة العربية السعودية في هذه المبادرة ليس لإثبات جديتها نحو عرض حلول لمشاكل المناخ، بل العكس تماما، المملكة العربية السعودية تنفذ خططها الاستراتيجية بكل كفاءة دون الحاجة لإثبات موقفها لأحد، وأجد هذه الفكرة قد تكون ممتازة ضمن مجموعة الحلول التي قامت السعودية بتنفيذها.

HUSSAINBASSI@