الرأي

ابحث عن «الضفادع المغلية»

تفاعل

في كل جانب من جوانب حياتنا وعلى جميع الأصعدة، هناك تغيرات غادرة وبطيئة الحركة، ومن الأصعب بكثير توقعها، وتعرف عادة بـ «الضفادع المغلية «، هي أوضاع مستجدة وبطيئة أو ماكرة للغاية عن أن يراها معظم الناس كالضفدع داخل القدر الذي يضرب به المثل، فهو لا يدرك أن القدر يسخن إلا بعد فوات الأوان، فنحن نفشل في بعض الأحيان عن ملاحظة تغيير مهم يهددنا، وهي تنم عن بطء الاستجابة إلى التغيير المناخي المحيط بنا والتراكم التدريجي لمشكلة ما أخرى. حري بنا رفع مستوى الإحساس بالمشكلة قبل وقوعها والتي هي المهارة الخامسة من مهارات التفكير الإبداعي، فهي تبعث على استشعار التغييرات التي تدور حولنا قبل أن نغرق في مصبها دون أن نشعر كما هي الضفدعة، فبطء تلك التغيرات عادة تجعلنا لا نلحظها مما يضعف استشعارنا لها، وبالتالي يضعف مستوى اتخاذ قراراتنا تجاهها فتصبح بالنسبة لنا منطقة رمادية، مما ينم عن بطء الاستجابة وبذلك تحصل دون حدوث أية مقاومة، فقد تسللت إلى دائرة محيطنا وقبلنا ذلك التغير دون أن نشعر وأصبح جزءا من منطقة الراحة التي اعتدنا عليها، فهل نحن نفتقد للوعي تجاه ما يحدث؟ أم أننا لا نؤمن بتلك الفكرة؟ أم هو تكاسل عن التنظيم والتخطيط المسبق مما يفقدنا الكثير من التركيز وبالتالي الكثير من الخسائر؟ لعلنا نتخذ من هذه القاعدة مبدأ نعتمد عليه في جميع شؤون حياتنا، فنحن نملك الكثير من المعارف والمهارات التي لو تم رسمها وإدراجها كأساس لكل قرار لما غرقنا، فالطوفان يبدأ بقطرة.