تمكين المرأة في الجامعات السعودية لتعزيز الهوية الوطنية الرقمية والانتماء للأمن النفسي الوطني
الاحد / 9 / ربيع الثاني / 1443 هـ - 21:02 - الاحد 14 نوفمبر 2021 21:02
يعني التمكين في اللغة التعزيز والتقوية، وهو دعم عناصر البنية التحتية للمؤسسة أو المنظمة من خلال تقديم المصادر الفنية وتعزيز الاستقلالية والمسؤولية الذاتية ودور الأفراد العاملين في تلك المؤسسات ومنحهم الحوافز والقوة والمعلومات، بالإضافة إلى حمايتهم من السلوكيات الطارئة التي قد يتعرضون لها أثناء خدمة المستهلك والتركيز على العاملين الذين يتعاملون مع المستهلك ويتفاعلون معه، وقد عرف اصطلاحا بأنه العملية التي يتم فيها تمكين شخص ما يتولى القيام بمسؤوليات أكبر من خلال التدريب والثقة والدعم العاطفي، كما عرف التمكين بأنه زيادة الاهتمام بالعاملين من خلال توسيع صلاحياتهم وإثراء كمية من المعلومات التي تعطى لهم وتوسع فرص المبادرة والمبادأة لاتخاذ قرارتهم ومواجهة مشكلاتهم التي تعترض أداءهم ومهاراتهم. (باقبص، 2018).
تم إنشاء وزارة التعليم في عام 1395هـ لتتولى مسؤولية الإشراف والتخطيط والتنسيق لاحتياجات المملكة في مجال التعليم الجامعي، سعيا لتوفير الكوادر الوطنية المتخصصة في المجالات الإدارية والعلمية بما يخدم الأهداف التنموية الوطنية.
وقد سار التعليم الجامعي بخطى حثيثة في غالب المجالات العملية، حيث وصل عدد الجامعات إلى 30 جامعة ذات طاقة استيعابية عالية، وموزعة جغرافيا بين مناطق المملكة، وترتبط كافة هذه الجامعات بوزارة التعليم (أبو خضير، 1433)، وعلى صعيد الجامعات السعودية عامة ومؤسسات التعليم الجامعي خاصة أصبح التمكين ضرورة حتمية لتحسين وتعزيز الهوية الوطنية الرقمية لدى أعضاء هيئة التدريس وزيادة دافعيتهم للعمل والإنجاز من ناحية ولمواكبة التطورات الحديثة لتحقيق الأمن النفسي الوطني من ناحية أخرى.
إذا كانت المجتمعات تهتم بالأمن الغذائي، والأمن الصحي والأمن العسكري، وانتهاء بأمن الدولة؛ فإنه وفي سياق ثورة الاتصالات والمعلومات والتطور التقني في شبكات التواصل الاجتماعي، أصبح الأمن الفكري والأخلاقي لأفراد المجتمع وبخاصة الشباب، أمرا في غاية الأهمية باعتباره يمثل بعدا استراتيجيا في الحفاظ على الهوية الوطنية ومقومات المجتمع.
لقد دخلت البشرية اليوم في عصر العولمة، ثورة الاتصالات والمعلومات والتواصل الفوري مما يهدد الأمن الفكري والأخلاقي والقيمي، وطرق الحياة للمجتمعات وبخاصة الشباب. إن ثقافتنا غير محصنة أمام هذا السيل الجارف، من الرسائل والإشارات التي تجوب أرجاء الأرض طوال الوقت، حاملة معها أفكارا وقيما ومفاهيم، تختلف تماما عن قيمنا وثقافتنا، حيث أخذت تجذب إليها العديد من الناظرين، وبخاصة فئة الشباب الذي أصبح يقلد كل أنواع السلوكيات التي يشاهدها، الأمر الذي سيؤثر على أفكارهم وأخلاقهم ويؤدي إلى سلب شخصياتهم الوطنية بما تتضمنه من مقومات، وبالتالي أصبح الوضع يحتاج إلى تدابير وقائية لمواجهة تلك المخاطر. (بوشلوش، 2013).
ولعل أكثر منهج نحتاجه حاليا هو منهج لتعميق روح المواطنة في نفوس النشء وتعليمهم وتربيتهم على مفهوم الهوية الحقة وتعريفهم بالتحديات التي تواجه الوطن وكيف نوظفه وما مقوماته عند ارتباط الطالب مع الوطن من خلال الأعماق النفسية والتحليل السيكولوجي بحيث ننشئ أجيالا تتقن فن الإبداع والابتكار حول ارتباطهم بالوطن قيادة وكيانا وأرضا. إن الأمن النفسي الوطني منهج وليد ومبتكر ولكنه حتما سيخلق لنا أجيالا متطورة نفسيا تنمي لديهم شعور الأمن والأمان الذي يوفره الوطن وقيادته، وإن دراسة المنهج يعكس حب الوطن لدى الطلاب، حيث يحمل في طياته معاني الاستقرار تحت ظروف الحياة المختلفة كما يربط الوطن بالبيئة السليمة التي توظف قيم الدين وتعزز المواطنة بأعماق النفس لدى الطلاب وتنمي روح الارتباط بين الشعب وقيادته ورصد النواحي النفسية والمعنوية التي ترسم بيئة فريدة من تحقيق هذه الحقوق والأمن النفسي للأفراد والمجتمع.
(الأسمري، 2015م).
والأمن الفكري هو الحفاظ على سلامة الأفكار والمفاهيم والمعتقدات الصحيحة لدى الأفراد مع تزويدهم بأدوات الدراسة والمعرفة وتأصيل منهجيات التلقي وطرق التفكير الصحيحة. والأمن الفكري هو التزام، واعتدال، ووعي، وشعور بالانتماء إلى ثقافة الوطن وقيمه المنبثقة من التعاليم الإسلامية، فضلا عن أنه يعني حماية عقل الإنسان وفكره. (العياضي، 2015).
ويحقق الأمن النفسي الوطني استقرار الدولة والمحافظة على وحدتها ومعتقداتها وثقافتها؛ مما يحقق الترابط الاجتماعي بين فئات المجتمع، والذي ينعكس إيجابا على أمن الأفراد وأمن الوطن الشبكات الاجتماعية تعرّض الشباب والمراهقين لبعض المخاطر الفكرية. من أسباب الانحراف الفكري: الجهل بالدين والأخلاق واتباع الهوى، ومحاربته من غير المختصين. (كاظم، 2015).
وتعرف الهوية الوطنية الرقمية بأنها مجموع القواعد والضوابط والمعايير والأعراف والأفكار والمبادئ المتبعة في الاستخدام الأمثل والقويم للتكنولوجيا، والتي يحتاجها المواطنون صغارا وكبارا من أجل المساهمة في رقي الوطن. (القايد، 2014م).
وتُعرف الهوية الوطنية الرقمية بأنها الاستخدام المسؤول والأخلاقي والآمن من جانب الأفراد لتقنية المعلومات والاتصالات، كأعضاء في المجتمع المحلي، وكمواطنين في المجتمع العالمي. (Jones & Shao, 2011).
والهوية الوطنية الرقمية هي قواعد السلوك المعتمدة في استخدامات التكنولوجيا المتعددة، مثل استخدامها من أجل التبادل الالكتروني للمعلومات، والمشاركة الالكترونية الكاملة في المجتمع، وشراء وبيع البضائع عن طريق الإنترنت، وغير ذلك. والقدرة على المشاركة في المجتمع عبر شبكة الإنترنت، كما أن المواطن الرقمي هو المواطن الذي يستخدم الإنترنت بشكل منتظم وفعال. إن مفهوم الهوية الوطنية الرقمية إذن له علاقة قوية بمنظومة التعليم؛ لأنها الكفيلة بمساعدة المعلمين والتربويين عموما وأولياء الأمور لفهم ما يجب على الطلاب معرفته من أجل استخدام التكنولوجيا بشكل مناسب. (اﻟﻤﺴﻠﻤﺎﻧﻲ، 2014).
وتعرف مواقع الشبكات الاجتماعية على أنها مواقع تتيح للأفراد بتسليط الضوء على حياتهم العامة، وإتاحة الفرصة للتواصل مع المتابعين، والتعبير عن وجهات النظر المختلفة والأنشطة الاجتماعية للأفراد أو المجموعات، ويختلف شكل التواصل من موقع لآخر من حيث عدد الكلمات والسماح بالمرفقات. ومجموعة من المواقع الالكترونية، من الجيل الثاني للويب web 2 تسمح بالتواصل بين المتابعين الكترونيا، يجمع بينهم اهتمام أو تخصص مشترك، يتم التواصل بينهم من خلال الرسائل، أو الاطلاع على الملفات الشخصية، ومعرفة أخبارهم ومعلوماتهم التي يتيحونها للعرض. وهي وسيلة فعالة للتواصل الاجتماعي بين الأفراد، سواء كانوا أصدقاء نعرفهم في الواقع، أو أصدقاء عرفتهم من خلال السياقات الافتراضية. (Amri, aicha, 2014).
ونظرا لأن خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات تشهد تطورا سريعا أدى إلى زيادة انتشار الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية بمعدّلات غير مسبوقة في المملكة فصحبه كنتيجة حتمية ارتفاع في معدّلات استخدام تطبيقات الهواتف المتنقلة. وحققنا في المملكة أعلى معدلات لاستخدام الانترنت في العالم العربي وتصفح تطبيقاته. (العمري وآخرون، 2015).
وقد شكلت هذه الثورة التقنيّة، تغيرا مهما في التكوين الثقافي والمعرفي للفرد والمجتمع، ولاسيما مع تنامي تأثير شبكات التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية التي أسهمت في زيادة التفاعل بين الأفراد، والتأثير في المجتمعات، وذكر المسلماني (2014) «أن التأثير الواسع لهذه التقنيات انعكس بصورة سلبية على شخصية الطلاب الذين سيقودون عجلة التنمية والتقدم في المجتمع، في ظل وجود القليل من القواعد الخاصة بالسلوك المناسب للهوية الصالحة في المجتمع الرقمي»، ويضيف عبدالعزيز (2016) «أن هذا أدى إلى نشر بعض الآراء والأفكار الخطرة، والجرائم الالكترونية، والسلوكيات غير المسؤولة بين الطلاب؛ نتيجة الاستخدام السيئ لمختلف هذه التقنيات، وظهرت الحاجة إلى وجود سياسة تحفيزية، وقائية ضد أخطار التقنيات الرقمية للاستفادة المثلى من إيجابياتها، تمثل الاستخدام المسؤول للتقنيات في العصر الرقمي». فإن النموذج المثالي للهوية الصالحة في القرن الحادي والعشرين لابد أن يتناغم مع هذه الحاجة ويعبر عن معايير السلوك الرقمي المناسب والمقبول، المرتبط باستخدام التقنيات الرقمية، والذي يسمى بالهوية الوطنية الرقمية (الملاح، 2017).
وأول من أطلق على الجيل الجديد من الطلبة في العصر الرقمي مسمى: «المواطنون الرقميون» Digital Natives، هو مارك برينسكي Marc Prensky في دراسة نشرها عام 2001، وأثبتت دراسة (We are social, 2015) توزيع لنسب استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بالمملكة العربية السعودية؛ حيث أكدت الدراسة أن 22% من أفراد العينة يستخدمون الواتس أب، وفي المرتبة الثانية التويتر والفيس بوك بنسب 19% و21%، ثم في المرتبة الثالثة قوقل بنسبة 15%، ثم الفيس بوك ماسنجر بنسبة 13% من جميع مستخدمي الشبكات الاجتماعية.
وفي المرتبة الأخيرة يأتي استخدام موقع بادو بنسبة ضعيفة تبلغ 8% من جميع مستخدمي أدوات التواصل في المملكة، وأثبتت الدراسة أن توزيع الوقت المستغرق في أدوات التواصل يؤكد أن متوسط الاستخدام اليومي لأدوات التواصل الاجتماعي بالسعودية هو 3 ساعات ودقيقتان، ومتوسط الاستخدام اليومي للإنترنت عن طريق الموبايل هو 4 ساعات و13 دقيقة، ومتوسط الاستخدام اليومي للإنترنت هو 4 ساعات و14 دقيقة.
مفهوم شبكات التواصل الاجتماعي
تشهد خدمات الاتصالات المتنقلة تطورا سريعا وتستمر في تغيير حياة الناس أينما تم تقديمها. فقبل عشر سنوات، كان الاتصال المتنقّل بالإنترنت يعتمد بشكل أساسي على استخدام أجهزة الحاسبات الشخصية، ومنذ ذلك الحين، شهدت خدمات الاتصالات المتنقلة تطورا مذهلا على صعيد الأجهزة والشبكات على حدّ سواء؛ فقد شهد عام 2007م إطلاق الهواتف الذكية الحديثة بما تقدمه من مزايا إضافية، حيث فتحت هذه الأجهزة آفاقا جديدة لمحتوى غني وخدمات متطورة، كما أن نظم التشغيل المختلفة أسهمت في إطلاق عدد ضخم من التطبيقات، وفي بداية عام 2010م، حدث رواج كبير في سوق الأجهزة اللوحية، مما أدى إلى توسّع كبير في الطلب على الاتصال عبر النطاق العريض المتنقّل. (العمري وآخرون، 2015).
في إطار الانفجار التقني المعلوماتي، شهد العالم بأسره مؤخرا تضخما كبيرا في استخدام أدوات التواصل الاجتماعي المعتمدة على الاتصال والتواصل اللا محدود بين مستخدمي شبكة الإنترنت في فضاء الكتروني مفتوح على كل الحضارات والثقافات؛ حيث قربت أدوات التواصل الاجتماعي المسافات بين الشعوب وألغت الحدود وزوجت الثقافات، وكان للأحداث السياسية والطبيعية البارزة في العالم دور كبير في الانفتاح على هذه الشبكات الاجتماعية انفتاحا خطيرا وبشكل سريع وغير متدرج أثر سلبيا على شبابنا وعلى مجتمعاتنا المسلمة المحافظة؛ فاقتحمت أدوات التواصل الاجتماعي بيوتنا وكشفت أسرارنا وأصبحنا عاجزين عن التصدي لها عبر حماية فكر شبابنا ومجتمعاتنا من الاختراق السلبي لفكرهم والإيقاع بهم في الشبهات.
وبالمقابل كان الفضل أيضا لهذه الشبكات في تفعيل أدوات الاتصال التعليمي عبر التعليم المزدوج المعتمد على التواصل بين التعليم الحضوري والتعليم عبر الشبكات الاجتماعية التفاعلية (Barhoumi, 2015)، ومجال استخدام الشبكات الاجتماعية (دراسة السعيد 2015)، والتي تهدف إلى دراسة الشبكات الاجتماعية وفق النظرية مستعملا دراستين، تقنية عبر نموذج الويب ميتر ودراسة ميدانية لمجموعة من الشباب من دولة الجزائر المشارك في الفيس بوك.
وأحدثت التطورات التكنولوجية الحديثة في منتصف عقد التسعينيات من القرن الماضي، نقلة نوعية وثورة حقيقية في عالم الاتصالات والمعلومات. طرأت مؤخرا تطورات كبيرة وسريعة جدا على شبكة الإنترنت والتي صاحبها ظهور العديد من تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وأدوات التواصل الاجتماعي أو ما يسمى بالويب 2.0 (الفيس بوك، تويتر، واليوتيوب،.. إلخ)، الأمر الذي جعل أفراد المجتمع يعيشون في ظل عالم تقني ومجتمع افتراضي معلوماتي سيطر على أكثر اهتماماتهم واستنزف الكثير من أوقاتهم. (العمري فلاتة، 2014).
مفهوم الأمن النفسي الفكري: يعتبر الأمن النفسي عاملا أساسيا من عوامل الصحة النفسية ويتحقق من خلال إشباع الحاجات النفسية الأساسية كالحاجة إلى الحب والقبول والانتماء وتقدير الذات واحترامها؛ فهو يقع إذن في مقدمة الحاجات النفسية ويكاد يتفق على ذلك عدد كبير من المشتغلين بعلم النفس والصحة النفسية. فالشخص الآمن نفسيا هو الذي يشعر أن حاجاته مشبعة وأن المقومات الأساسية لحياته غير معرضة للخطر، ويكون في حالة توازن أو توافق أمني. (زهران، 2003).
والأمن الفكري: هو النشاط والتدابير المشتركة بين الدولة والمجتمع؛ لتجنيب الأفراد من شوائب عقدية أو فكرية أو نفسية، تكون سببا في انحراف السلوك والأخلاق عن جادة الصواب، ويعني الاطمئنان إلى سلامة الفكر من الانحراف الذي يشكل تهديدا للأمن الوطني، أو أحد مقوماته الفكرية والثقافية والأخلاقية والأمنية، وإحساس المجتمع أن منظومته الفكرية والقيمية ونظامه الأخلاقي الذي يرتب العلاقات بداخل المجتمع، ليس في موضع تهديد من فكر دخيل ومهيمن، وعليه فالأمن الفكري يتعدى ذلك ليكون من الضروريات الأمنية، لحماية المكتسبات المجتمعية والوقوف بحزم ضد كل من يؤدي إلى الإخلال بالأمن، والذي سينعكس على الجوانب الأمنية الأخرى، خاصة الجنائية والاقتصادية، (عيسى، 2006).
ولأن الشباب يعتبرون من أهم شرائح المجتمع، وعماد الأمة ومكمن طاقتها المبدعة وقوتها الواعدة، فإن مشكلة الشباب تعتبر محور المشكلات الاجتماعية، وحلها هو المدخل لحل مشكلات المجتمع وبنائه بصفة عامة؛ فالشباب هم أمل الأمة في المستقبل، وهم الذين يتحملون مسؤوليات تنمية مجتمعاتهم وبذلك فهم بناة الغد الذي تتسم معالمه من خلال مستوى إعدادهم وتأهيلهم وتحصينهم من الغزو الفكري والثقافي والقيمي. (الأسعد، 2000).
انعكاسات مقومات شبكات التواصل الاجتماعي على الأمن الفكري
تعد من الدراسات الهامة في مجال دور شبكات الاجتماعية في انحراف الشباب، دراسة السحيمي، (2015). وتتمثل مشكلة الدراسة في: ما دور شبكات التواصل الاجتماعي في تشكيل جماعات الانحراف بين الشباب؟ ويتألف مجتمع الدراسة من جميع الجماعات المستخدمين الشباب السعوديين ذكورا وإناثا والتي يتداول أعضاؤها على شبكات التواصل انحرافا عن عادات وقيم وأفكار المجتمع السعودي، ويتم ذلك على شبكات (التويتر، الفيس بوك، اليوتيوب) وعينة الدراسة قصدية عمدية، حيث قام الباحث بإعداد قوائم تحليل غطت محاور الدراسة.
منهج الدراسة:
استخدم المنهج الوصفي التحليلي، أهم النتائج: ظهور جماعات الانحراف الأخلاقي كأكثر جماعات الانحراف عددا، وكشفت الدراسة عن ارتفاع عدد المجموعات الانحرافية على تويتر، وحققت شبكة اليوتيوب أعلى عدد من المشاهدات، ولوحظ اشتراك جميع الشبكات في توافر الإمكانات التي تساعد على نشر المشاركات الانحرافية على الشبكة، مع انفراد شبكة فيس بوك بتوافر ميزة المحادثات الصوتية.
أهم التوصيات:
توعية الشباب بخطورة الانجراف وراء الدعوات المنحرفة للردة عن الإسلام، والجنس، ورفض التعدد، والإسراف في الحفلات، والاستهتار بقيمة العلم، وتجنيد الشباب لصالح جماعات إرهابية.
وهدفت دراسة خليل (2014) إلى التعرف على ترتيب ومستوى درجة الانتماء الوطني، وبحث تأثير بعض المتغيرات الديموغرافية، والتعرف على نسبة وعدد ساعات وأماكن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وتكونت عينته من 137 معلما ومعلمة، وتم إعداد مقياس، واستطلاع رأي. ومن النتائج التي توصلت لها الدراسة أن مستوى الدرجة الكلية للانتماء الوطني كانت بالمستوى المتوسط، ولا توجد تأثير للمتغيرات الديموغرافية في الانتماء الوطني، وأن شبكة الفيس بوك كانت أكثر الشبكات استخداما، ويتم استخدامها بالمنزل.
أنواع أدوات التواصل الاجتماعي
أدوات التواصل الرئيسة الخمسة بحسب (هيئة تقنية المعلومات، 2013) هي:
الشبكات الاجتماعية: هي المواقع الالكترونية المستخدمة للاتصال بالغير والتفاعل معهم، وغالبا ما يتم ذلك بشكل غير رسمي مثل «الفيس بوك» والتويتر.
شبكات مشاركة الوسائط: هي المواقع الالكترونية التي تسمح لمستخدميها بمشاركة الفيديو والصور مع الآخرين والتعليق على الوسائط الخاصة بهم وتلك التي يقوم المستخدمون الآخرون بتحميلها على الشبكة. مثل موقعي «يوتيوب» و»فليكر».
المدوّنات: ومفردها مدونة وهي موقع الكتروني تدار محتوياته وتعرض فيه المواضيع المضافة إليه أو ما يعرف بـ «الإدخالات» بترتيب زمني معكوس وتسمح لزوار المدوّنة بالتعليق عليها.
تطبيقات الويكي: هي تطبيقات قائمة على شبكة الإنترنت تسمح لمستخدميها بإضافة المحتويات إلى صفحة الإنترنت أو تنقيح تلك المحتويات، ومن أكثر الأمثلة الشائعة على تلك التطبيقات الموسوعة الحرة، «ويكيبيديا».
المنتديات: هي تطبيقات متوفرة على شبكة الإنترنت تسمح لمجموعات من المشاركين بالتحاور حول مواضيع محدّدة والتناقش فيها.
مميزات شبكات التواصل الاجتماعي:
تتميز الشبكات الاجتماعية في الشبكة العنكبوتية بعدة ميزات، حسب (المنصور، 2012)؛ فمن أبرزها:
كما تتميز الشبكات بعدة ميزات:
@DRablehsh
تم إنشاء وزارة التعليم في عام 1395هـ لتتولى مسؤولية الإشراف والتخطيط والتنسيق لاحتياجات المملكة في مجال التعليم الجامعي، سعيا لتوفير الكوادر الوطنية المتخصصة في المجالات الإدارية والعلمية بما يخدم الأهداف التنموية الوطنية.
وقد سار التعليم الجامعي بخطى حثيثة في غالب المجالات العملية، حيث وصل عدد الجامعات إلى 30 جامعة ذات طاقة استيعابية عالية، وموزعة جغرافيا بين مناطق المملكة، وترتبط كافة هذه الجامعات بوزارة التعليم (أبو خضير، 1433)، وعلى صعيد الجامعات السعودية عامة ومؤسسات التعليم الجامعي خاصة أصبح التمكين ضرورة حتمية لتحسين وتعزيز الهوية الوطنية الرقمية لدى أعضاء هيئة التدريس وزيادة دافعيتهم للعمل والإنجاز من ناحية ولمواكبة التطورات الحديثة لتحقيق الأمن النفسي الوطني من ناحية أخرى.
إذا كانت المجتمعات تهتم بالأمن الغذائي، والأمن الصحي والأمن العسكري، وانتهاء بأمن الدولة؛ فإنه وفي سياق ثورة الاتصالات والمعلومات والتطور التقني في شبكات التواصل الاجتماعي، أصبح الأمن الفكري والأخلاقي لأفراد المجتمع وبخاصة الشباب، أمرا في غاية الأهمية باعتباره يمثل بعدا استراتيجيا في الحفاظ على الهوية الوطنية ومقومات المجتمع.
لقد دخلت البشرية اليوم في عصر العولمة، ثورة الاتصالات والمعلومات والتواصل الفوري مما يهدد الأمن الفكري والأخلاقي والقيمي، وطرق الحياة للمجتمعات وبخاصة الشباب. إن ثقافتنا غير محصنة أمام هذا السيل الجارف، من الرسائل والإشارات التي تجوب أرجاء الأرض طوال الوقت، حاملة معها أفكارا وقيما ومفاهيم، تختلف تماما عن قيمنا وثقافتنا، حيث أخذت تجذب إليها العديد من الناظرين، وبخاصة فئة الشباب الذي أصبح يقلد كل أنواع السلوكيات التي يشاهدها، الأمر الذي سيؤثر على أفكارهم وأخلاقهم ويؤدي إلى سلب شخصياتهم الوطنية بما تتضمنه من مقومات، وبالتالي أصبح الوضع يحتاج إلى تدابير وقائية لمواجهة تلك المخاطر. (بوشلوش، 2013).
ولعل أكثر منهج نحتاجه حاليا هو منهج لتعميق روح المواطنة في نفوس النشء وتعليمهم وتربيتهم على مفهوم الهوية الحقة وتعريفهم بالتحديات التي تواجه الوطن وكيف نوظفه وما مقوماته عند ارتباط الطالب مع الوطن من خلال الأعماق النفسية والتحليل السيكولوجي بحيث ننشئ أجيالا تتقن فن الإبداع والابتكار حول ارتباطهم بالوطن قيادة وكيانا وأرضا. إن الأمن النفسي الوطني منهج وليد ومبتكر ولكنه حتما سيخلق لنا أجيالا متطورة نفسيا تنمي لديهم شعور الأمن والأمان الذي يوفره الوطن وقيادته، وإن دراسة المنهج يعكس حب الوطن لدى الطلاب، حيث يحمل في طياته معاني الاستقرار تحت ظروف الحياة المختلفة كما يربط الوطن بالبيئة السليمة التي توظف قيم الدين وتعزز المواطنة بأعماق النفس لدى الطلاب وتنمي روح الارتباط بين الشعب وقيادته ورصد النواحي النفسية والمعنوية التي ترسم بيئة فريدة من تحقيق هذه الحقوق والأمن النفسي للأفراد والمجتمع.
(الأسمري، 2015م).
والأمن الفكري هو الحفاظ على سلامة الأفكار والمفاهيم والمعتقدات الصحيحة لدى الأفراد مع تزويدهم بأدوات الدراسة والمعرفة وتأصيل منهجيات التلقي وطرق التفكير الصحيحة. والأمن الفكري هو التزام، واعتدال، ووعي، وشعور بالانتماء إلى ثقافة الوطن وقيمه المنبثقة من التعاليم الإسلامية، فضلا عن أنه يعني حماية عقل الإنسان وفكره. (العياضي، 2015).
ويحقق الأمن النفسي الوطني استقرار الدولة والمحافظة على وحدتها ومعتقداتها وثقافتها؛ مما يحقق الترابط الاجتماعي بين فئات المجتمع، والذي ينعكس إيجابا على أمن الأفراد وأمن الوطن الشبكات الاجتماعية تعرّض الشباب والمراهقين لبعض المخاطر الفكرية. من أسباب الانحراف الفكري: الجهل بالدين والأخلاق واتباع الهوى، ومحاربته من غير المختصين. (كاظم، 2015).
وتعرف الهوية الوطنية الرقمية بأنها مجموع القواعد والضوابط والمعايير والأعراف والأفكار والمبادئ المتبعة في الاستخدام الأمثل والقويم للتكنولوجيا، والتي يحتاجها المواطنون صغارا وكبارا من أجل المساهمة في رقي الوطن. (القايد، 2014م).
وتُعرف الهوية الوطنية الرقمية بأنها الاستخدام المسؤول والأخلاقي والآمن من جانب الأفراد لتقنية المعلومات والاتصالات، كأعضاء في المجتمع المحلي، وكمواطنين في المجتمع العالمي. (Jones & Shao, 2011).
والهوية الوطنية الرقمية هي قواعد السلوك المعتمدة في استخدامات التكنولوجيا المتعددة، مثل استخدامها من أجل التبادل الالكتروني للمعلومات، والمشاركة الالكترونية الكاملة في المجتمع، وشراء وبيع البضائع عن طريق الإنترنت، وغير ذلك. والقدرة على المشاركة في المجتمع عبر شبكة الإنترنت، كما أن المواطن الرقمي هو المواطن الذي يستخدم الإنترنت بشكل منتظم وفعال. إن مفهوم الهوية الوطنية الرقمية إذن له علاقة قوية بمنظومة التعليم؛ لأنها الكفيلة بمساعدة المعلمين والتربويين عموما وأولياء الأمور لفهم ما يجب على الطلاب معرفته من أجل استخدام التكنولوجيا بشكل مناسب. (اﻟﻤﺴﻠﻤﺎﻧﻲ، 2014).
وتعرف مواقع الشبكات الاجتماعية على أنها مواقع تتيح للأفراد بتسليط الضوء على حياتهم العامة، وإتاحة الفرصة للتواصل مع المتابعين، والتعبير عن وجهات النظر المختلفة والأنشطة الاجتماعية للأفراد أو المجموعات، ويختلف شكل التواصل من موقع لآخر من حيث عدد الكلمات والسماح بالمرفقات. ومجموعة من المواقع الالكترونية، من الجيل الثاني للويب web 2 تسمح بالتواصل بين المتابعين الكترونيا، يجمع بينهم اهتمام أو تخصص مشترك، يتم التواصل بينهم من خلال الرسائل، أو الاطلاع على الملفات الشخصية، ومعرفة أخبارهم ومعلوماتهم التي يتيحونها للعرض. وهي وسيلة فعالة للتواصل الاجتماعي بين الأفراد، سواء كانوا أصدقاء نعرفهم في الواقع، أو أصدقاء عرفتهم من خلال السياقات الافتراضية. (Amri, aicha, 2014).
ونظرا لأن خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات تشهد تطورا سريعا أدى إلى زيادة انتشار الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية بمعدّلات غير مسبوقة في المملكة فصحبه كنتيجة حتمية ارتفاع في معدّلات استخدام تطبيقات الهواتف المتنقلة. وحققنا في المملكة أعلى معدلات لاستخدام الانترنت في العالم العربي وتصفح تطبيقاته. (العمري وآخرون، 2015).
وقد شكلت هذه الثورة التقنيّة، تغيرا مهما في التكوين الثقافي والمعرفي للفرد والمجتمع، ولاسيما مع تنامي تأثير شبكات التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية التي أسهمت في زيادة التفاعل بين الأفراد، والتأثير في المجتمعات، وذكر المسلماني (2014) «أن التأثير الواسع لهذه التقنيات انعكس بصورة سلبية على شخصية الطلاب الذين سيقودون عجلة التنمية والتقدم في المجتمع، في ظل وجود القليل من القواعد الخاصة بالسلوك المناسب للهوية الصالحة في المجتمع الرقمي»، ويضيف عبدالعزيز (2016) «أن هذا أدى إلى نشر بعض الآراء والأفكار الخطرة، والجرائم الالكترونية، والسلوكيات غير المسؤولة بين الطلاب؛ نتيجة الاستخدام السيئ لمختلف هذه التقنيات، وظهرت الحاجة إلى وجود سياسة تحفيزية، وقائية ضد أخطار التقنيات الرقمية للاستفادة المثلى من إيجابياتها، تمثل الاستخدام المسؤول للتقنيات في العصر الرقمي». فإن النموذج المثالي للهوية الصالحة في القرن الحادي والعشرين لابد أن يتناغم مع هذه الحاجة ويعبر عن معايير السلوك الرقمي المناسب والمقبول، المرتبط باستخدام التقنيات الرقمية، والذي يسمى بالهوية الوطنية الرقمية (الملاح، 2017).
وأول من أطلق على الجيل الجديد من الطلبة في العصر الرقمي مسمى: «المواطنون الرقميون» Digital Natives، هو مارك برينسكي Marc Prensky في دراسة نشرها عام 2001، وأثبتت دراسة (We are social, 2015) توزيع لنسب استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بالمملكة العربية السعودية؛ حيث أكدت الدراسة أن 22% من أفراد العينة يستخدمون الواتس أب، وفي المرتبة الثانية التويتر والفيس بوك بنسب 19% و21%، ثم في المرتبة الثالثة قوقل بنسبة 15%، ثم الفيس بوك ماسنجر بنسبة 13% من جميع مستخدمي الشبكات الاجتماعية.
وفي المرتبة الأخيرة يأتي استخدام موقع بادو بنسبة ضعيفة تبلغ 8% من جميع مستخدمي أدوات التواصل في المملكة، وأثبتت الدراسة أن توزيع الوقت المستغرق في أدوات التواصل يؤكد أن متوسط الاستخدام اليومي لأدوات التواصل الاجتماعي بالسعودية هو 3 ساعات ودقيقتان، ومتوسط الاستخدام اليومي للإنترنت عن طريق الموبايل هو 4 ساعات و13 دقيقة، ومتوسط الاستخدام اليومي للإنترنت هو 4 ساعات و14 دقيقة.
مفهوم شبكات التواصل الاجتماعي
تشهد خدمات الاتصالات المتنقلة تطورا سريعا وتستمر في تغيير حياة الناس أينما تم تقديمها. فقبل عشر سنوات، كان الاتصال المتنقّل بالإنترنت يعتمد بشكل أساسي على استخدام أجهزة الحاسبات الشخصية، ومنذ ذلك الحين، شهدت خدمات الاتصالات المتنقلة تطورا مذهلا على صعيد الأجهزة والشبكات على حدّ سواء؛ فقد شهد عام 2007م إطلاق الهواتف الذكية الحديثة بما تقدمه من مزايا إضافية، حيث فتحت هذه الأجهزة آفاقا جديدة لمحتوى غني وخدمات متطورة، كما أن نظم التشغيل المختلفة أسهمت في إطلاق عدد ضخم من التطبيقات، وفي بداية عام 2010م، حدث رواج كبير في سوق الأجهزة اللوحية، مما أدى إلى توسّع كبير في الطلب على الاتصال عبر النطاق العريض المتنقّل. (العمري وآخرون، 2015).
في إطار الانفجار التقني المعلوماتي، شهد العالم بأسره مؤخرا تضخما كبيرا في استخدام أدوات التواصل الاجتماعي المعتمدة على الاتصال والتواصل اللا محدود بين مستخدمي شبكة الإنترنت في فضاء الكتروني مفتوح على كل الحضارات والثقافات؛ حيث قربت أدوات التواصل الاجتماعي المسافات بين الشعوب وألغت الحدود وزوجت الثقافات، وكان للأحداث السياسية والطبيعية البارزة في العالم دور كبير في الانفتاح على هذه الشبكات الاجتماعية انفتاحا خطيرا وبشكل سريع وغير متدرج أثر سلبيا على شبابنا وعلى مجتمعاتنا المسلمة المحافظة؛ فاقتحمت أدوات التواصل الاجتماعي بيوتنا وكشفت أسرارنا وأصبحنا عاجزين عن التصدي لها عبر حماية فكر شبابنا ومجتمعاتنا من الاختراق السلبي لفكرهم والإيقاع بهم في الشبهات.
وبالمقابل كان الفضل أيضا لهذه الشبكات في تفعيل أدوات الاتصال التعليمي عبر التعليم المزدوج المعتمد على التواصل بين التعليم الحضوري والتعليم عبر الشبكات الاجتماعية التفاعلية (Barhoumi, 2015)، ومجال استخدام الشبكات الاجتماعية (دراسة السعيد 2015)، والتي تهدف إلى دراسة الشبكات الاجتماعية وفق النظرية مستعملا دراستين، تقنية عبر نموذج الويب ميتر ودراسة ميدانية لمجموعة من الشباب من دولة الجزائر المشارك في الفيس بوك.
وأحدثت التطورات التكنولوجية الحديثة في منتصف عقد التسعينيات من القرن الماضي، نقلة نوعية وثورة حقيقية في عالم الاتصالات والمعلومات. طرأت مؤخرا تطورات كبيرة وسريعة جدا على شبكة الإنترنت والتي صاحبها ظهور العديد من تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وأدوات التواصل الاجتماعي أو ما يسمى بالويب 2.0 (الفيس بوك، تويتر، واليوتيوب،.. إلخ)، الأمر الذي جعل أفراد المجتمع يعيشون في ظل عالم تقني ومجتمع افتراضي معلوماتي سيطر على أكثر اهتماماتهم واستنزف الكثير من أوقاتهم. (العمري فلاتة، 2014).
مفهوم الأمن النفسي الفكري: يعتبر الأمن النفسي عاملا أساسيا من عوامل الصحة النفسية ويتحقق من خلال إشباع الحاجات النفسية الأساسية كالحاجة إلى الحب والقبول والانتماء وتقدير الذات واحترامها؛ فهو يقع إذن في مقدمة الحاجات النفسية ويكاد يتفق على ذلك عدد كبير من المشتغلين بعلم النفس والصحة النفسية. فالشخص الآمن نفسيا هو الذي يشعر أن حاجاته مشبعة وأن المقومات الأساسية لحياته غير معرضة للخطر، ويكون في حالة توازن أو توافق أمني. (زهران، 2003).
والأمن الفكري: هو النشاط والتدابير المشتركة بين الدولة والمجتمع؛ لتجنيب الأفراد من شوائب عقدية أو فكرية أو نفسية، تكون سببا في انحراف السلوك والأخلاق عن جادة الصواب، ويعني الاطمئنان إلى سلامة الفكر من الانحراف الذي يشكل تهديدا للأمن الوطني، أو أحد مقوماته الفكرية والثقافية والأخلاقية والأمنية، وإحساس المجتمع أن منظومته الفكرية والقيمية ونظامه الأخلاقي الذي يرتب العلاقات بداخل المجتمع، ليس في موضع تهديد من فكر دخيل ومهيمن، وعليه فالأمن الفكري يتعدى ذلك ليكون من الضروريات الأمنية، لحماية المكتسبات المجتمعية والوقوف بحزم ضد كل من يؤدي إلى الإخلال بالأمن، والذي سينعكس على الجوانب الأمنية الأخرى، خاصة الجنائية والاقتصادية، (عيسى، 2006).
ولأن الشباب يعتبرون من أهم شرائح المجتمع، وعماد الأمة ومكمن طاقتها المبدعة وقوتها الواعدة، فإن مشكلة الشباب تعتبر محور المشكلات الاجتماعية، وحلها هو المدخل لحل مشكلات المجتمع وبنائه بصفة عامة؛ فالشباب هم أمل الأمة في المستقبل، وهم الذين يتحملون مسؤوليات تنمية مجتمعاتهم وبذلك فهم بناة الغد الذي تتسم معالمه من خلال مستوى إعدادهم وتأهيلهم وتحصينهم من الغزو الفكري والثقافي والقيمي. (الأسعد، 2000).
انعكاسات مقومات شبكات التواصل الاجتماعي على الأمن الفكري
تعد من الدراسات الهامة في مجال دور شبكات الاجتماعية في انحراف الشباب، دراسة السحيمي، (2015). وتتمثل مشكلة الدراسة في: ما دور شبكات التواصل الاجتماعي في تشكيل جماعات الانحراف بين الشباب؟ ويتألف مجتمع الدراسة من جميع الجماعات المستخدمين الشباب السعوديين ذكورا وإناثا والتي يتداول أعضاؤها على شبكات التواصل انحرافا عن عادات وقيم وأفكار المجتمع السعودي، ويتم ذلك على شبكات (التويتر، الفيس بوك، اليوتيوب) وعينة الدراسة قصدية عمدية، حيث قام الباحث بإعداد قوائم تحليل غطت محاور الدراسة.
منهج الدراسة:
استخدم المنهج الوصفي التحليلي، أهم النتائج: ظهور جماعات الانحراف الأخلاقي كأكثر جماعات الانحراف عددا، وكشفت الدراسة عن ارتفاع عدد المجموعات الانحرافية على تويتر، وحققت شبكة اليوتيوب أعلى عدد من المشاهدات، ولوحظ اشتراك جميع الشبكات في توافر الإمكانات التي تساعد على نشر المشاركات الانحرافية على الشبكة، مع انفراد شبكة فيس بوك بتوافر ميزة المحادثات الصوتية.
أهم التوصيات:
توعية الشباب بخطورة الانجراف وراء الدعوات المنحرفة للردة عن الإسلام، والجنس، ورفض التعدد، والإسراف في الحفلات، والاستهتار بقيمة العلم، وتجنيد الشباب لصالح جماعات إرهابية.
وهدفت دراسة خليل (2014) إلى التعرف على ترتيب ومستوى درجة الانتماء الوطني، وبحث تأثير بعض المتغيرات الديموغرافية، والتعرف على نسبة وعدد ساعات وأماكن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وتكونت عينته من 137 معلما ومعلمة، وتم إعداد مقياس، واستطلاع رأي. ومن النتائج التي توصلت لها الدراسة أن مستوى الدرجة الكلية للانتماء الوطني كانت بالمستوى المتوسط، ولا توجد تأثير للمتغيرات الديموغرافية في الانتماء الوطني، وأن شبكة الفيس بوك كانت أكثر الشبكات استخداما، ويتم استخدامها بالمنزل.
أنواع أدوات التواصل الاجتماعي
أدوات التواصل الرئيسة الخمسة بحسب (هيئة تقنية المعلومات، 2013) هي:
الشبكات الاجتماعية: هي المواقع الالكترونية المستخدمة للاتصال بالغير والتفاعل معهم، وغالبا ما يتم ذلك بشكل غير رسمي مثل «الفيس بوك» والتويتر.
شبكات مشاركة الوسائط: هي المواقع الالكترونية التي تسمح لمستخدميها بمشاركة الفيديو والصور مع الآخرين والتعليق على الوسائط الخاصة بهم وتلك التي يقوم المستخدمون الآخرون بتحميلها على الشبكة. مثل موقعي «يوتيوب» و»فليكر».
المدوّنات: ومفردها مدونة وهي موقع الكتروني تدار محتوياته وتعرض فيه المواضيع المضافة إليه أو ما يعرف بـ «الإدخالات» بترتيب زمني معكوس وتسمح لزوار المدوّنة بالتعليق عليها.
تطبيقات الويكي: هي تطبيقات قائمة على شبكة الإنترنت تسمح لمستخدميها بإضافة المحتويات إلى صفحة الإنترنت أو تنقيح تلك المحتويات، ومن أكثر الأمثلة الشائعة على تلك التطبيقات الموسوعة الحرة، «ويكيبيديا».
المنتديات: هي تطبيقات متوفرة على شبكة الإنترنت تسمح لمجموعات من المشاركين بالتحاور حول مواضيع محدّدة والتناقش فيها.
مميزات شبكات التواصل الاجتماعي:
تتميز الشبكات الاجتماعية في الشبكة العنكبوتية بعدة ميزات، حسب (المنصور، 2012)؛ فمن أبرزها:
- إن هدف المواقع الاجتماعية خلق جو من التواصل في مجتمع افتراضي تقني يجمع مجموعة من الأشخاص من مناطق ودول مختلفة على موقع واحد، تختلف وجهاتهم ومستوياتهم وألوانهم، وتتفق لغتهم التقنية.
- إن الاجتماع يكون على وحدة الهدف سواء التعارف أو التعاون أو التشاور أو لمجرد الترفيه فقط وتكوين علاقات جديدة، أو حب للاستطلاع والاكتشاف.
- إن الشخص في هذا المجتمع عضو فاعل، أي أنه يرسل ويستقبل ويقرأ ويكتب ويشارك، ويسمع ويتحدث، فدوره هنا تجاوز الدور السلبي من الاستماع والاطلاع فقط، ودور صاحب الموقع في هذه الشبكات دور الرقيب فقط، أي الاطلاع ومحاولة توجيه الموقع للتواصل الإيجابي.
كما تتميز الشبكات بعدة ميزات:
- العالمية: حيث تلغى الحواجز الجغرافية والمكانية، وتتحطم فيها الحدود الدولية، حيث يستطيع الفرد في الشرق التواصل مع الفرد في الغرب، في بساطة وسهولة.
- التفاعلية: فالفرد فيها مستقبل وقارئ، فهو مرسل وكاتب ومشارك، فهي تلغي السلبية المقيتة في الإعلام القديم (التلفاز والصحف الورقية) وتعطي حيزا للمشاركة الفاعلة من المشاهد والقارئ.
- التنوع وتعدد الاستعمالات: فيستخدمها الطالب للتعلم، والعالم لبث علمه وتعليم الناس، والكاتب للتواصل مع القراء.. وهكذا.
- سهولة الاستخدام: فالشبكات تستخدم بالإضافة للحروف وبساطة اللغة، تستخدم الرموز والصور التي تسهل للمستخدم التفاعل.
- التوفير والاقتصادية: اقتصادية في الجهد والوقت والمال، في ظل مجانية الاشتراك والتسجيل، فالفرد البسيط يستطيع امتلاك حيز على الشبكة للتواصل، وليست ذلك حكرا على أصحاب الأموال، أو حكرا على جماعة دون أخرى.
- دعم التعليم: وذلك من خلال الشبكات لتنمية مكونات الهوية الثقافية الوطنية وغرس القيم المعرفية والخلقية، وتعزيز الهوية الوطنية وتحقيق الأمن النفسي والانتماء للوطن والارتقاء بمخرجات التعليم.
@DRablehsh