جنين الجمال!
الخميس / 6 / ربيع الثاني / 1443 هـ - 19:29 - الخميس 11 نوفمبر 2021 19:29
الأخلاق الجمالية فلسفيا تتمحور حول سلوك الإنسان الذي يجب أن يحكمه كل ما هو جميل وجذاب، وتتمايز الأذواق بين الأسود والأبيض أو الغامق والفاتح.. وكما في الفنون كذلك الأخلاق، وبين الزوايا والتدرجات حول الخير والشر والجميل والقبيح والصواب والخطأ هنالك الكثير من الأطياف.
القيمة الأخلاقية هي جنين الجمال؛ فهما توأمان يسيران جنبا إلى جنب نظريا وعمليا، هنا نرى الكثير من النظريات الفلسفية المؤيدة كنظرية كانط التي تقول «إن الجمال هو رمز الأخلاق»، ونجد تقييماتنا اليومية في نفس الاتجاه كما في مشاهدة اللوحات الفنية حين ترفض ذائقتنا موضوع العمل الذي يحمل رموزا تناقض معتقداتنا أو تثير أسئلة أخلاقية.
الإنسان كائن جمالي
المهنية تفرض على الموظف الالتزام بقواعد الزي الواجب ارتداؤه لضمان الاحترام من العملاء أوالمراجعين، والجدير بالذكر أن الملابس التي يرتديها الموظف تؤثر على شخصيته وسلوكه ومواقفه ومزاجه وطريقة التفكير ودرجة التنبه والثقة التي يعمل بها؛ فارتداء معطف الفنان أوالطباخ ينعكس بشكل مختلف على أداء الإنسان عنه مع معطف الممرض أو الطبيب بسبب المعنى الرمزي للزي والتجربة الواقعية للمرء في ارتدائه، وقد أطلق على هذا المفهوم مصطلح (الإدراك المغلف).
الحداثة تراهن أحيانا على أن (الذوق السيئ) هو مفهوم خاضع للعولمة وقابل للتغيير وأن «السيئ» يحمل قابلية التحول ليكون «جيدا» من خلال إعادة صياغة الأفكار التي تقلب المعايير السائدة حاليا، المفارقة أنه بالرغم من أن المعايير الأخلاقية ذات أبعاد جمالية مستمدة من التفاعل بين الأفراد والأشياء ومنها الأزياء غير اللائقة إلا أن هذا المحور يتم تجاهله كثيرا للأسف، والفيلسوف الألماني فريديريك نيتشة له في هذا المسار مقولة مؤكدة وصادمة: (إذا سحقت حشرة فأنت بطل.. لكن إذا هشمت فراشة فأنت شرير)!
على بوابات التجدد
القيمة الجمالية للمجتمع هي الهيكل الأول لبنية الأفكار والذائقة الجمالية شرط مسبق للأخلاق، والأحكام التقييمية لكل فعل ينبغي لها أن تتناول الأبعاد الأخلاقية والجمالية بشكل متوازن، كلنا يدرك أننا نعيش في حقبة تحول جذرية معاكسة لحالة الانغلاق الهوياتي التي سادت حقبة ناهزت أربعة عقود وهي تتخطى مسافة جيل كامل، وعلى التوازي فنحن جميعا على يقين بأننا نمتلك المخزون الثقافي المفعم بالقيم والسلوكيات المجتمعية الرفيعة والمعضد بالعادات الأصيلة الضامنة للارتقاء إلى ذرى النهضة الحضارية المستدامة.
RimaRabah@
القيمة الأخلاقية هي جنين الجمال؛ فهما توأمان يسيران جنبا إلى جنب نظريا وعمليا، هنا نرى الكثير من النظريات الفلسفية المؤيدة كنظرية كانط التي تقول «إن الجمال هو رمز الأخلاق»، ونجد تقييماتنا اليومية في نفس الاتجاه كما في مشاهدة اللوحات الفنية حين ترفض ذائقتنا موضوع العمل الذي يحمل رموزا تناقض معتقداتنا أو تثير أسئلة أخلاقية.
الإنسان كائن جمالي
المهنية تفرض على الموظف الالتزام بقواعد الزي الواجب ارتداؤه لضمان الاحترام من العملاء أوالمراجعين، والجدير بالذكر أن الملابس التي يرتديها الموظف تؤثر على شخصيته وسلوكه ومواقفه ومزاجه وطريقة التفكير ودرجة التنبه والثقة التي يعمل بها؛ فارتداء معطف الفنان أوالطباخ ينعكس بشكل مختلف على أداء الإنسان عنه مع معطف الممرض أو الطبيب بسبب المعنى الرمزي للزي والتجربة الواقعية للمرء في ارتدائه، وقد أطلق على هذا المفهوم مصطلح (الإدراك المغلف).
الحداثة تراهن أحيانا على أن (الذوق السيئ) هو مفهوم خاضع للعولمة وقابل للتغيير وأن «السيئ» يحمل قابلية التحول ليكون «جيدا» من خلال إعادة صياغة الأفكار التي تقلب المعايير السائدة حاليا، المفارقة أنه بالرغم من أن المعايير الأخلاقية ذات أبعاد جمالية مستمدة من التفاعل بين الأفراد والأشياء ومنها الأزياء غير اللائقة إلا أن هذا المحور يتم تجاهله كثيرا للأسف، والفيلسوف الألماني فريديريك نيتشة له في هذا المسار مقولة مؤكدة وصادمة: (إذا سحقت حشرة فأنت بطل.. لكن إذا هشمت فراشة فأنت شرير)!
على بوابات التجدد
القيمة الجمالية للمجتمع هي الهيكل الأول لبنية الأفكار والذائقة الجمالية شرط مسبق للأخلاق، والأحكام التقييمية لكل فعل ينبغي لها أن تتناول الأبعاد الأخلاقية والجمالية بشكل متوازن، كلنا يدرك أننا نعيش في حقبة تحول جذرية معاكسة لحالة الانغلاق الهوياتي التي سادت حقبة ناهزت أربعة عقود وهي تتخطى مسافة جيل كامل، وعلى التوازي فنحن جميعا على يقين بأننا نمتلك المخزون الثقافي المفعم بالقيم والسلوكيات المجتمعية الرفيعة والمعضد بالعادات الأصيلة الضامنة للارتقاء إلى ذرى النهضة الحضارية المستدامة.
RimaRabah@