رباعية القيم اليابانية
الأربعاء / 5 / ربيع الثاني / 1443 هـ - 21:36 - الأربعاء 10 نوفمبر 2021 21:36
ما يلفت انتباهي ويثير إعجابي هو السر الكامن وراء طريقة إصرار اليابان في أسلوب الإتقان على مختلف المنتجات التقنية والهندسية والإدارية، وما يؤكد لي أن هذه المخرجات هي منتجات فكرية أصيلة منحت الاستمرارية للعمل والقوة للمنتج في نهاية الأمر والتي لم تأت من فراغ، مما جعلني أستزيد في التعمق داخل سراديب الثقافة اليابانية وتحديدا من الناحية التربوية التي دعمت الأسر على مختلف الشرائح المجتمعية والطبقات المعيشية وكيف أن تلك الثقافة أثرت وتأثرت وأثارت واستمرت بنقل مبادئ الجودة حتى أصبحت اليابان أيقونة يشار لها بالبنان بين مختلف البلدان.
رباعية القيم اليابانية تغذي الشعب بأربع قناعات داعمة ترفع من قوة الشخص البدنية والنفسية والفكرية من خلال التنشئة المجتمعية وهذه القناعات هي مبادئ عميقة تناقلتها الأجيال حتى أصبحت معتقدات تمارس من قبل الفرد كنموذج راسخ وحي ينتقل إلى مستوى العائلة ومنها إلى المحيط حتى أصبحت أخلاقيات عامة للقرية والمدينة والإمبراطورية بأكملها.
من وجهة نظري النفسية والمعرفية أرى أن إكسير الحياة لدى اليابانيين الذين اختزلوه في توليفتهم الرباعية بدوائر مستدامة تجيب عن أربع تساؤلات، وهي: ماذا تحب؟ ولماذا تحب؟ وكيف تتقن؟ ولمن تتقن؟ هي في الأساس الأهداف التي يسعى إليها الجميع بطريقة متكاملة تؤدي لاستقرار واستمرار المواطن الياباني كإنسان منتج لا مستهلك يشعر بالفخر إذا أنجز وبرز.
يتعلم الياباني منذ صغره أساليب تنمية معرفته بمبادئ القراءة والكتابة وممارسة الحياة وتكوين البناء الإنساني بأن يفهم ويدرك القناعة الأولى بما هو الشيء الذي يحبه من كل قلبه من الهوايات أو المواد الدراسية أو الألعاب حتى يتكون منه الشغف الداخلي لديه؛ لينتقل إلى القناعة الثانية بهذا الشغف ويتأصل ويصبح ما يحبه هو الذي يبحث عنه طوال حياته ويعمل لأجله ومن ثم يتقنه كمهارة يحلم بها كل مرة أن يجدها، ومن ثم ينتقل إلى القناعة الثالثة بأن ما أحبه وأتقنه يمكن أن يمارسه ليل نهار ويصبح مصدر رزقه ووظيفته وشعوره بالأمان الذي يطمح إليه والذي يستشعر من خلاله بالموهبة التي يسارع إليها وبها لينجزها؛ لينتقل بالتالي إلى القناعة الرابعة وهو الاحتياج المجتمعي إلى مهارته التي لابد ممن يحتاجها كي تنجز أعمالهم بسببه؛ لأنه صاحب تلك المعرفة والإتقان والشغف منذ تأسيس القناعة الأولى للعمل بجد لإثبات الجودة في العمل حتى تستمر رباعية القيم بطريقة مستدامة.
هذه الرباعية في التعاليم اليابانية تسمى «ايكي جاي» وهما كلمتان شطرهما الأول يعني الحياة والثاني القيمة، تشعرني بالغبطة لنقل تجربتهم إلى أطفالنا في المؤسسة الوالدية للتنشئة الأولية المنزلية بتعليمهم معنى محبة الشيء ثم في المؤسسة التعليمية من خلال المدارس أن ما أحبوه هو قيمتهم يجب أن يسعوا له حثيثا كي تتحقق مقاصدهم الشرعية والإنسانية والنفسية والمجتمعية، وكما قال تعالى في محكم تنزيله «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى» و «لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر»، هاتين الآيتين هما خير دليل رباني لدفع الإنسان إلى الأسلوب الأمثل لجودة الحياة وإتقانها؛ فالسعي لذلك مطلب والتقدم بالإصرار اختيار.
في اليابان توجد قوة التعافي السريع بسبب الخبرة لما عاناه الشعب قديما من فقر وأزمات سياسية أحلت به جعلته يتكاتف ليتجه نحو هدف شعبوي عام يدعم أي تقهقر نفسي أو تراجع معنوي والذي يتأكد من خلال الثقافة الموروثة والتي أصبحت في جملة «صنع في اليابان» يفاخرون بها لتعليم أطفالهم منذ نعومة أظفارهم بالمعنى الحقيقي لقيمة الحياة.
@Yos123Omar
رباعية القيم اليابانية تغذي الشعب بأربع قناعات داعمة ترفع من قوة الشخص البدنية والنفسية والفكرية من خلال التنشئة المجتمعية وهذه القناعات هي مبادئ عميقة تناقلتها الأجيال حتى أصبحت معتقدات تمارس من قبل الفرد كنموذج راسخ وحي ينتقل إلى مستوى العائلة ومنها إلى المحيط حتى أصبحت أخلاقيات عامة للقرية والمدينة والإمبراطورية بأكملها.
من وجهة نظري النفسية والمعرفية أرى أن إكسير الحياة لدى اليابانيين الذين اختزلوه في توليفتهم الرباعية بدوائر مستدامة تجيب عن أربع تساؤلات، وهي: ماذا تحب؟ ولماذا تحب؟ وكيف تتقن؟ ولمن تتقن؟ هي في الأساس الأهداف التي يسعى إليها الجميع بطريقة متكاملة تؤدي لاستقرار واستمرار المواطن الياباني كإنسان منتج لا مستهلك يشعر بالفخر إذا أنجز وبرز.
يتعلم الياباني منذ صغره أساليب تنمية معرفته بمبادئ القراءة والكتابة وممارسة الحياة وتكوين البناء الإنساني بأن يفهم ويدرك القناعة الأولى بما هو الشيء الذي يحبه من كل قلبه من الهوايات أو المواد الدراسية أو الألعاب حتى يتكون منه الشغف الداخلي لديه؛ لينتقل إلى القناعة الثانية بهذا الشغف ويتأصل ويصبح ما يحبه هو الذي يبحث عنه طوال حياته ويعمل لأجله ومن ثم يتقنه كمهارة يحلم بها كل مرة أن يجدها، ومن ثم ينتقل إلى القناعة الثالثة بأن ما أحبه وأتقنه يمكن أن يمارسه ليل نهار ويصبح مصدر رزقه ووظيفته وشعوره بالأمان الذي يطمح إليه والذي يستشعر من خلاله بالموهبة التي يسارع إليها وبها لينجزها؛ لينتقل بالتالي إلى القناعة الرابعة وهو الاحتياج المجتمعي إلى مهارته التي لابد ممن يحتاجها كي تنجز أعمالهم بسببه؛ لأنه صاحب تلك المعرفة والإتقان والشغف منذ تأسيس القناعة الأولى للعمل بجد لإثبات الجودة في العمل حتى تستمر رباعية القيم بطريقة مستدامة.
هذه الرباعية في التعاليم اليابانية تسمى «ايكي جاي» وهما كلمتان شطرهما الأول يعني الحياة والثاني القيمة، تشعرني بالغبطة لنقل تجربتهم إلى أطفالنا في المؤسسة الوالدية للتنشئة الأولية المنزلية بتعليمهم معنى محبة الشيء ثم في المؤسسة التعليمية من خلال المدارس أن ما أحبوه هو قيمتهم يجب أن يسعوا له حثيثا كي تتحقق مقاصدهم الشرعية والإنسانية والنفسية والمجتمعية، وكما قال تعالى في محكم تنزيله «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى» و «لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر»، هاتين الآيتين هما خير دليل رباني لدفع الإنسان إلى الأسلوب الأمثل لجودة الحياة وإتقانها؛ فالسعي لذلك مطلب والتقدم بالإصرار اختيار.
في اليابان توجد قوة التعافي السريع بسبب الخبرة لما عاناه الشعب قديما من فقر وأزمات سياسية أحلت به جعلته يتكاتف ليتجه نحو هدف شعبوي عام يدعم أي تقهقر نفسي أو تراجع معنوي والذي يتأكد من خلال الثقافة الموروثة والتي أصبحت في جملة «صنع في اليابان» يفاخرون بها لتعليم أطفالهم منذ نعومة أظفارهم بالمعنى الحقيقي لقيمة الحياة.
@Yos123Omar