لبنان مختطف والنخبة السياسية تقبض الثمن
وول ستريت: قرار السعودية بتعليق الواردات ضربة خطرة على لبنان
الثلاثاء / 27 / ربيع الأول / 1443 هـ - 19:06 - الثلاثاء 2 نوفمبر 2021 19:06
أقر محللون ومراقبون دوليون بأن لبنان الذي تتنازعه الطعنات من كل اتجاه، بات مختطفا من قبل ميليشيات إرهابية ممثلة في حزب الله التابع لإيران، وأشاروا إلى أن مجموعة من الساسة يقبضون وحدهم ثمن التوغل الإيراني، في حين يواجه الشعب اللبناني الفقر والجوع، ويتجه نحو عزلة خليجية وعربية شبه كاملة.
وفيما اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن الضربة الأكثر ألما للساسة اللبنانيين، تمثلت في قرار السعودية بوقف الواردات اللبنانية، مما سيفاقم الوضع الاقتصادي ويزيد من المعاناة الموجودة بالفعل، رأى محللون عرب ودوليون أن استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي الذي فجر الأزمة بتصريحاته العبثية، لم تعد كافية لنزع فتيل الأزمة، في ظل الهيمنة الكاملة للحزب الإرهابي على مفاصل الدولة اللبنانية، والتدخل الصارخ لإيران في تفاصيل الحياة اللبنانية.
تفاقم الأزمة
ونقل موقع (أرم) الإماراتي عن صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن لبنان يواجه أزمة اقتصادية تتفاقم يوما بعد الآخر، في ظل قرار المملكة بقطع العلاقات على خلفية الأزمة ذات الصلة بإيران، خاصة أن الرياض، التي كانت أكبر الداعمين الماليين للبنان، انتقدت مرارا وعلى مدار سنوات النفوذ المتصاعد لإيران، ووكيلها المحلي حزب الله الإرهابي.
وأشار التقرير إلى أن السعودية «منعت دخول الواردات من لبنان، وقامت إلى جانب 3 دول خليجية أخرى بطرد السفير اللبناني لديها، في أعقاب التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية اللبناني جورج قرداحي، بالإضافة إلى التوترات المتصاعدة حول النفوذ الإيراني في لبنان، والأضرار التي يمثلها على الوضع الاقتصادي الكارثي». وكتبت الصحيفة «تشعر دول خليجية بحالة يأس شديدة إزاء فشل الفصائل السياسية اللبنانية في الحد من نفوذ إيران، ما منح طهران موطئ قدم في البحر المتوسط، بالإضافة إلى النفوذ الإقليمي، عبر وكيلها حزب الله، الحركة السياسية المسلحة التي تعمل أيضا في سوريا واليمن».
الضربة الخطرة
وفيما يرى مراقبون أن إقالة أو استقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي لم تعد كافية لإنهاء الأزمة، بعد التباطؤ اللبناني الشديد في التعامل مع التداعيات الأخيرة، تشير الصحيفة الأمريكية إلى أن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي طالب قرداحي بالاستقالة من منصبه، على خلفية التصريحات التي أدلى بها، إلا أن قرداحي رفض الاستقالة.
ورأت أن الضربة الأكثر خطورة حتى الآن هي قرار السعودية تعليق الواردات من لبنان، حيث إن هذا الإجراء يرجع إلى فشل بيروت في منع تهريب المخدرات عبر الموانئ التي يسيطر عليها حزب الله، ونوهت إلى أن السعودية شريك تجاري مهم، وعميل رئيسي للمجوهرات والمنتجات الزراعية، ومصدر قيم للتحويلات من آلاف المواطنين اللبنانيين الذين يعملون هناك، رغم أنهم لم يتأثروا بالنزاع حتى الآن.
تحذيرات خليجية
وحذرت أوساط واسعة الاطلاع من الإصرار على التعاطي مع العاصفة الأعتى التي تضرب علاقة لبنان بدول مجلس التعاون الخليجي على طريقة غضبة وتهدأ، وعدم القيام بأي خطوة استيعابية بمعزل عن محاولة مقايضتها مسبقا بمعرفة مفعولها لدى هذه الدول. ونوهت من ترك حزب الله يقود مسالك هذه الأزمة، راسما خطوطا حمر أمام إقالة قرداحي أو استقالته، ورافعا سقف المواجهة مع السعودية تحت عنوان (التصدي للحصار)، معتبرة أن استغراق لبنان الرسمي في قياس منسوب التوافق الوطني المطلوب حيال أي خطوة زاجرة بحق وزير الإعلام، ووضعه لائحة بالخسائر والأرباح من أي إطاحة بالحكومة عوض بدء تدارك الموقف وإدارة الأزمة بما يتلاءم مع أصلها السياسي المتصل بإحكام الحزب سيطرته على مفاصل القرار، لن يؤدي إلا إلى استدراج المزيد من التعقيدات على هذه الأزمة، التي تبدو في سباق مع إجراءات متسارعة من شأن حصولها تكريس انعزال بلاد الأرز وتحولها إلى غزة ثانية.
خطوات صارمة
وأعربت مصادر دبلوماسية عربية، لصحيفة الجمهورية اللبنانية عن شديد قلقها حيال مسار الأمور في لبنان، وقالت إن «انكسار حلقة العلاقات بين لبنان وأشقائه العرب وتحديدا دول الخليج، فوق قدرة لبنان بوضعه الراهن على تحمل تداعياته السياسية والاقتصادية». وحول المطلوب من لبنان، أضافت «الواضح أن السعودية تنتظر من لبنان خطوات سريعة وصارمة، ليس فقط حيال تصريحات وزير الإعلام اللبناني، بل حيال حزب الله، وتبعا لذلك فإن القيادة السياسية في لبنان هي الأدرى بما يجب عليها أن تقوم به». وأشارت إلى أن لبنان في مأزق حقيقي، وليس من مصلحته على الإطلاق أن يكون معزولا عن أشقائه وأصدقائه، لأنه في هذه الحالة سيكون هو الخاسر وحده.
الاستقالة لا تكفي
وتزايدت المطالب داخل لبنان باستقالة جورج قرداحي، ورغم أن الكثيرين يؤكدون أنها لم تعد كافية لإنهاء الأزمة، إلا أنهم يؤكدون أنها قد تكون مدخلا يثبت حسن النية ويقود نحو حوار شامل، وقالت مصادر «رئاسة الحكومة لو حسمت أمرها وأقالت قرداحي منذ البداية، لكانت ربما حلحلت الأزمة، وتكون قد أثبتت للسعودية أنها لم تقف مكتوفة أمام تصريحات معادية لها، وأنها قادرة أقله كلاميا وليس عمليا على اتخاذ المواقف، غير أنها أثبتت عجزها حتى عن ذلك».
وأكدت «ضرورة البدء من مكان ما، وهذا المكان هو إقالة وزير الإعلام، حتى لو أنها ستكون إقالة متأخرة، وحتى لو لم تفعل فعلها في إعادة السفراء العرب إلى لبنان، في وقت يعلم الجميع أن من أوصله إلى الحكومة هو المقرر وحده لاستقالته»، لافتة إلى أن «صحيحا أن رئيس الحكومة نجيب الميقاتي أشهد أنه «بلغ»، إلا أنه حتى الساعة لم يشهد أنه «تبلغ» رسميا لا من الثنائي الشيعي معارضته الاستقالة، ولا من الثنائي الفرنسي- الأمريكي دعمه حتى النهاية».
لبنان مختطف
ونقلت «وول ستريت جورنال» عن المحلل السياسي علي الشهابي قوله «لبنان مختطف، وبالتالي فإنه لا يوجد مفر سوى عزل لبنان، حتى يدرك الشعب اللبناني أن هناك ثمنا للهيمنة الإيرانية».
وقالت إن «تلك الأزمة جاءت في أسوأ توقيت بالنسبة للبنان، في ظل الركود الاقتصادي الحاد الذي تعاني منه الدولة، بعد سنوات من سوء الإدارة الحكومية، والفساد، مما أدى إلى أزمة مالية في عام 2019، وإلى جانب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، تعاني البلاد الآن من نقص الغذاء والدواء، والتضخم المفرط، وارتفاع معدلات الجريمة، والصراعات الطائفية أيضا».
وأقر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بأن لبنان «أمام منزلق كبير إذا لم نتداركه سنكون وقعنا فيما لا يريده أحد منا»، في رسالة منه إلى الوزراء عبر المجموعة الخاصة بهم في تطبيق «واتس اب»، كاشفا أنه ناشد وزير الإعلام جورج قرداحي بأن يغلب حسه الوطني على أي أمر آخر لكن مناشدته لم تترجم إلى واقع، خاتما بالقول «اللهم اشهد أنني قد بلغت...».
وفيما اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن الضربة الأكثر ألما للساسة اللبنانيين، تمثلت في قرار السعودية بوقف الواردات اللبنانية، مما سيفاقم الوضع الاقتصادي ويزيد من المعاناة الموجودة بالفعل، رأى محللون عرب ودوليون أن استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي الذي فجر الأزمة بتصريحاته العبثية، لم تعد كافية لنزع فتيل الأزمة، في ظل الهيمنة الكاملة للحزب الإرهابي على مفاصل الدولة اللبنانية، والتدخل الصارخ لإيران في تفاصيل الحياة اللبنانية.
تفاقم الأزمة
ونقل موقع (أرم) الإماراتي عن صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن لبنان يواجه أزمة اقتصادية تتفاقم يوما بعد الآخر، في ظل قرار المملكة بقطع العلاقات على خلفية الأزمة ذات الصلة بإيران، خاصة أن الرياض، التي كانت أكبر الداعمين الماليين للبنان، انتقدت مرارا وعلى مدار سنوات النفوذ المتصاعد لإيران، ووكيلها المحلي حزب الله الإرهابي.
وأشار التقرير إلى أن السعودية «منعت دخول الواردات من لبنان، وقامت إلى جانب 3 دول خليجية أخرى بطرد السفير اللبناني لديها، في أعقاب التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية اللبناني جورج قرداحي، بالإضافة إلى التوترات المتصاعدة حول النفوذ الإيراني في لبنان، والأضرار التي يمثلها على الوضع الاقتصادي الكارثي». وكتبت الصحيفة «تشعر دول خليجية بحالة يأس شديدة إزاء فشل الفصائل السياسية اللبنانية في الحد من نفوذ إيران، ما منح طهران موطئ قدم في البحر المتوسط، بالإضافة إلى النفوذ الإقليمي، عبر وكيلها حزب الله، الحركة السياسية المسلحة التي تعمل أيضا في سوريا واليمن».
الضربة الخطرة
وفيما يرى مراقبون أن إقالة أو استقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي لم تعد كافية لإنهاء الأزمة، بعد التباطؤ اللبناني الشديد في التعامل مع التداعيات الأخيرة، تشير الصحيفة الأمريكية إلى أن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي طالب قرداحي بالاستقالة من منصبه، على خلفية التصريحات التي أدلى بها، إلا أن قرداحي رفض الاستقالة.
ورأت أن الضربة الأكثر خطورة حتى الآن هي قرار السعودية تعليق الواردات من لبنان، حيث إن هذا الإجراء يرجع إلى فشل بيروت في منع تهريب المخدرات عبر الموانئ التي يسيطر عليها حزب الله، ونوهت إلى أن السعودية شريك تجاري مهم، وعميل رئيسي للمجوهرات والمنتجات الزراعية، ومصدر قيم للتحويلات من آلاف المواطنين اللبنانيين الذين يعملون هناك، رغم أنهم لم يتأثروا بالنزاع حتى الآن.
تحذيرات خليجية
وحذرت أوساط واسعة الاطلاع من الإصرار على التعاطي مع العاصفة الأعتى التي تضرب علاقة لبنان بدول مجلس التعاون الخليجي على طريقة غضبة وتهدأ، وعدم القيام بأي خطوة استيعابية بمعزل عن محاولة مقايضتها مسبقا بمعرفة مفعولها لدى هذه الدول. ونوهت من ترك حزب الله يقود مسالك هذه الأزمة، راسما خطوطا حمر أمام إقالة قرداحي أو استقالته، ورافعا سقف المواجهة مع السعودية تحت عنوان (التصدي للحصار)، معتبرة أن استغراق لبنان الرسمي في قياس منسوب التوافق الوطني المطلوب حيال أي خطوة زاجرة بحق وزير الإعلام، ووضعه لائحة بالخسائر والأرباح من أي إطاحة بالحكومة عوض بدء تدارك الموقف وإدارة الأزمة بما يتلاءم مع أصلها السياسي المتصل بإحكام الحزب سيطرته على مفاصل القرار، لن يؤدي إلا إلى استدراج المزيد من التعقيدات على هذه الأزمة، التي تبدو في سباق مع إجراءات متسارعة من شأن حصولها تكريس انعزال بلاد الأرز وتحولها إلى غزة ثانية.
خطوات صارمة
وأعربت مصادر دبلوماسية عربية، لصحيفة الجمهورية اللبنانية عن شديد قلقها حيال مسار الأمور في لبنان، وقالت إن «انكسار حلقة العلاقات بين لبنان وأشقائه العرب وتحديدا دول الخليج، فوق قدرة لبنان بوضعه الراهن على تحمل تداعياته السياسية والاقتصادية». وحول المطلوب من لبنان، أضافت «الواضح أن السعودية تنتظر من لبنان خطوات سريعة وصارمة، ليس فقط حيال تصريحات وزير الإعلام اللبناني، بل حيال حزب الله، وتبعا لذلك فإن القيادة السياسية في لبنان هي الأدرى بما يجب عليها أن تقوم به». وأشارت إلى أن لبنان في مأزق حقيقي، وليس من مصلحته على الإطلاق أن يكون معزولا عن أشقائه وأصدقائه، لأنه في هذه الحالة سيكون هو الخاسر وحده.
الاستقالة لا تكفي
وتزايدت المطالب داخل لبنان باستقالة جورج قرداحي، ورغم أن الكثيرين يؤكدون أنها لم تعد كافية لإنهاء الأزمة، إلا أنهم يؤكدون أنها قد تكون مدخلا يثبت حسن النية ويقود نحو حوار شامل، وقالت مصادر «رئاسة الحكومة لو حسمت أمرها وأقالت قرداحي منذ البداية، لكانت ربما حلحلت الأزمة، وتكون قد أثبتت للسعودية أنها لم تقف مكتوفة أمام تصريحات معادية لها، وأنها قادرة أقله كلاميا وليس عمليا على اتخاذ المواقف، غير أنها أثبتت عجزها حتى عن ذلك».
وأكدت «ضرورة البدء من مكان ما، وهذا المكان هو إقالة وزير الإعلام، حتى لو أنها ستكون إقالة متأخرة، وحتى لو لم تفعل فعلها في إعادة السفراء العرب إلى لبنان، في وقت يعلم الجميع أن من أوصله إلى الحكومة هو المقرر وحده لاستقالته»، لافتة إلى أن «صحيحا أن رئيس الحكومة نجيب الميقاتي أشهد أنه «بلغ»، إلا أنه حتى الساعة لم يشهد أنه «تبلغ» رسميا لا من الثنائي الشيعي معارضته الاستقالة، ولا من الثنائي الفرنسي- الأمريكي دعمه حتى النهاية».
لبنان مختطف
ونقلت «وول ستريت جورنال» عن المحلل السياسي علي الشهابي قوله «لبنان مختطف، وبالتالي فإنه لا يوجد مفر سوى عزل لبنان، حتى يدرك الشعب اللبناني أن هناك ثمنا للهيمنة الإيرانية».
وقالت إن «تلك الأزمة جاءت في أسوأ توقيت بالنسبة للبنان، في ظل الركود الاقتصادي الحاد الذي تعاني منه الدولة، بعد سنوات من سوء الإدارة الحكومية، والفساد، مما أدى إلى أزمة مالية في عام 2019، وإلى جانب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، تعاني البلاد الآن من نقص الغذاء والدواء، والتضخم المفرط، وارتفاع معدلات الجريمة، والصراعات الطائفية أيضا».
وأقر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بأن لبنان «أمام منزلق كبير إذا لم نتداركه سنكون وقعنا فيما لا يريده أحد منا»، في رسالة منه إلى الوزراء عبر المجموعة الخاصة بهم في تطبيق «واتس اب»، كاشفا أنه ناشد وزير الإعلام جورج قرداحي بأن يغلب حسه الوطني على أي أمر آخر لكن مناشدته لم تترجم إلى واقع، خاتما بالقول «اللهم اشهد أنني قد بلغت...».