الحوكمة يا وزير الحج والعمرة!
الاحد / 25 / ربيع الأول / 1443 هـ - 22:56 - الاحد 31 أكتوبر 2021 22:56
ولدت وعشت وترعرت في مكة المكرمة، وهذا يعني بالضرورة أنني وغيري من أبناء مكة المكرمة نكون قد انخرطنا في أعمال الحج والعمرة منذ الصغر، فلا زلت أذكر ما كان يفعله والدي - حفظه الله - حين كان قد قرر في أعوام خلت أن يشتري شاحنة صغيرة ثم يفصل على ظهرها صهريج ماء ثم يقرر في أيام الحج تعبئة هذا الصهريج بالماء العذب ووضع قوالب الثلج الضخمة (والتي يتم ابتياعها من محل ثلج شهير يعود لأسرة مكية عريقة)، ثم أرافقه أنا وأخي الأكبر في هذه الناقلة التي زينت بالخط الكوفي متنها بعبارة (ماء بارد سبيل)! كان هناك أكثر من 10 صنابير في مؤخرة الصهريج متاحة لأي حاج راجل على قدميه ليؤدي مناسك الحج متنقلا في المشاعر المقدسة لإتمام مناسكه.
فكانت هذه علاقتي الأولى بالعمل في المواسم ثم تدرجت وتنقلت في العمل كل عام عبر عدة مواقع وفي واحدة من مؤسسات الطوافة كنت أعمل في المواسم وأنا لا زلت طالبا فكنست ومسحت دورات مياه الحجاج (ولم ولن ولا أخجل من ذكر ذلك)، ثم تدرجت شيئا فشيئا حتى أكرمني الله يوما ما بأن أكون مستشارا لتطوير الأعمال بوزارة الحج عام 2014م وخلال هذه الرحلة الطويلة كان لا يكدر خاطري إلا بعض الملاحظات التي يرتكبها للأسف بعض منسوبي قطاع الحج والعمرة وكنت دائما أمني النفس بعدم تعميم هذه الأخطاء على الجميع ففي المقابل هناك أفراد قضى بعضهم جل عمره عاملا في الحج ويعرف تفاصيل التفاصيل التي لا يتقنها غيره!
واليوم ومع دخول هذا القطاع لمرحلة جديدة وهي تحويل المؤسسات لشركات وبالتالي تحويل (أبناء الطائفة) لمساهمين، أعتقد جازما أن حوكمة هذا القطاع أصبح ضرورة ملحة وليس ترفا، حيث يجب تفريغ الخبرات العاملة في الميدان لتأدية عملهم (الذي أتقنوه عبر سنوات كابرا عن كابر) أقول تفريغهم للعمل الميداني وترك التخطيط والتطوير لجهاز تنفيذي حقيقي (حتى ولو كان من خارج حملة الأسهم) يملك الخبرة في استقطاب الاستثمارات وإدارتها بل والعمل على تحقيق عوائد مجزية للمساهمين منها بفكر اقتصادي وتجاري ومهني من باب إعطاء الخباز خبزه ولو أخذ مقابل ذلك أجره، وفي المقابل يجب على المساهمين فهم هذه النقطة جيدا وعدم التعصب لرأي يقول أن المهنة لأهلها فقط!
شخصيا ابتعدت قبل سنوات عن العمل في مؤسسات الطوافة، واتجهت للعمل في لجان وزارة الحج الموسمية بعد سماعي لعبارة (وما دخلك أنت في العمل الموسمي أنت لست ابن مطوف! دارت السنون وستتحول المؤسسات لشركات وبعد ٥ سنوات قد تكون هذه الشركات متاحة للجميع للتملك فيها بل وقد نتجه لأبعد من ذلك لو تميزت بعضها واتخذت إجراءات تحولها لشركات مساهمة عامة وهنا تأتي أهمية (الحوكمة) من الآن وفورا لهذه الشركات فهل تعي المجالس القادمة لكل شركة ذلك؟ هذا ما أتمناه. وللحديث بقية.
@BASSAM_FATINY
فكانت هذه علاقتي الأولى بالعمل في المواسم ثم تدرجت وتنقلت في العمل كل عام عبر عدة مواقع وفي واحدة من مؤسسات الطوافة كنت أعمل في المواسم وأنا لا زلت طالبا فكنست ومسحت دورات مياه الحجاج (ولم ولن ولا أخجل من ذكر ذلك)، ثم تدرجت شيئا فشيئا حتى أكرمني الله يوما ما بأن أكون مستشارا لتطوير الأعمال بوزارة الحج عام 2014م وخلال هذه الرحلة الطويلة كان لا يكدر خاطري إلا بعض الملاحظات التي يرتكبها للأسف بعض منسوبي قطاع الحج والعمرة وكنت دائما أمني النفس بعدم تعميم هذه الأخطاء على الجميع ففي المقابل هناك أفراد قضى بعضهم جل عمره عاملا في الحج ويعرف تفاصيل التفاصيل التي لا يتقنها غيره!
واليوم ومع دخول هذا القطاع لمرحلة جديدة وهي تحويل المؤسسات لشركات وبالتالي تحويل (أبناء الطائفة) لمساهمين، أعتقد جازما أن حوكمة هذا القطاع أصبح ضرورة ملحة وليس ترفا، حيث يجب تفريغ الخبرات العاملة في الميدان لتأدية عملهم (الذي أتقنوه عبر سنوات كابرا عن كابر) أقول تفريغهم للعمل الميداني وترك التخطيط والتطوير لجهاز تنفيذي حقيقي (حتى ولو كان من خارج حملة الأسهم) يملك الخبرة في استقطاب الاستثمارات وإدارتها بل والعمل على تحقيق عوائد مجزية للمساهمين منها بفكر اقتصادي وتجاري ومهني من باب إعطاء الخباز خبزه ولو أخذ مقابل ذلك أجره، وفي المقابل يجب على المساهمين فهم هذه النقطة جيدا وعدم التعصب لرأي يقول أن المهنة لأهلها فقط!
شخصيا ابتعدت قبل سنوات عن العمل في مؤسسات الطوافة، واتجهت للعمل في لجان وزارة الحج الموسمية بعد سماعي لعبارة (وما دخلك أنت في العمل الموسمي أنت لست ابن مطوف! دارت السنون وستتحول المؤسسات لشركات وبعد ٥ سنوات قد تكون هذه الشركات متاحة للجميع للتملك فيها بل وقد نتجه لأبعد من ذلك لو تميزت بعضها واتخذت إجراءات تحولها لشركات مساهمة عامة وهنا تأتي أهمية (الحوكمة) من الآن وفورا لهذه الشركات فهل تعي المجالس القادمة لكل شركة ذلك؟ هذا ما أتمناه. وللحديث بقية.
@BASSAM_FATINY