الرأي

إدانة الغذامي في جامعة خالد (يا للمشروع)!

فيصل الجهني
هكذا.. فجأة، قرر (أكاديميون) في جامعة الملك خالد أن يجمعوا شتات أمرهم (وعواطفهم) لإدانة مشروع د. عبدالله الغذامي النقدي، كأن سياق (التفاعل) الثقافي- وغير الثقافي - مع منجز د.الغذامي (ناقص إدانات)! أو لكأن (الأعزاء) في جامعة الملك خالد بحثوا طويلا عن موضوعات للبحث، فلم يجدوا في كل فضاءات المعرفة سوى د.الغذامي (ليدينوه)!، لأن تلك (الإدانة) - بحسب ظنهم - سترفع سقف طموحاتهم العلمية عاليا! (1) ألم يكن أجدر بهؤلاء الأكاديميين في قسم اللغة العربية وآدابها، وهم (من مختلف الجنسيات العربية) أن يقدموا دراسات معرفية نقدية للأدب السعودي المزدهر والمتطور في كافة أجناسه (من الشعر إلى الرواية والمسرح) ، كما نهضت بذلك جامعة (حائل) على مدى سنوات طويلة، وهي تقدم الدعم لأستاذها الكبير د. محمد الشنطي، الذي وجد أن واجبه الأخلاقي والعلمي يحتم عليه دراسة (الأدب) في الأرض التي عاش عليها محبا سعيدا عقودا من الزمن، فأفاد واستفاد. (2) لا يخفى على أي عاقل (أكاديمي) أو (مثقف) المكانة العلمية التي احتلها د. الغذامي بجهده وعمله البحثي المؤرق الجميل، الذي جعله (هدف) حياته، من خلال محطات منهجية متنوعة، تتناسب مع سياق التحولات والمتغيرات في العالم الثقافي. كم هائل من المؤلفات والأبحاث على امتداد الثلاثين عاما، وكذلك المحاضرات والندوات في أندية البلاد الحبيبة، بل إن د. الغذامي أرسى القيم الأكاديمية الخالصة في جامعتي (الملك عبدالعزيز ثم الملك سعود) من خلال قسمي اللغة العربية وآدابها! وهو يسير في مشروعه الثقافي بخطى واثقة ودودة، بلا كلل أو ملل، رغم (أتعاب) الجسد حينا، وثقل المسؤوليات الاجتماعية، التي حملها على عاتقه، إيمانا أخلاقيا بدور المثقف في التعاطي مع قضايا المجتمع وحاجاته! (3) المبررات التي طرحها (الأكاديميون المدينون) تفتقر للكثير من الوجاهة العلمية والقيمة المعرفية، فهل جرأة الغذامي في طرح مواقفه ودفاعه المستميت عن آرائه تعد عيبا (من أي نوع)؟ وهل كان الغذامي في تحوله من النقد الأدبي إلى النقد الثقافي بدعا في هذا الشأن، وقد سبقه إلى ذلك رواد المعرفة كإدوارد سعيد ورولان بارت وميشيل فوكو؟! وما المانع في أن أطروحات الغذامي تنطلق من فرضيات جاهزة تتأكد من خلال قضايا جزئية؟ أليس ذلك الإجراء هو منهج (الاستنباط) البحثي، الذي (يليق) و(يصلح) لمن امتلك معرفة واسعة (تؤهله) لإطلاق الفرضيات (التي يجد لها بمخزونه المعرفي وذكائه البحثي ألف مبرر ومبرر)؟ (4) الحقيقية أن جماعة (الأكاديميين) هؤلاء لم يأتوا للساحة الثقافية بجديد، فمكامن الإدانة الغذامية، هي ذاتها التي برزت للمشهد الثقافي، وظلت معروفة حتى لمحرري الصفحات الثقافية! (5) بالتأكيد، فإن للحديث بقية، ولكن أجمل ما فعله (مدينو) الغذامي الجدد، أنهم عرفوا يقينا بأن فارسا هائلا كعبدالله الغذامي، لا يمكن أن (ينازله) أحدهم منفردا، فكان اجتماعهم عليه (لعل وعسى)!!