الرأي

أضربوا عن الزواج من البدناء!

سحر أبو شاهين
على كل شخص رجلا كان أم امرأة التفكير مرتين قبل أن يخاطر بمستقبله ويربط حياته بشخص بدين، متدلي الكرش، لامع الوجنتين، متعدد الذقن ومتكور الجسد. فمن المعروف علميا أن التمثيل الغذائي تنخفض وتيرته بتقدم العمر، مسببا سرعة تراكم الشحوم إذا ما اقترن أيضا بنمط حياة غير صحي، فإذا كان البعض زائدي الوزن وهم في مقتبل العمر، فهم عرضة ليزدادوا سمنة عاما بعد آخر، ما يعني أن احتمال إصابتهم في سن صغيرة بالأمراض المزمنة كالسكري، وضغط الدم، والكوليسترول والقلب مرتفعة جدا، مقارنة بمن أوزانهم مثالية في ذات الفئة العمرية، وبالتالي ترتفع احتمالية وفاتهم أيضا في سن مبكرة تاركين أبناءهم أيتاما وأزواجهم أو زوجاتهم أرامل. على كل من يقرر الاقتران بشخص سمين معرفة الآثار السلبية للأمراض المزمنة للشريك على الحياة الزوجية، فالطرف الآخر سيكون ممرضا لشريكه، كما تصيب الأمراض المزمنة الرجال بالضعف الجنسي غالبا، وستسبق وفاتهم المبكرة احتمالات مرتفعة جدا للإصابة بالفشل الكلوي والجلطات الدماغية والشلل النصفي وبتر الأطراف وفقدان البصر، فضلا عن تردي الحالة النفسية للمريض خلال كل ذلك، وسيتعين على المحيطين بهم تحمل التبعات المادية والمعنوية لوفاة أحد الأبوين، فالأب الذي يشجع زواج ابنته من بدين سيتحمل مسؤولية الزج بابنته في حياة تتخللها الكثير من الفترات التعيسة التي تنتهي بنهاية كارثية. صحيح أن أيا كان معرض للإصابة بالمرض، كما لا تصيب الأمراض المزمنة البدناء فقط، وتوجد أمراض أخطر بكثير منها، ومن واجبات الزوجين معاضدة أحدهما الآخر دائما، لكن الصحيح أيضا أن تلك أمراض لا مؤشرات مسبقة غالبا على الإصابة بها وحدوثها من عدمه أمر غيبي، في حين أن البدانة مؤشر واضح كالشمس في رابعة النهار على ما سيصاب به هذا الشخص من أمراض، لا سيما وأننا مجتمع موبوء وراثيا بأمراض السكري والضغط، وتنعدم فيه ثقافة ممارسة الرياضة، فعدم الزواج من البدناء هو وقاية من كل ذلك. البدناء إذا وجدوا أن سمنتهم غير مقبولة مجتمعيا، ولا أحد يرغب في الزواج منهم سيسعون جديا لتخفيض أوزانهم، وسيقللون من كمية السكريات والنشويات التي يزدردونها يوميا دون اكتراث لصحتهم وللسنوات الإضافية التي تظهرهم سمنتهم بها وللتشوه الجسدي الذي تصيبهم به. نحن مجتمع يتقبل السمنة كما لو كانت قدرا محتوما، ولو بدأنا في تطبيق بعض الاستراتيجيات التي تحد من هذا القبول سيبذل الجميع جهده للحفاظ على جسد رشيق ومتناسق، وستنخفض فاتورة وزارة الصحة التي تدفع المليارات سنويا لعلاج أمراض من لا يستطيعون التحكم في غلق أفواههم، وفي بعض الدول المتقدمة، تعد البدانة سببا كافيا لاستبعاد طلب وظيفي كونها مؤشرا لقلة النشاط والبلادة، كما قد يخسر الموظف ترقيته إذا ازداد وزنه، والأهم من ذلك كله أن يكون حفاظنا على صحتنا لأجل أنفسنا أولا، لا لأن سمنتنا أحد مصادر التلوث البصري!