الرأي

محافظة العرضيات ونقاط مهمة

حسن الشمراني
العرضيات لمن لا يعرفها هي تلك المحافظة الوليدة الواقعة في الركن الجنوبي الشرقي من منطقة مكة المكرمة، والمتجذرة في عمق التاريخ الزاخرة بالتنوع الثقافي والبشري والمشهورة بثرائها الغذائي وبجودة وتنوع منتجاتها الزراعية، وبكونها الحاضنة لأحد أشهر الأسواق التي مرّ بها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ألا وهو سوق حباشة. وقد أحسنت حكومتنا صنعا عندما أمرت بأن تكون العرضيات محافظة مستقلة لها كيانها الإداري والمالي المستقل، وهذا ولا شك يعد إنصافا لهذه البقعة الجغرافية الثرية من وطننا الغالي. وعندما ننظر لهذه المحافظة بعد مرور أربع سنوات من إقرارها نجد أنها لا تزال تتأرجح بين أمرين مهمين: الأمر الأول هو عدم اكتمال الهوية والهيكلة الإدارية لهذه المحافظة، فرغم طموح أبناء العرضيات في أن تكون محافظتهم محافظة نموذجية ومتفردة ومواكبة لغيرها من المحافظات الأخرى على امتداد الوطن إلا أن الواقع يقول إن الطريق لا يزال طويلا نظرا للبطء الواضح والخطوات المترددة والرتيبة في إيجاد الهوية الإدارية المستقلة لهذه المحافظة، فلا تزال المحافظة بحاجة إلى العديد من الإدارات، سواء كان ذلك عن طريق إعادة تشكيل وإحداث إدارات جديدة أو دمج الثنائيات منها، سواء تلك التي في العرضية الشمالية أو الجنوبية وجمعها في مقر واحد ليسهل على أبناء المحافظة مراجعتها والتواصل معها. أما الأمر الثاني فهو يتمثل في معضلة لا تزال المحافظة تقف منها موقف المتفرج ألا وهي معضلة كتاب المعاريض والبرقيات أولئك الذين نذروا أنفسهم للاعتراض على أي مشروع أو خدمة تقدمها المحافظة، فيقفون عقبة كأداء أمام تنفيذ أغلب مشاريع المحافظة، وهم على صنفين.. فأحدهما يسعى لكي تكون الخدمة المقدمة من نصيبه ونصيب قرابته وجماعته فقط، بغض النظر عن احتياج القرى الأخرى، أما الصنف الآخر فهو المحروم من الخير، فهو لا يريد الخير لنفسه ولا يريده للآخرين، فتجده يتنقل من إدارة إلى أخرى وليس له هدف إلا الاعتراض على الخدمات المقدمة من قبل المحافظة، فكم من قرية في المحافظة حُرمت من الخدمات العامة بسبب هؤلاء المترصدين والمعترضين على تقدم قطار التنمية في المحافظة. إن الوقوف بحزم في وجه هؤلاء المترصدين من قبل المسؤولين في المحافظة وتحجيم تأثيرهم السلبي على النهضة التنموية للمحافظة سيكون له انعكاساته الإيجابية على مستوى المحافظة وسيساهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة وإيصالها إلى مستحقيها بكل سهولة ويسر.