هل انتهت أسطورة بوكو حرام؟
مقتل الرجل الأكثر وحشية في العالم يزيد مساحات الانتصار على داعش انشقاقات وخلافات عميقة تعجل بسقوط رؤوس الإرهاب في أفريقيا خطف 100 تلميذة في نيجيريا.. وخان الجماعة واحتفظ بالفدية لنفسه استهدف المدنيين واستخدم النساء والأطفال في العمليات الإرهابية سيناريوهان متوقعان يؤكدان استمرار الإرهاب وزيادة الخطر
الاحد / 18 / ربيع الأول / 1443 هـ - 18:41 - الاحد 24 أكتوبر 2021 18:41
توقع مراقبون وخبراء أن يتسبب مقتل الرجل الأكثر وحشية في العالم «أبو مصعب البرناوي» زعيم تنظيم «بوكو حرام» الإرهابي، في انحصار موجات الإرهاب في غرب أفريقيا، وزيادة مساحة الانتصار على تنظيم داعش.
وأكدت خبيرة الشؤون الأفريقية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتورة أميرة عبدالحليم أن مقتل البرناوي أثار الكثير من الجدل والتساؤلات، وانقسم البعض بين متفائل باحتمالية انتهاء وتصفية التنظيم الإرهابى، وما يترتب عليه من تقليص حضور «داعش» في أفريقيا، ومتشائم من نبرة الانتقام التي قد تدفع الإرهابيين إلى مزيد من العمليات الإرهابية تدعم مركزه في إقليم غرب أفريقيا ومنطقة الساحل.
وفيما أشارت إلى أن «بوكو حرام» يعد أحد الكيانات الشيطانية في أفريقيا، وواحد من أخطر التنظيمات العالمية المارقة، تساءل البعض: هل يسهم مقتل برناوي في انتهاء أسطورة التنظيم الإرهابي؟
انشقاقات الإرهابيين
وكشفت عبدالحميد في تحليلها إلى أن انشقاقات تنظيم «بوكو حرام» بدأت عام 2011، بسبب خلافات بين بعض عناصره وقائده أبوبكر شيكاو، مما دفع هؤلاء، وعلى رأسهم حبيب يوسف (ابن مؤسس التنظيم محمد يوسف) ومامان نور، إلى طلب المساعدة من تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب»، الذى قدم لهم التدريب والدعم وكونوا جماعة إرهابية أطلقوا عليها «أنصار المسلمين في بلاد السودان (أنصارو)».
ورغم عودة هؤلاء العناصر للانضمام إلى التنظيم مرة أخرى، إلا أن الخلافات ظهرت من جديد في أعقاب توجه أبوبكر شيكاو في مارس 2015 لمبايعة تنظيم «داعش»، وتفضيل أبوبكر البغدادي في أغسطس 2016 لحبيب يوسف الملقب بأبي مصعب البرناوى كقائد للتنظيم، حيث أطلقوا على «بوكوحرام» تنظيم «داعش في غرب أفريقيا» أو «ولاية غرب أفريقيا».
انقسامات داعش
واستمرت الانقسامات، ونتيجة لرفض تنظيم داعش قيادة شيكاو لـبوكوحرام الموالية لهم، انقسمت الجماعة إلى فصيلين: جماعة أبوبكر شيكاو والتى عادت إلى اسمها القديم «جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد»، و»ولاية غرب أفريقيا» بزعامة أبو مصعب البرناوي ومامان نور، وزعموا أن هذا الانقسام جاء نتيجة لاستراتيجية «بوكوحرام» في التعامل مع المدنيين، حيث اشتهرت الجماعة بالعمليات الانتحارية التى تستهدف المدنيين، في حين تركزت عمليات الجماعة الأخرى على مخيمات الجيش ومناطق التنقب عن النفط.
وتولى أبومصعب البرناوي قيادة «ولاية غرب أفريقيا» منذ أغسطس 2016 برفقة مساعده المقرب مامان نور، وهو عسكري يملك خبرة كبيرة، وكان يوصف بأنه القائد الفعلي للتنظيم خلال فترة قيادة البرناوي، لكن نور تم اغتياله في عام 2018 على يد عناصر من الجماعة أكثر تطرفا ليبدأ سقوط البرناوي وعزله، وهو الذي يتهم بأنه «معتدل» أكثر من اللازم، حين ركز هجمات الحركة على الجيش والمراكز الحكومية، كما يتهم أعضاء في التنظيم البرناوى بالتفاوض مع الحكومة النيجيرية بعد خطف مائة تلميذة في عام 2018، والاحتفاظ بالفدية لنفسه.
انقلاب أبيض
ونقلت الباحثة حديث بعض الخبراء الأمنيين في مارس 2019 عن حدوث انقلاب أبيض داخل فصيل «ولاية غرب أفريقيا» أدى إلى عزل أبومصعب البرناوى وتولى قائد يسمى أبوعبدالله بن عمر البرناوي كان يعمل إماما لأحد المساجد في منطقة باغا التي تضم ميناء صيد استراتيجيا على ضفاف بحيرة تشاد، وقد أكدت القوة المشتركة لمحاربة «بوكوحرام» هذه المعلومات. واعتمد التنظيم منذ صعوده الدراماتيكى في عام 2009، على كسب ثقة وتعاطف السكان المحليين، وتمكن من الحصول على جزء كبير من هذا التعاطف من جراء الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الشرطة النيجيرية والإعدام الجماعى لعشرات من الموالين والقريبين منه وتصوير هذه العمليات عبر شاشات التليفزيون، إلا أن هذا التعاطف لم يستمر بعد تركيز عمليات التنظيم على استهداف المدنيين واستخدام النساء والأطفال في العمليات الانتحارية (ما يقرب من 20% من العمليات) وكذلك خطف 276 فتاة من مدرسة شيبوك في شمال نيجيريا في عام 2014.
53 ألف مقاتل
عمل تنظيم «ولاية غرب أفريقيا» على احتلال المزيد من الأراضى والمقاطعات في دول غرب أفريقيا، على كسب ثقة وتعاطف السكان المحليين، على ضفاف بحيرة تشاد، من خلال القيام بالأدوار التى تعزف عنها حكومات الإقليم، وتقديم الخدمات للمواطنين، فقد أقام التنظيم علاقة تكافلية إلى حد كبير مع سكان منطقة بحيرة تشاد، وتعامل مع المدنيين المسلمين المحليين بشكل أفضل مما تعامل التنظيم الأم لـ»بوكوحرام» بزعامة أبوبكر شيكاو (أهل السنة للدعوة والجهاد)، وبطريقة ما أفضل مما فعلته الدولة والجيش النيجيريان منذ بدء التمرد في عام 2009.
وقام تنظيم «ولاية غرب أفريقيا» بحفر الآبار وضبط سرقة الماشية وتوفير قدر ضئيل من الرعاية الصحية وفي بعض الأحيان تأديب موظفيه الذين يرى أنهم أساءوا معاملة المدنيين بشكل غير مقبول، ويقول محللون «إن ولاية غرب أفريقيا تمتلك قوة قوامها ما بين ثلاثة وخمسة آلاف مقاتل وهو نحو ضعف ما لدى «بوكوحرام» أو «أهل السنة للدعوة والجهاد».
سقوط القادة
ووفقا للباحثة، تعرضت التنظيمات الإرهابية الموالية لداعش خلال العام الجاري للكثير من الانتكاسات، فعلاوة عن تكثيف العمليات العسكرية ضد التنظيمات في معاقلها، فقد فقدت هذه التنظيمات العديد من قادتها سواء في إطار المواجهات الداخلية، أو عبر استهداف القوات الفرنسية أو الجيوش الوطنية لهم، حيث قتل أبوبكر شيكاو زعيم «بوكوحرام» أو «جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد» في مايو الماضي، كما اغتيل أبو الوليد الصحراوى زعيم «تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى» في سبتمبر الفائت، وقتل أبومصعب البرناوى زعيم الفصيل الثانى من «بوكوحرام» أو «ولاية غرب أفريقيا» خلال الأيام الأخيرة وفقاً لإعلان الجيش النيجيرى. وأدى مقتل القادة الرئيسيين في التنظيمات الإرهابية الموالية لـ»داعش» في أقاليم أفريقيا جنوب الصحراء إلى طرح العديد من السيناريوهات حول مستقبل هذه التنظيمات، وقدرة تنظيم «داعش» على الاستمرار في استغلالها لتأمين وجوده في أفريقيا. وفي هذا السياق، طرحت الخبيرة الأفريقية سيناريوهين رئيسين.
السيناريو الأول
اندماج تنظيمات داعش
وهو أمر يثير المخاوف من اتساع نطاق سيطرة التنظيم، فبعد مقتل أبوبكر شيكاو ونهاية التنافس العنيف بين فصيلى «بوكوحرام»، يمكن لـ»ولاية غرب أفريقيا» استيعاب مقاتلي «بوكوحرام» وتعزيز سيطرتها على الأراضي في شمال شرق نيجيريا، مما يؤدى إلى تركيز اهتمامها على الحكومة والجيش، اللذين تتدهور جهودهما الحربية. وفي أعقاب مقتل أبوالوليد الصحراوى في سبتمبر الفائت، اتجهت التحليلات إلى احتمالات اندماج تنظيم «داعش في الصحراء الكبرى» تحت مظلة «ولاية غرب أفريقيا» بقيادة أبومصعب البرناوى.
وتشير اتجاهات عديدة إلى أن استبدال القيادات في هذه التنظيمات مسألة أقرب ما تكون للروتين، ولا ينتظر أن يكون لها تأثير يذكر، حيث أن قوة التنظيم تمر بحالات تمدد وانكماش بحسب الرقعة الجغرافية التي ينشط فيها «داعش»، غير أن منطقة الساحل تعتبر من مناطق النفوذ القوية للتنظيم، بما يعني أن «داعش» وغيره من التنظيمات أصبحت أمرا واقعا في منطقة الساحل وليس طارئا.وتتوقع التقارير الأمنية والاستخباراتية أن التنظيمات الإرهابية الداعشية المتواجدة في الساحل والغرب الأفريقى ستتوحد في الأغلب تحت قيادة ما بات يعرف باسم «ولاية داعش في غرب أفريقيا»، مما سيزيد من صعوبة مواجهة التنظيم الإرهابي هناك، ولا سيما مع استعداد القوات الفرنسية للانسحاب من مالي مطلع العام المقبل.
السيناريو الثاني
الاستعانة بتنظيمات إرهابية
يتوقع أن تسعى التنظيمات الإرهابية الموالية لـ»داعش» في أفريقيا إلى تقديم الدعم والمعونة لـ»ولاية غرب أفريقيا»، بل قد تسعى تنظيمات قاعدية إلى تقديم هذه المساعدة على الرغم من الصراعات التى تنشب من حين لآخر بين هذه التنظيمات ونظيرتها الداعشية،
إلا أن اختفاء الأخيرة من مسرح الأحداث في أقاليم أفريقيا قد يعمل على تركيز عمليات مكافحة الإرهاب على التنظيمات التابعة لـ»القاعدة»، ويزيد من محاصرة هذه التنظيمات ويعيق وصولها إلى الموارد، والتمويل الذاتى لأنشطتها.
وفي أعقاب الهزيمة الإقليمية لتنظيم «داعش»، اتجه الأخير إلى الخارج، وبدأ في توسيع نطاق نفوذه الجغرافي بشكل فعّال وإعادة تسمية نفسه كحركة إرهابية عالمية، ومنذ عام 2019، عزز «داعش» عملياته في آسيا الوسطى وغرب أفريقيا، حيث وفرت الأزمات التي يعانى منها مواطنو دول الساحل وغرب أفريقيا (فقر- بطالة - استبداد ...إلخ) بيئة جاذبة لهيمنة التنظيمات التى قامت بمبايعة «داعش».
وتكونت ثمانى خلايا تابعة لـ»داعش»، وفي أعقاب تعهدها بالولاء له، تطورت بشكل مستقل في الغالب، باستخدام شعارات «داعش» كوسيلة لتدعيم قوتها، فكان للانحدار النسبي لداعش المركزي تأثير ضئيل على المنتسبين إليه في أفريقيا، والذين من المرجح أن يظلوا ملتزمين بقضية الخلافة في المستقبل المنظور.
الإرهاب في أفريقيا:
7دول تعاني من تصاعد الإرهاب بسبب داعش
4 ولايات للتنظيمات الإرهابية في أفريقيا
53 ألف مقاتل تحت لواء ولاية غرب أفريقيا
2002 انطلق تنظيم بوكو حرام
6 آلاف مقاتل عادوا إلى ديارهم في العراق وسوريا بعد انهيار الخلافة
ماذا تعني بوكو حرام؟
التعاليم الغربية حرام
جماعة إرهابية مسلحة تنطلق من نيجيريا
بدأوا كمجموعة طلبة تخلوا عن الدراسة وأقاموا قاعدة لهم في قرية كاناما على حدود النيجر
وأكدت خبيرة الشؤون الأفريقية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتورة أميرة عبدالحليم أن مقتل البرناوي أثار الكثير من الجدل والتساؤلات، وانقسم البعض بين متفائل باحتمالية انتهاء وتصفية التنظيم الإرهابى، وما يترتب عليه من تقليص حضور «داعش» في أفريقيا، ومتشائم من نبرة الانتقام التي قد تدفع الإرهابيين إلى مزيد من العمليات الإرهابية تدعم مركزه في إقليم غرب أفريقيا ومنطقة الساحل.
وفيما أشارت إلى أن «بوكو حرام» يعد أحد الكيانات الشيطانية في أفريقيا، وواحد من أخطر التنظيمات العالمية المارقة، تساءل البعض: هل يسهم مقتل برناوي في انتهاء أسطورة التنظيم الإرهابي؟
انشقاقات الإرهابيين
وكشفت عبدالحميد في تحليلها إلى أن انشقاقات تنظيم «بوكو حرام» بدأت عام 2011، بسبب خلافات بين بعض عناصره وقائده أبوبكر شيكاو، مما دفع هؤلاء، وعلى رأسهم حبيب يوسف (ابن مؤسس التنظيم محمد يوسف) ومامان نور، إلى طلب المساعدة من تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب»، الذى قدم لهم التدريب والدعم وكونوا جماعة إرهابية أطلقوا عليها «أنصار المسلمين في بلاد السودان (أنصارو)».
ورغم عودة هؤلاء العناصر للانضمام إلى التنظيم مرة أخرى، إلا أن الخلافات ظهرت من جديد في أعقاب توجه أبوبكر شيكاو في مارس 2015 لمبايعة تنظيم «داعش»، وتفضيل أبوبكر البغدادي في أغسطس 2016 لحبيب يوسف الملقب بأبي مصعب البرناوى كقائد للتنظيم، حيث أطلقوا على «بوكوحرام» تنظيم «داعش في غرب أفريقيا» أو «ولاية غرب أفريقيا».
انقسامات داعش
واستمرت الانقسامات، ونتيجة لرفض تنظيم داعش قيادة شيكاو لـبوكوحرام الموالية لهم، انقسمت الجماعة إلى فصيلين: جماعة أبوبكر شيكاو والتى عادت إلى اسمها القديم «جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد»، و»ولاية غرب أفريقيا» بزعامة أبو مصعب البرناوي ومامان نور، وزعموا أن هذا الانقسام جاء نتيجة لاستراتيجية «بوكوحرام» في التعامل مع المدنيين، حيث اشتهرت الجماعة بالعمليات الانتحارية التى تستهدف المدنيين، في حين تركزت عمليات الجماعة الأخرى على مخيمات الجيش ومناطق التنقب عن النفط.
وتولى أبومصعب البرناوي قيادة «ولاية غرب أفريقيا» منذ أغسطس 2016 برفقة مساعده المقرب مامان نور، وهو عسكري يملك خبرة كبيرة، وكان يوصف بأنه القائد الفعلي للتنظيم خلال فترة قيادة البرناوي، لكن نور تم اغتياله في عام 2018 على يد عناصر من الجماعة أكثر تطرفا ليبدأ سقوط البرناوي وعزله، وهو الذي يتهم بأنه «معتدل» أكثر من اللازم، حين ركز هجمات الحركة على الجيش والمراكز الحكومية، كما يتهم أعضاء في التنظيم البرناوى بالتفاوض مع الحكومة النيجيرية بعد خطف مائة تلميذة في عام 2018، والاحتفاظ بالفدية لنفسه.
انقلاب أبيض
ونقلت الباحثة حديث بعض الخبراء الأمنيين في مارس 2019 عن حدوث انقلاب أبيض داخل فصيل «ولاية غرب أفريقيا» أدى إلى عزل أبومصعب البرناوى وتولى قائد يسمى أبوعبدالله بن عمر البرناوي كان يعمل إماما لأحد المساجد في منطقة باغا التي تضم ميناء صيد استراتيجيا على ضفاف بحيرة تشاد، وقد أكدت القوة المشتركة لمحاربة «بوكوحرام» هذه المعلومات. واعتمد التنظيم منذ صعوده الدراماتيكى في عام 2009، على كسب ثقة وتعاطف السكان المحليين، وتمكن من الحصول على جزء كبير من هذا التعاطف من جراء الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الشرطة النيجيرية والإعدام الجماعى لعشرات من الموالين والقريبين منه وتصوير هذه العمليات عبر شاشات التليفزيون، إلا أن هذا التعاطف لم يستمر بعد تركيز عمليات التنظيم على استهداف المدنيين واستخدام النساء والأطفال في العمليات الانتحارية (ما يقرب من 20% من العمليات) وكذلك خطف 276 فتاة من مدرسة شيبوك في شمال نيجيريا في عام 2014.
53 ألف مقاتل
عمل تنظيم «ولاية غرب أفريقيا» على احتلال المزيد من الأراضى والمقاطعات في دول غرب أفريقيا، على كسب ثقة وتعاطف السكان المحليين، على ضفاف بحيرة تشاد، من خلال القيام بالأدوار التى تعزف عنها حكومات الإقليم، وتقديم الخدمات للمواطنين، فقد أقام التنظيم علاقة تكافلية إلى حد كبير مع سكان منطقة بحيرة تشاد، وتعامل مع المدنيين المسلمين المحليين بشكل أفضل مما تعامل التنظيم الأم لـ»بوكوحرام» بزعامة أبوبكر شيكاو (أهل السنة للدعوة والجهاد)، وبطريقة ما أفضل مما فعلته الدولة والجيش النيجيريان منذ بدء التمرد في عام 2009.
وقام تنظيم «ولاية غرب أفريقيا» بحفر الآبار وضبط سرقة الماشية وتوفير قدر ضئيل من الرعاية الصحية وفي بعض الأحيان تأديب موظفيه الذين يرى أنهم أساءوا معاملة المدنيين بشكل غير مقبول، ويقول محللون «إن ولاية غرب أفريقيا تمتلك قوة قوامها ما بين ثلاثة وخمسة آلاف مقاتل وهو نحو ضعف ما لدى «بوكوحرام» أو «أهل السنة للدعوة والجهاد».
سقوط القادة
ووفقا للباحثة، تعرضت التنظيمات الإرهابية الموالية لداعش خلال العام الجاري للكثير من الانتكاسات، فعلاوة عن تكثيف العمليات العسكرية ضد التنظيمات في معاقلها، فقد فقدت هذه التنظيمات العديد من قادتها سواء في إطار المواجهات الداخلية، أو عبر استهداف القوات الفرنسية أو الجيوش الوطنية لهم، حيث قتل أبوبكر شيكاو زعيم «بوكوحرام» أو «جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد» في مايو الماضي، كما اغتيل أبو الوليد الصحراوى زعيم «تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى» في سبتمبر الفائت، وقتل أبومصعب البرناوى زعيم الفصيل الثانى من «بوكوحرام» أو «ولاية غرب أفريقيا» خلال الأيام الأخيرة وفقاً لإعلان الجيش النيجيرى. وأدى مقتل القادة الرئيسيين في التنظيمات الإرهابية الموالية لـ»داعش» في أقاليم أفريقيا جنوب الصحراء إلى طرح العديد من السيناريوهات حول مستقبل هذه التنظيمات، وقدرة تنظيم «داعش» على الاستمرار في استغلالها لتأمين وجوده في أفريقيا. وفي هذا السياق، طرحت الخبيرة الأفريقية سيناريوهين رئيسين.
السيناريو الأول
اندماج تنظيمات داعش
وهو أمر يثير المخاوف من اتساع نطاق سيطرة التنظيم، فبعد مقتل أبوبكر شيكاو ونهاية التنافس العنيف بين فصيلى «بوكوحرام»، يمكن لـ»ولاية غرب أفريقيا» استيعاب مقاتلي «بوكوحرام» وتعزيز سيطرتها على الأراضي في شمال شرق نيجيريا، مما يؤدى إلى تركيز اهتمامها على الحكومة والجيش، اللذين تتدهور جهودهما الحربية. وفي أعقاب مقتل أبوالوليد الصحراوى في سبتمبر الفائت، اتجهت التحليلات إلى احتمالات اندماج تنظيم «داعش في الصحراء الكبرى» تحت مظلة «ولاية غرب أفريقيا» بقيادة أبومصعب البرناوى.
وتشير اتجاهات عديدة إلى أن استبدال القيادات في هذه التنظيمات مسألة أقرب ما تكون للروتين، ولا ينتظر أن يكون لها تأثير يذكر، حيث أن قوة التنظيم تمر بحالات تمدد وانكماش بحسب الرقعة الجغرافية التي ينشط فيها «داعش»، غير أن منطقة الساحل تعتبر من مناطق النفوذ القوية للتنظيم، بما يعني أن «داعش» وغيره من التنظيمات أصبحت أمرا واقعا في منطقة الساحل وليس طارئا.وتتوقع التقارير الأمنية والاستخباراتية أن التنظيمات الإرهابية الداعشية المتواجدة في الساحل والغرب الأفريقى ستتوحد في الأغلب تحت قيادة ما بات يعرف باسم «ولاية داعش في غرب أفريقيا»، مما سيزيد من صعوبة مواجهة التنظيم الإرهابي هناك، ولا سيما مع استعداد القوات الفرنسية للانسحاب من مالي مطلع العام المقبل.
السيناريو الثاني
الاستعانة بتنظيمات إرهابية
يتوقع أن تسعى التنظيمات الإرهابية الموالية لـ»داعش» في أفريقيا إلى تقديم الدعم والمعونة لـ»ولاية غرب أفريقيا»، بل قد تسعى تنظيمات قاعدية إلى تقديم هذه المساعدة على الرغم من الصراعات التى تنشب من حين لآخر بين هذه التنظيمات ونظيرتها الداعشية،
إلا أن اختفاء الأخيرة من مسرح الأحداث في أقاليم أفريقيا قد يعمل على تركيز عمليات مكافحة الإرهاب على التنظيمات التابعة لـ»القاعدة»، ويزيد من محاصرة هذه التنظيمات ويعيق وصولها إلى الموارد، والتمويل الذاتى لأنشطتها.
وفي أعقاب الهزيمة الإقليمية لتنظيم «داعش»، اتجه الأخير إلى الخارج، وبدأ في توسيع نطاق نفوذه الجغرافي بشكل فعّال وإعادة تسمية نفسه كحركة إرهابية عالمية، ومنذ عام 2019، عزز «داعش» عملياته في آسيا الوسطى وغرب أفريقيا، حيث وفرت الأزمات التي يعانى منها مواطنو دول الساحل وغرب أفريقيا (فقر- بطالة - استبداد ...إلخ) بيئة جاذبة لهيمنة التنظيمات التى قامت بمبايعة «داعش».
وتكونت ثمانى خلايا تابعة لـ»داعش»، وفي أعقاب تعهدها بالولاء له، تطورت بشكل مستقل في الغالب، باستخدام شعارات «داعش» كوسيلة لتدعيم قوتها، فكان للانحدار النسبي لداعش المركزي تأثير ضئيل على المنتسبين إليه في أفريقيا، والذين من المرجح أن يظلوا ملتزمين بقضية الخلافة في المستقبل المنظور.
الإرهاب في أفريقيا:
7دول تعاني من تصاعد الإرهاب بسبب داعش
4 ولايات للتنظيمات الإرهابية في أفريقيا
53 ألف مقاتل تحت لواء ولاية غرب أفريقيا
2002 انطلق تنظيم بوكو حرام
6 آلاف مقاتل عادوا إلى ديارهم في العراق وسوريا بعد انهيار الخلافة
ماذا تعني بوكو حرام؟
التعاليم الغربية حرام
جماعة إرهابية مسلحة تنطلق من نيجيريا
بدأوا كمجموعة طلبة تخلوا عن الدراسة وأقاموا قاعدة لهم في قرية كاناما على حدود النيجر