صراع الأجيال قسوة وخيال
الخميس / 15 / ربيع الأول / 1443 هـ - 23:14 - الخميس 21 أكتوبر 2021 23:14
يقول شاب ثائر وجدته في أحد الأندية الأدبية في منطقته إنه يعاني الأمرين من تشبث رئيس إدارة النادي الأدبي وأعضائه بمناصبهم وقد آن الآوان أن يتنحوا ويتركوا المجال لنأتي بما لم يأتوا به ولكن هيهات هيهات فهذا صراع أزلي الكبار حجر عثرة للصغار.
انتهى كلامه أصلحه الله.
تذكرت فورا ما طرحه الكاتب الأديب أنيس منصور في كتابيه «اعترافات شاب غاضب» والآخر «اعترافات شابة غاضبة» وترجم إلى عمل تلفزيوني بعنوان «غاضبون وغاضبات» صراع بين الجيلين القديم والحديث وهي فكرة غربية انتقلت وانتشرت إلى الوطن العربي في الثمانينيات الميلادية.
الصراع مفهوم ديناميكي يستخدم للإثارة الفنية وخلق دراما عالمية توحي بالتعارض الأزلي بين قوتين عظميين مثل الصراع بين الشر والخير والباطل والحق والرذيلة والفضيلة والكافر والمسلم من خلال وضع الفريقين أمام بعضهما، وننتظر أيهما ينتصر.
ما يدور بين الجيلين القديم والحديث هو اختلاف طبيعي وليس صراعا قمعيا، وقد قرأت عشرات الكتب والمقالات فضلا عن التخصص في مجال العلوم الإنسانية لم أجد عالما من علماء النفس يعتمد مسمى صراع الأجيال، وإنما هو اختلاف ثقافات وتباين الأفكار.
فالفطرة البشرية السليمة نظامها الاتساق والاتفاق لا الإبادة والسيادة؛ فالجيل القديم هو امتداد الجيل الحديث، حيث قال الشاعر العربي القديم: نبني كما كانت أوائلنا، نبني ونفعل مثلما فعلوا.
ويقول الناقد الثقافي الدكتور عبدالله الغذامي معلقا على هذا البيت: (إننا نبني ونفعل، لا يقول إننا نكررهم ونستهلك ما بنوا وما فعلوا، وقال نبني مثلما بنوا ونفعل مثلما فعلوا إذن يفترض في الأجيال المتعاقبة أن تبني وأن تعمل لتضيف إلى حضارة أمتها) وأين الصراع في ذلك؟
لقد جئنا على ظهر هذه البسيطة ولقينا الحاضرة أمامنا قد جاء بها القدماء ولو قلنا بمنطق ذاك الشاب نلغي ما جاؤوا به ونصنع ملكا جديدا! سنحتاج حينئذ آلاف السنين حتى نأتي بمثلها ولن نفعل ولكن من العقل أن نمتطي صهوتها ونقودها ونفعل مثلما فعلوا وكما قيل في الأثر: (أصدق الأسماء حارث وهمام) أي همة وإرادة، وعمل وكسب.
حتى ونحن صغار نشاهد فيلما كرتونيا يابانيا مدبلجا اسمه (كرم المخترع الصغير) يستشهد وكأنه ينفي هذه المغالطة في شارة البداية وهو يقول: (اسمي كرم أنا مخترع صغير، كل يوم اختراع فيه ذكاء وإبداع، كنوز تركها الأجداد لكل الأولاد). ولم نشعر لوهلة أن ثمة صراعا بل إن هناك مزجا وتكاملا.
أما الشاب الثائر فقد أحلته إلى نموذجين رائعين أعرفهما جيدا وهما النادي الأدبي بالطائف والنادي الأدبي بالأحساء لقد جسدا أجمل معاني التماهي والاندماج بين الجيلين القديم والحديث وكثيرون يعملون على مبدأ استيفن كوفي «أنا أكسب وأنت تكسب» لنتوج الوطن بشآبيب النجاحات وأفانين الحضارات.
ma4lik_@
انتهى كلامه أصلحه الله.
تذكرت فورا ما طرحه الكاتب الأديب أنيس منصور في كتابيه «اعترافات شاب غاضب» والآخر «اعترافات شابة غاضبة» وترجم إلى عمل تلفزيوني بعنوان «غاضبون وغاضبات» صراع بين الجيلين القديم والحديث وهي فكرة غربية انتقلت وانتشرت إلى الوطن العربي في الثمانينيات الميلادية.
الصراع مفهوم ديناميكي يستخدم للإثارة الفنية وخلق دراما عالمية توحي بالتعارض الأزلي بين قوتين عظميين مثل الصراع بين الشر والخير والباطل والحق والرذيلة والفضيلة والكافر والمسلم من خلال وضع الفريقين أمام بعضهما، وننتظر أيهما ينتصر.
ما يدور بين الجيلين القديم والحديث هو اختلاف طبيعي وليس صراعا قمعيا، وقد قرأت عشرات الكتب والمقالات فضلا عن التخصص في مجال العلوم الإنسانية لم أجد عالما من علماء النفس يعتمد مسمى صراع الأجيال، وإنما هو اختلاف ثقافات وتباين الأفكار.
فالفطرة البشرية السليمة نظامها الاتساق والاتفاق لا الإبادة والسيادة؛ فالجيل القديم هو امتداد الجيل الحديث، حيث قال الشاعر العربي القديم: نبني كما كانت أوائلنا، نبني ونفعل مثلما فعلوا.
ويقول الناقد الثقافي الدكتور عبدالله الغذامي معلقا على هذا البيت: (إننا نبني ونفعل، لا يقول إننا نكررهم ونستهلك ما بنوا وما فعلوا، وقال نبني مثلما بنوا ونفعل مثلما فعلوا إذن يفترض في الأجيال المتعاقبة أن تبني وأن تعمل لتضيف إلى حضارة أمتها) وأين الصراع في ذلك؟
لقد جئنا على ظهر هذه البسيطة ولقينا الحاضرة أمامنا قد جاء بها القدماء ولو قلنا بمنطق ذاك الشاب نلغي ما جاؤوا به ونصنع ملكا جديدا! سنحتاج حينئذ آلاف السنين حتى نأتي بمثلها ولن نفعل ولكن من العقل أن نمتطي صهوتها ونقودها ونفعل مثلما فعلوا وكما قيل في الأثر: (أصدق الأسماء حارث وهمام) أي همة وإرادة، وعمل وكسب.
حتى ونحن صغار نشاهد فيلما كرتونيا يابانيا مدبلجا اسمه (كرم المخترع الصغير) يستشهد وكأنه ينفي هذه المغالطة في شارة البداية وهو يقول: (اسمي كرم أنا مخترع صغير، كل يوم اختراع فيه ذكاء وإبداع، كنوز تركها الأجداد لكل الأولاد). ولم نشعر لوهلة أن ثمة صراعا بل إن هناك مزجا وتكاملا.
أما الشاب الثائر فقد أحلته إلى نموذجين رائعين أعرفهما جيدا وهما النادي الأدبي بالطائف والنادي الأدبي بالأحساء لقد جسدا أجمل معاني التماهي والاندماج بين الجيلين القديم والحديث وكثيرون يعملون على مبدأ استيفن كوفي «أنا أكسب وأنت تكسب» لنتوج الوطن بشآبيب النجاحات وأفانين الحضارات.
ma4lik_@