الرأي

حكاية أسطوووورة

من هناك حيث أحياء مكة الشعبية وأزقتها الشهيرة، من هناك بدأت الحكاية.. حكاية موهبة فذة تتنقل بين حواري مكة حارة حارة، بداية من حارة يمن، الحفاير، الهنداوية وغيرها. محطات شهدت مولد أسطورة انطلقت من تلك الحواري نحو ألق النجومية، جذبت إليها الأنظار فبدأت تحصد الإعجاب تلو الآخر، موهبة شاب تفوق على كل أقرانه ليكون قائدهم ومصدر إلهامهم، فكل فريق يلعب له يكون حليفه الفوز وحصد البطولة. وهكذا كبرت هذه الموهبة لدرجة أنها لم تعد تسعها تلك الأحياء الصغيرة، فشهرتها أصبحت تتجاوز تلك الأماكن، وأصبحت أعين كشافي الأندية ترصدها، بل لنقل تمني النفس باقتناصها، ولكن ذلك الشاب اليافع كان يحمل عشقا في داخله، ولنقل حلما راوده كثيرا في صغره اسمه الاتحاد، نعم كان ذلك ما يطمح إليه، وكان له ما أراد. ومن هنا بدأت الانطلاقة الحقيقية للأسطورة الاتحادية الفذة (محمد نور)، نعم إنه الأسطورة (18) الذي أصبح أهزوجة الاتحاديين حيث بادله جمهور الإتي العشق بالعشق لتبدأ قصة المهارة والعشق، ورحلة تحقيق البطولات تحت قيادة لاعب تفرغ للأداء والمتعة الكروية وتحقيق الإنجازات، تاركا لأعداء نجاحاته البطولات الورقية التي تخصصوا في تحقيقها على صفحات الجرائد أحلاما، وظلت أحلاما إلى اليوم بالنسبة لهم، ولكن نور الأسطورة استطاع أن يجعل الأحلام حقيقة لأنه كان يؤمن بموهبته الفذة، لذا لم تخذله فحقق ما عجز عنه الآخرون، كل ما عجزوا عن تحقيقه، سواء في البطولات المحلية أو القارية أو العالمية، حيث أصبح العميد في عهد نور ورفاقه ملك آسيا المتوج، وتجاوز ذلك الإنجاز الفريد إلى إنجاز أكثر أهمية بتأهله إلى بطولة العالم للأندية، فكان المونديالي، فماذا بقي لم يحققه نور، وماذا بقي للآخرين ليحققوه؟ وهذا ما جعل أولئك الحاقدين عندما فشلوا في إيقاف الأسطورة يشوهون تاريخه الكروي (بمسرحية المنشطات) التي افتعلوها وقد كان الله تعالى لعبثهم ومكرهم بالمرصاد، وكانت النتيجة مدوية ساطعة كسطوع الشمس في رابعة النهار، ولتبقى الأسطورة هي الأسطورة رغم أنف أعداء النجاح، ولتستمر حكاية الحقيقة الصارخة بأن نور سيظل ساطعا في سماء الرياضة السعودية أسطورة استطاعت أن تتألق رغم الحروب الكثيرة التي شنت ضدها لإيقافها منذ انطلاقها، ولكن عزيمة النمر الاتحادي نور كانت أقوى من كل حروبهم الإعلامية، فصال وجال وحقق بحضوره الرااائع للعميد أغلى الآمال، وسيظل حالة فريدة في تاريخ الرياضة السعودية.