العالم

حرب كلامية تدمر علاقات تركيا والهند

منطقة كشمير وراء أزمة البلدين (مكة)
العلاقات الثنائية بين تركيا والهند قائمة منذ قرون، والحكمة الشائعة التي تقول «دوام الحال من المحال» لا تستثني العلاقات.

فتلك العلاقات الأزلية تشهد تدهورا سريعا في الوقت الحالي، وكل ما كان يربط بين الدولتين تاريخيا وحضاريا ينهار بسرعة بالغة لدرجة أن الدولتين تتبادلان علانية الآن الضربات الدبلوماسية على المسرح العالمي على مرأى ومسمع الجميع.

ويقول الدكتور أماليندو ميسرا، أستاذ السياسة الدولية بجامعة لانكستر بالمملكة المتحدة، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، «إنه من المرجح أيضا أن تؤثر التوترات المتزايدة بين الهند وتركيا على الدول المجاورة لهما، وكان من أهم أسباب تدهور العلاقات بينهما تدخل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في الشؤون الداخلية الهندية، حيث يتركز موقفه ضد الهند على تعاملها مع الأقلية المسلمة وسيطرة نيودلهي على منطقة كشمير المتنازع عليها».

ويوضح ميسرا أن وضع المسلمين ووضع كشمير يعتبران دائما من «القضايا الحساسة» في السياسة الهندية. وأي شخص يتحدث عن هذه القضايا أو يثير المخاوف بشأنها، سواء داخل الهند أو خارجها، ينظر إليه بشك عميق ويعامل بدرجة معينة من العداء.

وهناك شك في الهند بأن تركيا تتبنى مثل هذا الموقف بتحريض من باكستان، وزاد الطين بلة محاولات تركيا تطوير علاقات عسكرية عميقة مع باكستان على حساب الهند. وبسبب كل تلك العوامل، تتخذ الهند موقفا متشددا تجاه تركيا.

يقول ميسرا «إنه من السابق لأوانه الآن معرفة من الذي سيخسر أكثر نتيجة هذا الخلاف بين الدولتين. ومع ذلك، فإن الدلائل الأولية تشير إلى أن اتجاهات السياسة الخارجية لتركيا بالنسبة للهند قد تصبح باهظة التكاليف».

وأضاف «إن دعوات تركيا المتكررة بأن يتم تسوية نزاع كشمير في الأمم المتحدة- رغم الموقف الدولي المعلن بأن الأمر قضية ثنائية ويتعين حسمها بين الهند وباكستان، أدت إلى موجة من ردود الفعل المتبادلة بين الهند وتركيا.

وعندما حاولت مؤخرا إثارة قضية كشمير مرة أخرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة، صعدت الهند من حرب الكلمات الدبلوماسية، فقد ذكرت تركيا بأنها، على خلاف أنقرة التي غزت واحتلت جزءا من دولة ذات سيادة هي قبرص في عام 1974، لم تتخذ الهند أي إجراءات مماثلة فيما يتعلق بكشمير».

وعلى أي حال، فقد دافعت الهند مرارا وتكرارا عن سيادتها على قطاع كشمير الذي تديره ضد أي غزو من جانب باكستان.

تداعيات الحرب التركية الهندية:
  • سارع وزير خارجية الهند بالاجتماع مع نظيره القبرصي لمواجهة تركيا.
  • ألغيت زيارة كان من المقرر أن يقوم بها رئيس الحكومة الهندية لأنقرة.
  • أوقفت صادراتها العسكرية وخفضت وارداتها من تركيا.
  • تسببت العلاقات السيئة في حرب ثقافية باردة بينهما.