الرأي

نشوة الشاويش علي صالح

سهام الطويري
مع انتهاء مفاوضات الكويت وإعلان الشاويش المخلوع علي صالح وذراعه التخريبي في اليمن الحوثي تشكيل مجلس سياسي لإدارة البلاد، تظهر فعليا مدى تمكن السلطة الانقلابية وقوة جذورها في الداخل اليمني في التصدي لجميع قرارات الأمم المتحدة والمجلس الدولي والدول الراعية لمشاورات السلام، كما تثبت هذه الغطرسة وجود ظهر قوي تستند إليه للوقوف ضد مصالح الشعب اليمني واستقراره الأمني واحترام رغبته في المضي قدما للتقدم من خلال اختيار السلطة الشرعية بقيادة الرئيس هادي والمآلات المنعقدة على نواصي هذه الحكومة في إحراز مستقبل أكثر تحضرا ووعيا أفضل مما خلفته حكومة الشاويش في المجتمع اليمني من استعباده لعقود تحت مظلة الجهل والفقر والتخلف. والسؤال الذي يطرح على الشعب اليمني: ما الذي يريده من حاله التراخي في عدم لفظ الانقلابيين بشكل صريح؟ ألم يع الشعب اليمني أن سبب تخلفه ورجعيته اللامتناسبة مع تحضر دول الجوار ليس إلا بسبب استهلاك الشاويش لأرزاق الوطن ومساعداته الدولية لعقود وتهجيره لشبابه كقوى عاملة رخيصة حول العالم لا تمتهن سوى الأشغال الشاقة ذات المردود المالي البخس؟ إلى متى واليمن على هذه الحال من الدمار؟ في المجتمع المتحضر تتشكل الأحزاب وفقا لتنوع مصالح الجماهير، ولكن في الحالة اليمنية فالأحزاب التي تشكل مخالب الشاويش لم تتشكل إلا وفقا لمصالحه الشخصية التي يرى من خلال المرحلة أنها لا تتحقق إلا بالمزيد من العمولة الخارجية لتخريب اليمن وما حولها من دول الجوار وعلى رأسها السعودية، وهو ما لن يتحقق في معادلة الشاويش وهو ما لم يستوعبه لا من خلال تنحية الشعب له من على منصة السلطة ولا من خلال قصف مخلبه الحوثي من خلال التحالف الدولي لإرجاع الشرعية للحكومة اليمنية المنتخبة من قبل الشعب الذي يأمل بالخلاص من مرحلة زمنية وعقود موجعه مع الفقر والمرض والتخلف. الطمع هو النزعة المهيمنة على الانقلابيين في اليمن وهو ما يقودهم للمزيد من قصف الجماهير التي لم تعد تحتشد لهم ولم تعد تراهن على الغناء بـ «الزلط» الحوثي والشاويشي، لم يعد بإمكان الانقلابيين في اليمن بناء أية حواجز يكسبون من خلالها المصالح الحزبية. فترة التمكن من السلطة لعقود أشبعت الرأي العام اليمني بقناعته في عدم جدوى المخلوع كرئيس، وأحلامه في العودة إلى رئيس مع مقاومة نظام بشار في سوريا للاستماتة ليست إلا نشوة النملة التي ينبت لها الريش مع هطول المطر قبل أن تموت فلا هي التي استمتعت بالطيران ولا هي التي بقيت على قيد الحياة. لا يمكن لجميع مساعدات العالم أن تنقذ اليمن من الداخل بشكل كلي وليس بمقدور أي أحد أن يعيد ترتيب اليمن من الداخل وتنقيته وتطهيره إلا من خلال أبناء اليمن وحدهم، يمكن لصفوات اليمن الاجتماعية أن تشعل الصدارة في التغيير الاجتماعي أولا ثم السياسي ثانيا. إذا لم يجد الانقلابيون موقعهم في المجتمع فلن يبقى لهم سوى الرحيل.