الرأي

تفاعل هيئة كبار العلماء

لاحظنا في الآونة الأخيرة تفاعلا مهما من هيئة كبار العلماء ولجنتها الدائمة بالمملكة العربية السعودية بعد ما كانت بعيدة نوعا ما خاصة فيما يتعلق بالأحداث السياسية سواء الداخلية أو حتى الخارجية، فدخلوا مع الناس فيما دخلوا فيه من التواصل السريع والتدوين ومنها تويتر بحسابين موثوقين «هيئة كبار العلماء» وحساب آخر «اللجنة الدائمة للفتوى» تشرف عليهما أمانة الهيئة، إذ كانت أول تغريدة للهيئة باقتباسات للفقهاء وإصدار بيانات وفتاوى عديدة، وكذلك فتاوى اللجنة الدائمة القديمة منها والحديثة. ويظهر حراك الهيئة في أهم وسائل التواصل «تويتر» بعد كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله في أغسطس 2014م حينما قال في كلمة شهيرة له رحمه الله مطالبا العلماء وهم حاضرون في مجلسه «أطلب منهم أن يطردوا الكسل عنهم، ترى فيكم كسل وفيكم صمت». فأنشأت الهيئة ممثلة بأمانتها حسابها على تويتر في ديسمبر 2014م، ولجنتها الدائمة في ديسمبر 2015م. ومما لا شك فيه أن هذا التفاعل يصب في مصلحة عليا وسامية تقتضي وجود كبار العلماء لما لهم من تأثير وقوة وحضور بين الأوساط الرسمية والشعبية، وانتشار واسع النطاق بمختلف وسائل التواصل، وإصدار بيانات رسمية عن أحداث عدة، منها ما يجري في العالم للأسف من الخراب والدمار والإرهاب وبكل صورة وأشكاله، إذ عرفت الهيئة وعبر حسابها بتويتر الإرهاب بأنه «جريمة تستهدف الإفساد بزعزعة الأمن والجناية على الأنفس والممتلكات الخاصة والعامة»، فأين العالم عن هذا التعريف لكي يأخذ به من هيئة معتبرة ورسمية. ومما نطرحه على هيئة كبار العلماء ممثلة في أمانتها من مقترح بحكم دخولهم في وسائل التواصل أن تعكف الأمانة مع العلماء الأجلاء بعمل فيديوهات قصيرة مع كل الأعضاء الكرام في التحدث عن موضوعات عدة، وأحداث ومناسبات، وبذلك تكون سهلة الوصول إلى المجتمع عن طريق وسائل التواصل الكثيرة ومنها على سبيل المثال تويتر والواتس اب والسناب شات، ويظهر لنا مكنون علمهم على غير الكتب والمجلدات، من خلال المقاطع القصيرة وبيان أعضاء الهيئة الكرام الذين يصل عددهم إلى 18 عضوا، ولا نشاهد إلا ستة أو سبعة أعضاء من خلال القنوات الفضائية، إذ نرغب بإظهار بقية العلماء الأعضاء الكرام ومشاركاتهم في تلك المقاطع، مع تقديرنا لمن شاهدناهم من قبل والفضل الكبير في إفساح المجال من وقتهم للتواصل مع الناس. ونطرح مقترحا للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ببحث موضوعات لا تزال تطرح بين الفينة والأخرى، والتي لا يزال طرحها محاولة للتنقص من الإسلام من أنه دين تشدد أو لا يقبل أقوال الأئمة السابقين ومنها الحجاب والموسيقى أو الغناء والاختلاط والترفيه، وغيرها من المسائل الاجتماعية لما فيها من الخلاف الفقهي وأقوال العلماء، وكذلك مسائل مذهبية ومنها الاحتقان الطائفي بأن يكف أولئك عن الكراهية المقيتة التي تؤدي إلى التكفير والفتن، والنصح إلى الناس بأن يقبلوا الاختلاف العلمي والفقهي ويبتعدوا عن تصنيف بعضهم فالجميع في وطن وتراب واحد تجمعهم قيادة حكيمة. وليكن المنهج العلمي وفق قول الرب جل وعلا «يريد الله بكم اليسر».