قدوات ونكرات
الخميس / 9 / صفر / 1443 هـ - 20:35 - الخميس 16 سبتمبر 2021 20:35
القدوات هم نماذج من البشر نتطلع إليهم بإعجاب، ونسير على نهجهم بغرض الاكتساب، اكتساب خلق ومعرفة ومهارة، ونحن مفطورون على حب الاقتداء بالآخرين، وإذا أردنا أن نفرق بين القدوات والنكرات، فلننظر إلى موافقة الفعل للقول والقيم، فقد قيل «عملُ رجلٍ في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل». وقال الإمام (الشافعي) رحمه الله «من وعظ أخاه بفعله كان هاديا».
كل إنسان شاء أم أبى، علم أم لم يعلم، لديه قدوات نافعة تدفعه للخير دفعا، ونكرات ضائعة تسوقه للشر سوقا، ونحن اليوم نعيش تحت فضاء عالمي مفتوح على مصراعيه، فنجد من يتأثر ويقتدي بشخصيات شرقية، كالفرق الكورية مثلا، فيتابعهم ويتبعهم في كل ما يفعلون، مما هو مناسب وغير مناسب، ونجد آخرين بالغرب مفتونين، يلاحقون كل ما تبثه استديوهات هوليوود، دون نقد أو تفريق بين الخطأ والخطيئة، أو إدراك لما هو وهم أو حقيقة، فيحدث التأثير تدريجيا، ويبقى الأثر عميقا.
يقتدي العاقل بالأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، والصحابة الكرام - رضي الله عنهم -، والصالحين والعلماء - رحمهم الله - في أمور الدين والقيم والمبادئ. أما في أمور الدنيا النافعة المفيدة فليقتدي بمن شاء بما لا يضر دينه وأخلاقه، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «لتتبعن سنن الذين من قبلكم، شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟».
في الماضي كنا نتوقع أن يأتينا الخطر والضرر من الخارج فقط، حتى وجدنا هذه الأيام في مجتمعاتنا من يفوقونهم ضررا وخطرا، وما هم إلا استنساخ لشرورهم ولكنهم على هيئاتنا وأشكالنا، (من مأمنه يؤتى الحذِر)، فهؤلاء النكرات كأنهم سفراء لكل تشوه فكري، وانحلال أخلاقي، وسقوط قيمي، يبثون سمومهم عبر برامج التواصل الاجتماعي، وهدفهم الأهم، الحصول على المال بأي ثمن، مستخدمين في ذلك أنواع الحيل النفسية، والمغالطات المنطقية، معتمدين على جهل متابعيهم، وبساطة عقولهم. يقول الدكتور عبدالرحمن العشماوي:
هلّ الهلال فكيف ضلّ الساري
وعلامَ تبقى حيرة المحتار
ضحك الطريق لسالكيـه فقـل لمـن
يـلـوي خـطـاه عن الطـريـق حذار
الاقتداء بالعظماء نجاح، والتشبه بالكرام فلاح، وفعل الاقتداء ليس له سن معينة ينتهي عندها، ولا مكانة علمية يقف بعدها، وإنما هو منارات، متى ما وصل السابح لإحداها تطلع لما بعدها، فلا نجاة من الغرق إلا بمواصلة السباحة في الاتجاه الصحيح نحو بر الأمان، ولا أمان إلا بالإيمان بالله عز وجل، واتباع سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، جميعنا يعرف الإمام (مالك بن أنس) صاحب المذهب، ونعرف كذلك الإمام (سفيان الثوري) ومكانته في العلم، ومع ذلك جاء في كتاب (ترتيب المدارك) أن سعيد بن منصور قال: «رأيت مالكا يطوف، وخلفه سفيان الثوري يتعلم منه ويقتدي به، كلما فعل مالك شيئا فعله سفيان».
بحسن الاقتداء تستمر سلاسل الخير ولا تنقطع، وما تفرق من الفضائل بين الناس يجتمع، كان عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - أشبه الناس هديا بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، قال حذيفة رضي الله عنه: «إن أشبه الناس دلا وسمتا وهديا برسول الله لابن أم عبد، من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه». قال رباح أبو المثنى - رحمه الله -: «إذا رأيت علقمة فلا يضرك أن لا ترى عبدالله بن مسعود، أشبه الناس به سمتا وهديا، وإذا رأيت إبراهيم النخعي فلا يضرك أن لا ترى علقمة، أشبه الناس به سمتا وهديا». وقال الذهبي: «تفقه أبو داود بأحمد بن حنبل وكان يشبه به، كما كان أحمد يشبه بشيخه وكيع، وكان وكيع يشبه بشيخه سفيان، وكان سفيان يشبه بشيخه منصور، وكان منصور يشبه بشيخه إبراهيم، وكان إبراهيم يشبه بشيخه علقمة، وكان علقمة يشبه بشيخه ابن مسعود، رضى الله عنه».
كل إنسان شاء أم أبى، علم أم لم يعلم، لديه قدوات نافعة تدفعه للخير دفعا، ونكرات ضائعة تسوقه للشر سوقا، ونحن اليوم نعيش تحت فضاء عالمي مفتوح على مصراعيه، فنجد من يتأثر ويقتدي بشخصيات شرقية، كالفرق الكورية مثلا، فيتابعهم ويتبعهم في كل ما يفعلون، مما هو مناسب وغير مناسب، ونجد آخرين بالغرب مفتونين، يلاحقون كل ما تبثه استديوهات هوليوود، دون نقد أو تفريق بين الخطأ والخطيئة، أو إدراك لما هو وهم أو حقيقة، فيحدث التأثير تدريجيا، ويبقى الأثر عميقا.
يقتدي العاقل بالأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، والصحابة الكرام - رضي الله عنهم -، والصالحين والعلماء - رحمهم الله - في أمور الدين والقيم والمبادئ. أما في أمور الدنيا النافعة المفيدة فليقتدي بمن شاء بما لا يضر دينه وأخلاقه، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «لتتبعن سنن الذين من قبلكم، شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟».
في الماضي كنا نتوقع أن يأتينا الخطر والضرر من الخارج فقط، حتى وجدنا هذه الأيام في مجتمعاتنا من يفوقونهم ضررا وخطرا، وما هم إلا استنساخ لشرورهم ولكنهم على هيئاتنا وأشكالنا، (من مأمنه يؤتى الحذِر)، فهؤلاء النكرات كأنهم سفراء لكل تشوه فكري، وانحلال أخلاقي، وسقوط قيمي، يبثون سمومهم عبر برامج التواصل الاجتماعي، وهدفهم الأهم، الحصول على المال بأي ثمن، مستخدمين في ذلك أنواع الحيل النفسية، والمغالطات المنطقية، معتمدين على جهل متابعيهم، وبساطة عقولهم. يقول الدكتور عبدالرحمن العشماوي:
هلّ الهلال فكيف ضلّ الساري
وعلامَ تبقى حيرة المحتار
ضحك الطريق لسالكيـه فقـل لمـن
يـلـوي خـطـاه عن الطـريـق حذار
الاقتداء بالعظماء نجاح، والتشبه بالكرام فلاح، وفعل الاقتداء ليس له سن معينة ينتهي عندها، ولا مكانة علمية يقف بعدها، وإنما هو منارات، متى ما وصل السابح لإحداها تطلع لما بعدها، فلا نجاة من الغرق إلا بمواصلة السباحة في الاتجاه الصحيح نحو بر الأمان، ولا أمان إلا بالإيمان بالله عز وجل، واتباع سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، جميعنا يعرف الإمام (مالك بن أنس) صاحب المذهب، ونعرف كذلك الإمام (سفيان الثوري) ومكانته في العلم، ومع ذلك جاء في كتاب (ترتيب المدارك) أن سعيد بن منصور قال: «رأيت مالكا يطوف، وخلفه سفيان الثوري يتعلم منه ويقتدي به، كلما فعل مالك شيئا فعله سفيان».
بحسن الاقتداء تستمر سلاسل الخير ولا تنقطع، وما تفرق من الفضائل بين الناس يجتمع، كان عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - أشبه الناس هديا بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، قال حذيفة رضي الله عنه: «إن أشبه الناس دلا وسمتا وهديا برسول الله لابن أم عبد، من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه». قال رباح أبو المثنى - رحمه الله -: «إذا رأيت علقمة فلا يضرك أن لا ترى عبدالله بن مسعود، أشبه الناس به سمتا وهديا، وإذا رأيت إبراهيم النخعي فلا يضرك أن لا ترى علقمة، أشبه الناس به سمتا وهديا». وقال الذهبي: «تفقه أبو داود بأحمد بن حنبل وكان يشبه به، كما كان أحمد يشبه بشيخه وكيع، وكان وكيع يشبه بشيخه سفيان، وكان سفيان يشبه بشيخه منصور، وكان منصور يشبه بشيخه إبراهيم، وكان إبراهيم يشبه بشيخه علقمة، وكان علقمة يشبه بشيخه ابن مسعود، رضى الله عنه».