مواهب وهوايات يخلقها الفراغ!
سنابل موقوتة
الاحد / 26 / شوال / 1437 هـ - 03:30 - الاحد 31 يوليو 2016 03:30
البعض -وهم بعض كثير جدا- لديهم قدرة عجيبة تستحق التأمل لخلق صراع حول كل شيء وجعل أي فكرة مهما كانت محورا للصراع.
وقد تتفاجأ بصراع محتدم حول فكرة أن قناة الجزيرة وصفت بشرا فارقوا الحياة بأنهم شهداء بينما العربية وصفتهم بالقتلى، أو العكس. وأن مذيعا في قناة ثالثة لم يصفهم بأي شيء.
وفكرة أن لكل قناة في العالم أجندة خاصة بها أمر لا شك فيه ولا ريب، القنوات الفضائية المحايدة تبدو نعيما وترفا لا يمكن توفره في الحياة الدنيا. لكن النقاشات التي تدور حول استخدام مفردة «الشهداء» في أخبار وكالات الأنباء والقنوات الفضائية تبدو كمرافعات في محكمة، وأن القرار النهائي الذي سيصنفهم إما شهداء أو مجرد قتلى سيتخذ بعد انتهاء هذه النقاشات أو بناء على ما تقرره قناة إخبارية هنا أو صحيفة هناك.
وبمناسبة الشهداء والقتلى والأموات والمنتقلين إلى جوار ربهم، فإني أتمنى أن يخرج «أبطال» الحد الجنوبي من صراعات التيارات، وألا يزج بهم في نقاشات بلهاء لا معنى لها إلا المناكفة الفارغة.
هم ليسوا ضعفاء حتى تبدوا في مظهر المشفق عليهم بين الحين والآخر لمجرد مناكفة التيار الآخر ومحاولة كل تيار احتكار «الوطنية» له وتجريد الآخر منها.
وأظن -غير آثم إن شاء الله- أن الخدمة الجليلة التي يمكن أن تقدموها لأولئك الأبطال هي أن تتركوهم وشأنهم.
وعلى أي حال ..
والهوايات بالهوايات تذكر فإن النبش في نوايا الآخرين ومحاسبتهم على ما لم يقولوه، ومن ثم خلق صراع حول شيء لم يحدث من الأساس هواية بدأت تستهوي كثيرين، هي «اللعبة» الوحيدة التي تنافس البوكيمون هذه الأيام فيما يبدو.
algarni.a@makkahnp.com