الرأي

مديرنا أفضل من مديرتكم

نجاح الزهراني
في استطلاع سابق لمعهد الإدارة العامة عن الأفضل في الإدارة الرجل أم المرأة، كانت نتيجة التصويت أن 60% يفضلون المدير الرجل، و10% يرون أن إدارة النساء أفضل، ونسبة 30% رأوا أنه لا فرق بينهما.

نتائج التصويت أظهرت اكتساح الرجل في مجال القيادة الإدارية، لا أعلم بما يعزون السبب. هل على المهارات القيادية أو السمات الشخصية أو الآراء الشخصية؟ نتائج التصويت هنا باعتقادي أنها مبنية على تجارب شخصية أظهرت التحيز الكبير بين النسب.

قمت بالبحث عن الدراسات التي سبق وأن أجريت من منظمات بحثية في هذا المجال وكانت النتيجة العكس تماما أن المرأة أفضل في القيادة. الموظفون الذين مديرتهم امرأة يندمجون في العمل أكثر ممن يرأسهم رجل. فالمشاركون في هذه الدراسة قالوا «إن المديرات يشجعن أكثر من المدراء الرجال. والمرأة أشد التزاما من الرجل بالأنظمة، وقد يتمتع الرجل بمرونة أكثر». وفي دراسة أمريكية أجريت على الموظفين نشرت نتائجها في مجلة علم النفس الأمريكية، أن النساء أكثر صرامة في الإدارة من الرجال.

ربما التباين بين مكان الاستطلاع والدراسة يبرر أسباب اختلاف النتائج، ولكن يبقى الأهم أن ليس هناك أفضل أو أسوأ بل إن جدارة المدير/ة هي الفيصل في بيئة العمل سواء كان بين مدراء أو مديرات. فالتفضيل في اللغة: «المقارنة بين شيئين زاد أحدهما عن الآخر». ونحن لسنا بصدد المقارنة بين النساء والرجال هنا، ولكن ما الذي يجعل الرجل أفضل في الإدارة من النساء والعكس كذلك؟

من ناحية مهنية، وجود الدورات المهنية التدريبية لمن يرشح لمنصب قائد أو مدير بأهمية الخبرة والمؤهل التعليمي، وأن يكون اكتساب مهارات القيادة والإدارة شرطا للترشيح في جميع القطاعات. قد يغفل أحيانا عن أهمية الكفاءة المهنية في هذا المجال، وبالتالي تتكون بيئة عمل متوترة بين المدير/ة والموظفين/ات كما أظهرت نتيجة الاستطلاع. قد يسيء المدير أحيانا فهم مهام عمله، فيظن أن دوره قد يتجاوز المهام الرئيسة ويصل أحيانا إلى التعنت في الأمر، وربما تصل إلى تصفية الحسابات بينه وبين الموظفين بإنهاء تكليف أو التهميش وإضاعة الفرص. الفيلسوف الصيني «وتسي» يقول «إن القائد هو الذي لا يشعر به الناس، ولا يكون متميزا لو أطاعه ومدحه الناس من حوله». ومن منظور ديني سورة الكهف قد لخصت لنا مفهوم نموذج القيادة الإدارية في القرآن الكريم. والتي نقلها الدكتور خالد فارس في مقال سابق له - لمن أراد الاطلاع عليه-.

وفي الختام، ليعلم المدراء والمديرات والرؤساء والرئيسات من تولوا المناصب الإدارية أنهم مسؤولون في يوم لا ريب فيه، وسيجدون قد جمع لهم في صحائفهم ما قدموا وحينها لا ينفع الندم. وليعلم أولئك الذين قدموا مرضاة الله وقدموا الإخلاص في القول والعمل هم من قيل فيهم (حرم على النار كل هين لين).

Najah_ ALzahrani@