دور الجمعيات العلمية السعودية.. جامعة أم القرى أنموذجا!
الاحد / 28 / محرم / 1443 هـ - 19:53 - الاحد 5 سبتمبر 2021 19:53
لا يختلف شخصان على الدور العلمي للجمعيات العلمية في مساهمتها لرقي وازدهار وتميز الجامعات التي تعمل تحت مظلتها، وذلك من خلال المؤتمرات والندوات والبرامج والفعاليات التي تقدمها للأعضاء المنتسبين والمهتمين بمجالها، تطرقنا يوم الأحد الماضي إلى وضع الجمعيات العلمية بشكل عام وما نتطلع أن تصل إليه من مساهمة في بناء وانتشار المعرفة، ووردني العديد من الاستفسارات من الزملاء ما بين مؤيد ومعارض ومحذر من الغوص في هذا الملف المترهل والمسكوت عنه الذي يديره أشخاص اعتادوا على التكية والوجاهة والرفاهية.
اليوم نستعرض الدور المنقوص للجمعيات العلمية التي تعمل تحت مظلة جامعة أم القرى التي جمعت بين شرف العلم وشرف المكان، حيث تعتبر من أفضل الجامعات تميزا بحكم موقعها في مركز الأرض ومهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية، فقد برزت جامعة أم القرى، كمؤسسة أكاديمية ذات سمعة علمية كبيرة في علوم الشريعة والتربية والدراسات الإسلامية، علاوة على التخصصات العلمية والتطبيقية الأخرى، وتعتبر نواة لوزارة التعليم العالي حيث أنشئت بها كلية الشريعة في عام 1369هـ كأول كلية في المملكة العربية السعودية.
تحتضن جامعة أم القرى (12) جمعية علمية هي: الجمعية العلمية للأدب العربي، الجمعية العلمية للخط العربي، الجمعية العلمية للمناهج والإشراف التربوي، الجمعية العلمية للبلاغة العربية، الجمعية العلمية للزكاة، الجمعية العلمية للوقف، الجمعية العلمية للتربية البدنية وعلوم الحركة، الجمعية العلمية لعلوم السموم، الجمعية العلمية للتربية الفنية، الجمعية العلمية لعلم الأصول ومقاصد الشريعة الإسلامية، الجمعية العلمية للحسبة، الجمعية العلمية لعلوم وثقافة الحج والعمرة.
جميع الجمعيات العلمية المذكورة سابقا مواقعها الالكترونية التي تعد جزءا من الموقع الأساسي للجامعة لا تحتوي على أي بيانات تذكر ما عدا الجمعية العلمية لعلم الأصول ومقاصد الشريعة الإسلامية، ولا نعرف كيف تعرض هذه الجمعيات أنشطتها وتمارس مهامها وتقدم خدماتها الاستشارية وفق أسس علمية ومعايير عالمية تتوافق مع الإمكانيات المادية والبشرية التي تمتلكها هذه الجمعيات والتي غير مستغلة على الوجه المطلوب، حيث لا توجد بيانات للتواصل! أو نماذج للعضوية! السؤال البديهي الذي يطرح نفسه هنا.. كيف تسير هذه الجمعيات أمورها؟ وهذا السؤال يندرج تحته عدة أسئلة أخرى منها على سبيل المثال.. هل فعلا لها عضويات مدفوعة؟ وهل لها برامج وفعاليات؟ وهل لديها إصدارات علمية؟ الظاهر لنا من خلال الموقع الالكتروني (الفارغ) للجمعيات العلمية بجامعة أم القرى والغياب التام عن المشهد العلمي أن الإجابة على جميع التساؤلات السابقة (لا)!! اذاً لماذا هذه الجمعيات؟ حقيقة لا يمكن التنبؤ بواقع واستشراف مستقبل هذه الجمعيات، لعلنا نأتي من جانب العمل المؤسسي الذي ينبغي أن تنتهجه إدارة الجمعيات العلمية والذي باتت الجامعات تدعوا إلى تأصيله في كافة مرافق الدولة، كونها معاقل للعلم والمعرفة، تهدف إلى الإسهام في تقدم الفكر الإنساني، وهنا نسأل هل لهذه الجمعيات تقييم سنوي وفق أسس علمية؟، هل هناك تصنيف للجمعيات تنتهجه الجامعة خصوصا عند اعتماد الميزانيات؟ من خلال الواقع الذي نشاهده والغياب الذي نشعر به أن الإجابة أيضا (لا)، إذا لماذا هذه الجمعيات؟
من المؤكد بأن لبعض هذه الجمعيات أعضاء مجلس إدارة وعضوية شرفية وعضوية عاملة وعضوية انتساب، على أقل تقدير لهذه الجمعيات موظفين إداريين يمكنهم أن يقوموا بإدارة المواقع الالكترونية وتسجيل العضويات ومراجعتها، والتواصل مع الأعضاء، وبث الأخبار والتقارير عبر الموقع، أمور في غاية البساطة لمن أراد إثبات وجود ويحقق منجزا، لكن المشكلة تكمن أن لم يكن هناك ما يستحق النشر، فتعطيل المواقع الالكترونية أفضل من تفعيلها!!.
بالبحث والتقصي وجدنا أن هناك جمعيات علمية لم تخرج عن دائرة التأسيس منذ بضع سنوات والبضع هو العدد (7-3)، وتذكرنا بحجز الأسماء التجارية في وزارة التجارة! فعند حجز اسم معين لا يمكن لجهة تجارية أخرى الحصول عليه، وهو ما تقوم به بعض الجمعيات العلمية من حجز أسماء حتى لا تتمكن جامعات أخرى من الحصول عليه عند التقديم بطلب تأسيس جمعية علمية جديدة لوزارة التعليم التي تعتبر الجهة المشرعة للجمعيات وفق القواعد المنظمة للجمعيات العلمية في الجامعات السعودية الصادر بقرار مجلس التعليم العالي رقم (1420/10/15) المتخذ في الجلسة الخامسة عشرة لمجلس التعليم العالي المنعقد بتاريخ 1/ 2 / 1420هـ المتوج بموافقة خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس التعليم العالي بالتوجيه الكريم رقم 284 /م وتاريخ 16/ 3 / 1421هـ.
أما المؤتمرات العلمية فهي شبه غائبة إلا من بعض الملتقيات والندوات المشابهة للملتقيات والبرامج التي تقام عادة في مدارس نائية ويشرف عليها معلم مؤهله العلمي معهد إعداد المعلمين وحققت نجاحات باهرة رغم أن هذا المعلم لم يحصل على درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ولم يتفرغ للدراسة، أو الإيفاد الداخلي والابتعاث الخارجي، ولم يسبق أن أحد قال له يا (دوك أو يا بروف)، وقد يعود الغياب الى عدة أسباب منها تدني خبرات ومهارات وقدرات القائمين على الجمعيات العلمية في مجال إدارة وتنظيم المؤتمرات، إضافة الى (البيروقراطية Bureaucracy) التي تشير إلى وجود نظام إداري معقد يتضمن عمليات متعددة الطبقات، وهو ما تغرق فيها معظم الجامعات السعودية بشكل عام.
لم يكن النشر العلمي وإصدار المجلات العلمية المحكمة والمصنفة دوليا أفضل حالا من تنظيم المؤتمرات، لجامعة أم القرى (5) مجلات علمية تابعة لكليات وأقسام ولا يوجد لهذه الجمعيات أي مجلات علمية معتمدة ومصنفة دوليا، ما عدا محاولات خجولة لم يحالفها النجاح لعدة مجلات لم تنتظم في الصدور، ولم تحصل على تصنيف دولي، وأعداد البحوث المنشورة في المجلات التي صدرت لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.
بعد أن استعرضنا رؤوس أقلام تعتبر غيض من فيض حول الجمعيات العلمية في جامعتنا العريقة جامعة أم القرى نضع ملفها على طاولة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور معدي بن محمد آل مذهب ونأمل منه مبدئيا تفعيل المواقع الالكترونية للجمعيات من أجل أن يعرف المجتمع أهدافها وأدوارها ومنجزاتها وتسهيل التواصل بين أعضائها ومنسوبيها، وفتح المجال للعضويات، مطلب في غاية البساطة! إضافة الى تسهيل إجراءات انتقال بعض الجمعيات والتنازل بها للجامعات الناشئة (المحرومة) وذلك حسب البند السادس من المادة الخامسة عشرة للقواعد المنظمة للجمعيات العلمية السعودية، وحل مجالس بعض الجمعيات التي لا أثر ولا وجود لها والاستفادة من مقراتها وأثاثها وتوزيع موظفيها على مرافق وإدارات الجامعة.
استمرارا لمواصلة سلسلة مقالات الجمعيات العلمية السعودية.. الحاضر الغائب الأحد القادم إن شاء الله تعالى نستعرض (33) جمعية علمية تحت سقف جامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
نقطة ضوء:
نحكم على الأشخاص من خلال أدائهم، لذا يجب أن يتم التركيز على مقاييس الجودة والإتقان، والنظر للكيف وليس الكم.
@DrAlzahrani11
اليوم نستعرض الدور المنقوص للجمعيات العلمية التي تعمل تحت مظلة جامعة أم القرى التي جمعت بين شرف العلم وشرف المكان، حيث تعتبر من أفضل الجامعات تميزا بحكم موقعها في مركز الأرض ومهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية، فقد برزت جامعة أم القرى، كمؤسسة أكاديمية ذات سمعة علمية كبيرة في علوم الشريعة والتربية والدراسات الإسلامية، علاوة على التخصصات العلمية والتطبيقية الأخرى، وتعتبر نواة لوزارة التعليم العالي حيث أنشئت بها كلية الشريعة في عام 1369هـ كأول كلية في المملكة العربية السعودية.
تحتضن جامعة أم القرى (12) جمعية علمية هي: الجمعية العلمية للأدب العربي، الجمعية العلمية للخط العربي، الجمعية العلمية للمناهج والإشراف التربوي، الجمعية العلمية للبلاغة العربية، الجمعية العلمية للزكاة، الجمعية العلمية للوقف، الجمعية العلمية للتربية البدنية وعلوم الحركة، الجمعية العلمية لعلوم السموم، الجمعية العلمية للتربية الفنية، الجمعية العلمية لعلم الأصول ومقاصد الشريعة الإسلامية، الجمعية العلمية للحسبة، الجمعية العلمية لعلوم وثقافة الحج والعمرة.
جميع الجمعيات العلمية المذكورة سابقا مواقعها الالكترونية التي تعد جزءا من الموقع الأساسي للجامعة لا تحتوي على أي بيانات تذكر ما عدا الجمعية العلمية لعلم الأصول ومقاصد الشريعة الإسلامية، ولا نعرف كيف تعرض هذه الجمعيات أنشطتها وتمارس مهامها وتقدم خدماتها الاستشارية وفق أسس علمية ومعايير عالمية تتوافق مع الإمكانيات المادية والبشرية التي تمتلكها هذه الجمعيات والتي غير مستغلة على الوجه المطلوب، حيث لا توجد بيانات للتواصل! أو نماذج للعضوية! السؤال البديهي الذي يطرح نفسه هنا.. كيف تسير هذه الجمعيات أمورها؟ وهذا السؤال يندرج تحته عدة أسئلة أخرى منها على سبيل المثال.. هل فعلا لها عضويات مدفوعة؟ وهل لها برامج وفعاليات؟ وهل لديها إصدارات علمية؟ الظاهر لنا من خلال الموقع الالكتروني (الفارغ) للجمعيات العلمية بجامعة أم القرى والغياب التام عن المشهد العلمي أن الإجابة على جميع التساؤلات السابقة (لا)!! اذاً لماذا هذه الجمعيات؟ حقيقة لا يمكن التنبؤ بواقع واستشراف مستقبل هذه الجمعيات، لعلنا نأتي من جانب العمل المؤسسي الذي ينبغي أن تنتهجه إدارة الجمعيات العلمية والذي باتت الجامعات تدعوا إلى تأصيله في كافة مرافق الدولة، كونها معاقل للعلم والمعرفة، تهدف إلى الإسهام في تقدم الفكر الإنساني، وهنا نسأل هل لهذه الجمعيات تقييم سنوي وفق أسس علمية؟، هل هناك تصنيف للجمعيات تنتهجه الجامعة خصوصا عند اعتماد الميزانيات؟ من خلال الواقع الذي نشاهده والغياب الذي نشعر به أن الإجابة أيضا (لا)، إذا لماذا هذه الجمعيات؟
من المؤكد بأن لبعض هذه الجمعيات أعضاء مجلس إدارة وعضوية شرفية وعضوية عاملة وعضوية انتساب، على أقل تقدير لهذه الجمعيات موظفين إداريين يمكنهم أن يقوموا بإدارة المواقع الالكترونية وتسجيل العضويات ومراجعتها، والتواصل مع الأعضاء، وبث الأخبار والتقارير عبر الموقع، أمور في غاية البساطة لمن أراد إثبات وجود ويحقق منجزا، لكن المشكلة تكمن أن لم يكن هناك ما يستحق النشر، فتعطيل المواقع الالكترونية أفضل من تفعيلها!!.
بالبحث والتقصي وجدنا أن هناك جمعيات علمية لم تخرج عن دائرة التأسيس منذ بضع سنوات والبضع هو العدد (7-3)، وتذكرنا بحجز الأسماء التجارية في وزارة التجارة! فعند حجز اسم معين لا يمكن لجهة تجارية أخرى الحصول عليه، وهو ما تقوم به بعض الجمعيات العلمية من حجز أسماء حتى لا تتمكن جامعات أخرى من الحصول عليه عند التقديم بطلب تأسيس جمعية علمية جديدة لوزارة التعليم التي تعتبر الجهة المشرعة للجمعيات وفق القواعد المنظمة للجمعيات العلمية في الجامعات السعودية الصادر بقرار مجلس التعليم العالي رقم (1420/10/15) المتخذ في الجلسة الخامسة عشرة لمجلس التعليم العالي المنعقد بتاريخ 1/ 2 / 1420هـ المتوج بموافقة خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس التعليم العالي بالتوجيه الكريم رقم 284 /م وتاريخ 16/ 3 / 1421هـ.
أما المؤتمرات العلمية فهي شبه غائبة إلا من بعض الملتقيات والندوات المشابهة للملتقيات والبرامج التي تقام عادة في مدارس نائية ويشرف عليها معلم مؤهله العلمي معهد إعداد المعلمين وحققت نجاحات باهرة رغم أن هذا المعلم لم يحصل على درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ولم يتفرغ للدراسة، أو الإيفاد الداخلي والابتعاث الخارجي، ولم يسبق أن أحد قال له يا (دوك أو يا بروف)، وقد يعود الغياب الى عدة أسباب منها تدني خبرات ومهارات وقدرات القائمين على الجمعيات العلمية في مجال إدارة وتنظيم المؤتمرات، إضافة الى (البيروقراطية Bureaucracy) التي تشير إلى وجود نظام إداري معقد يتضمن عمليات متعددة الطبقات، وهو ما تغرق فيها معظم الجامعات السعودية بشكل عام.
لم يكن النشر العلمي وإصدار المجلات العلمية المحكمة والمصنفة دوليا أفضل حالا من تنظيم المؤتمرات، لجامعة أم القرى (5) مجلات علمية تابعة لكليات وأقسام ولا يوجد لهذه الجمعيات أي مجلات علمية معتمدة ومصنفة دوليا، ما عدا محاولات خجولة لم يحالفها النجاح لعدة مجلات لم تنتظم في الصدور، ولم تحصل على تصنيف دولي، وأعداد البحوث المنشورة في المجلات التي صدرت لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.
بعد أن استعرضنا رؤوس أقلام تعتبر غيض من فيض حول الجمعيات العلمية في جامعتنا العريقة جامعة أم القرى نضع ملفها على طاولة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور معدي بن محمد آل مذهب ونأمل منه مبدئيا تفعيل المواقع الالكترونية للجمعيات من أجل أن يعرف المجتمع أهدافها وأدوارها ومنجزاتها وتسهيل التواصل بين أعضائها ومنسوبيها، وفتح المجال للعضويات، مطلب في غاية البساطة! إضافة الى تسهيل إجراءات انتقال بعض الجمعيات والتنازل بها للجامعات الناشئة (المحرومة) وذلك حسب البند السادس من المادة الخامسة عشرة للقواعد المنظمة للجمعيات العلمية السعودية، وحل مجالس بعض الجمعيات التي لا أثر ولا وجود لها والاستفادة من مقراتها وأثاثها وتوزيع موظفيها على مرافق وإدارات الجامعة.
استمرارا لمواصلة سلسلة مقالات الجمعيات العلمية السعودية.. الحاضر الغائب الأحد القادم إن شاء الله تعالى نستعرض (33) جمعية علمية تحت سقف جامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
نقطة ضوء:
نحكم على الأشخاص من خلال أدائهم، لذا يجب أن يتم التركيز على مقاييس الجودة والإتقان، والنظر للكيف وليس الكم.
@DrAlzahrani11