العالم

الفساد الخفي يجتاح إيران

رئيسي يعترف علانية.. ومحتجو الأحواز يدعونه لتجربة الرشوة بنفسه

عرب يحتجون على الفساد في الأحواز (مكة)
«فساد خفي يجتاح إيران، تديره عصابات وجماعات، ويجب القضاء عليه».. هذا ما اعترف به علانية الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي خلال اجتماع لمجلس الوزراء الإيراني أمس الأول.

زعم رئيسي أن «محاربة الريع والفساد ستقرب إيران من العدالة»، ودعا خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية في الحكومة، الجهات المختصة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للسيطرة على سوق العملات الأجنبية، ووضع حد لتراجع العملة الوطنية.

وجاءت كلمات رئيسي، بعدما تحدى حشد عربي في الأحواز الرئيس الإيراني خلال زيارته عاصمة محافظة خوزستان، جنوب البلاد، ودعا الحشد الذي تظاهر احتجاجا على سوء الأوضاع الصحية في المحافظة الجنوبية رئيسي إلى أن يختبر بنفسه الفساد في المؤسسات الصحية بمدينة الأحواز.

وذهب رئيسي إلى مدينة الأحواز في أول زيارة له منذ توليه منصب رئاسة الجمهورية، وأظهر مقطع مصور مواطنا من القومية العربية وهو يخاطب رئيسي قائلا «إن ما يقال بشأن تقديم الرعاية الصحية للمصابين بفيروس كورونا مجانا كذب، إننا نشتري الدواء».

وبلهجة متحدية دعا المحتج العربي رئيسي إلى اختبار أوجه الفساد في المدينة قائلا «اتق الله.. عليك أن تذهب شخصيا إلى زيارة المستشفيات في الأحواز، نشتري الإبرة، كما أن الممرضين يأخذون رشى، والفساد واضح في المستشفيات».

وتشهد محافظة خوزستان التي يقطنها قرابة خمسة ملايين نسمة أوضاعا صحية سيئة، بسبب تزايد أعداد الإصابات والوفيات اليومية جراء الموجة الخامسة من تفشي فيروس كورونا التي تشهدها إيران منذ يوليو الماضي.

وقال رئيسي عقب وصوله إلى مدينة الأحواز برفقة عدد من الوزراء في حكومته «إن الحكومة لديها واجب تجاه جميع أبناء الشعب الإيراني، إلا أن واجبها تجاه أهالي خوزستان واجب مضاعف».

ومنذ نحو عامين تشارك المحافظة الجنوبية في احتجاجات متواصلة على الفساد في إيران وانخراط قادة طهران في حروب إقليمية ودعم ميليشيات محلية على حساب السواد الأعظم من الفقراء في البلاد.

على صعيد متصل نشرت مواقع إخبارية إيرانية أن الرئيس الجديد أعلن الحرب على سلفه حسن روحاني بفتح ما سماه «ملفات الفساد»، في خطوة مرتقبة من متشدد حيال إصلاحي.

وذكرت التقارير أن رئيسي أمر بإغلاق مبنى السلام الذي شيده روحاني وجهزه في الأيام الأخيرة من حكومته ليكون مقرا للرئيس السابق».

وأضاف التقرير الذي نشرته مواقع تابعة للأصوليين المحافظين أن مبنى السلام جرى إغلاقه أمس وهو مجاور لمبنى الرئاسة الإيرانية حيث مقر إبراهيم رئيسي».

وذكر التقرير «إنه قبل نحو عام، دخل بيروز حناشي رئيس بلدية طهران، اجتماعات مجلس الوزراء بسبب عرقلته بناء طابق إضافي لعقار في منطقة جماران الراقية تابع للمؤسسة الرئاسية، ولم يكن قرار حناشي المخالف لتشييد هذا المبنى مقبولا لدى روحاني، ما دفع الأخير لعدم السماح لرئيس بلدية طهران بحضور الاجتماعات الأسبوعية الحكومية».

وتابع «إن روحاني مضى في تشييد المبنى المعروف باسم مبنى السلام بكل حيلة وقام بتجهيزه بأفضل المواد والمعدات المكتبية للرئيس المتقاعد، وفي أحد الطوابق يوجد حمام سباحة فخم جدا ومجهز تجهيزا جيدا، والطوابق الأخرى مخصصة للمكتبة وقاعة الصلاة والمكتب وغرفة للاجتماعات، وجميعها مجهزة بأفخم الأثاث المكتبي والصناعات الخشبية».

ولفت التقرير إلى أن «مشروع تشييد المبنى انتهى بميزانية خاصة ليكون قاعدة استرخاء لحسن روحاني وفريقه»، ونقل التقرير عن مصادر خاصة قولها «إن المبلغ الذي تم إنفاقه لتشييد مبنى السلام لم يكن موجودا في مستندات الحساب والدفاتر المالية للمؤسسة الرئاسية في مستندات الدفع».