قصة شركات التدخين التسويقية في العالم الإسلامي!
السبت / 20 / محرم / 1443 هـ - 22:07 - السبت 28 أغسطس 2021 22:07
أكبر شركتين بالعالم للتدخين (لا أستطيع حتى ذكر اسميهما نظرا لأن شركات التدخين من أشرس الشركات رفعا للقضايا على الأفراد والشركات، بل حتى الدول أمام محكمة العدل الدولية، كأستراليا والأورجواي) أمامهما مشكلة كبرى: الإحصائيات تقول إن ثلثي العملاء -حسب تقرير الجارديان البريطانية- سيموتون خلال العشرين سنة القادمة، كإحدى مضاعفات التدخين وأضراره التي لا تنتهي، والثلث الآخر سيقلع عن التدخين مع حملات التوعية المنتشرة. موت كل هؤلاء لا يعني حرفيا أي شيء لشركات التدخين كناحية إنسانية، ولكن يعني الكثير اقتصاديا؛
لأنها ستفقد جل مبيعاتها ودخلها السنوي! وهذا يجعلها أمام خيار وحيد: يجب أن تقنع ملايين الأطفال والمراهقين حول العالم ليصبحوا عملاء جددا، لتعويض خسارة العملاء القادمة!
ولكن هناك مشكلة أكبر: القوانين في الغرب لضبط الترويج والحملات التسويقية لشركات التدخين، تعتبر الأكثر قسوة في العالم! لأن الغرب يدرك تماما أن التسويق مثل السيارة، قد تستفيد منها لقضاء حوائجك وتحسين حياتك، وقد تستفيد منها في تعمد قتل الناس، المشكلة ليست من السيارة -التسويق مجازا- لأنها مجرد أداة، وإنما استخدام شركات التبغ غير المشروع لأدوات التسويق المشروعة سينتج آثارا مروعة في انتشار نسب السرطان وغيرها من الأمراض التي لا تنتهي!
هنا قررت شركات التبغ تغيير استراتيجيتها التسويقية: من اختراق السوق الحالية في الغرب إلى تطوير سوق جديد بالخارج، وكان العالم الإسلامي وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية الخيار المفضل. لماذا؟
لقلة القوانين الضابطة لتسويق منتجات التبغ من جهة، ولانتشار الجهل والفساد من جهة أخرى. رفضت السعودية -حسب الجارديان- دخول أي إعلانات للتبغ بشكل صارم، بينما انتشرت في دول مجاورة وآسيوية ظاهرة التدخين، وتم إبراز المدخنين بشكل عصري ومغر، واستخدمت أساليب مباشرة في الإعلان، وغير مباشرة وهي الأخطر، من خلال الأفلام والمشاهير والمسلسلات، لتطبيع التدخين وجعله أمرا متداولا وعاديا.
قابلت بروفيسور أمريكيا في جامعتي الأمريكية التي تخرجت منها متخصصا في الدراسات الإسلامية، وجلست معه طويلا، لأن لديه بحثا علميا، عن جهود شركات التبغ الترويجية غير النظامية في نشر التدخين في العالم الإسلامي، ومن ذلك إيجاد فتاوى تحلله، ودعم ذلك إعلاميا، ودفع الملايين لذلك. ومن أبرز الطرق للوصول لعقول الشباب: الرعايات الرياضية، وهي أحد أهم قنوات التسويق الحديثة. دفعت شركة تدخين شهيرة العام الماضي أكثر من 100 مليون دولار، في بند الرعايات الرياضية للفورمولا ون، مع أن هناك تشديدا في وقت وطريقة وآلية ظهور الإعلان. لمكافحة التدخين تحتاج مسوقا مطلعا، وقانونيا محنكا، لمطاردة هذا الغادر، الذي يلاحق الصغار في كل مكان، من دون رادع أخلاقي أو إنساني!
mHatHut@
لأنها ستفقد جل مبيعاتها ودخلها السنوي! وهذا يجعلها أمام خيار وحيد: يجب أن تقنع ملايين الأطفال والمراهقين حول العالم ليصبحوا عملاء جددا، لتعويض خسارة العملاء القادمة!
ولكن هناك مشكلة أكبر: القوانين في الغرب لضبط الترويج والحملات التسويقية لشركات التدخين، تعتبر الأكثر قسوة في العالم! لأن الغرب يدرك تماما أن التسويق مثل السيارة، قد تستفيد منها لقضاء حوائجك وتحسين حياتك، وقد تستفيد منها في تعمد قتل الناس، المشكلة ليست من السيارة -التسويق مجازا- لأنها مجرد أداة، وإنما استخدام شركات التبغ غير المشروع لأدوات التسويق المشروعة سينتج آثارا مروعة في انتشار نسب السرطان وغيرها من الأمراض التي لا تنتهي!
هنا قررت شركات التبغ تغيير استراتيجيتها التسويقية: من اختراق السوق الحالية في الغرب إلى تطوير سوق جديد بالخارج، وكان العالم الإسلامي وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية الخيار المفضل. لماذا؟
لقلة القوانين الضابطة لتسويق منتجات التبغ من جهة، ولانتشار الجهل والفساد من جهة أخرى. رفضت السعودية -حسب الجارديان- دخول أي إعلانات للتبغ بشكل صارم، بينما انتشرت في دول مجاورة وآسيوية ظاهرة التدخين، وتم إبراز المدخنين بشكل عصري ومغر، واستخدمت أساليب مباشرة في الإعلان، وغير مباشرة وهي الأخطر، من خلال الأفلام والمشاهير والمسلسلات، لتطبيع التدخين وجعله أمرا متداولا وعاديا.
قابلت بروفيسور أمريكيا في جامعتي الأمريكية التي تخرجت منها متخصصا في الدراسات الإسلامية، وجلست معه طويلا، لأن لديه بحثا علميا، عن جهود شركات التبغ الترويجية غير النظامية في نشر التدخين في العالم الإسلامي، ومن ذلك إيجاد فتاوى تحلله، ودعم ذلك إعلاميا، ودفع الملايين لذلك. ومن أبرز الطرق للوصول لعقول الشباب: الرعايات الرياضية، وهي أحد أهم قنوات التسويق الحديثة. دفعت شركة تدخين شهيرة العام الماضي أكثر من 100 مليون دولار، في بند الرعايات الرياضية للفورمولا ون، مع أن هناك تشديدا في وقت وطريقة وآلية ظهور الإعلان. لمكافحة التدخين تحتاج مسوقا مطلعا، وقانونيا محنكا، لمطاردة هذا الغادر، الذي يلاحق الصغار في كل مكان، من دون رادع أخلاقي أو إنساني!
mHatHut@