الجمعيات العلمية السعودية.. الحاضر الغائب
السبت / 20 / محرم / 1443 هـ - 19:42 - السبت 28 أغسطس 2021 19:42
على الرغم من الحراك العلمي الذي بات يكتنف العالم بأكمله وتتنافس عليه المؤسسات العلمية والأكاديمية، حيث إن رقي الأمم يقاس بمقدار تقدمها العلمي والبحثي، ومقدار مساهمتها في بناء وانتشار المعرفة إلا أن معظم الجمعيات العلمية في المملكة التي تعمل تحت مظلة الجامعات باتت خارج دائرة هذا الهاجس العالمي، بل نسبة كبيرة من هذه الجمعيات لا تمارس أي نشاط من أنشطتها المعنية بها والموضحة في القواعد التنظيمية لعمل الجمعيات العلمية السعودية الصادر من وزارة التعليم.بل بعض الجمعيات العلمية يذكرنا ببعض شركات المساهمة المدرجة في سوق الأسهم السعودي لا نشاط ولا إنتاج لها سوى عقد الاتفاقيات والشراكات مع شركات أخرى، والمرافعة أمام المحاكم لتصفية الحقوق، وهو ما تفعله بعض الجمعيات العلمية حاليا بالمرافعة ضد جامعات ناشئة تسعى لإنشاء جمعيات علمية حديثة.
فهذه الجمعيات لا تعمل ولا تريد لأحد أن يعمل، الأمر الذي يجعل القائمين على أمر بعض الجمعيات يرفع تظلمه للوزارة لإعاقة حصولهم على الموافقة، حيث يفيدون بأن أهداف ومهام الجمعية المراد إنشائها تتعارض مع جمعيتنا الموقرة، وبطبيعة الحال وزاراتنا لا تريد إثارة المشاكل حتى وإن لم تقدم هذه الجمعيات أي أدوار أو مهام منوطة بها، وسبق أن أعاقت وزارة التعليم الموافقة على ترخيص جمعيات علمية في جامعات ناشئة تفاديا للمشاكل والمرافعات.
حقيقة وضع الجمعيات العلمية بات ملفتا للنظر خصوصا بعد أن تم إنشاء إدارات داخل الجامعات تحت مسمى إدارة الجمعيات العلمية أسهمت في تفاقم بيروقراطية العمل الإداري، وأسهمت في إلقاء جزء من مهام الجمعيات العلمية على إدارة الجمعيات، الغريب في الأمر أن لدينا قرابة (133) جمعية علمية في مختلف التخصصات نصيب جامعة الملك سعود منها (57) جمعية، فيما تتقاسم بقية الجامعات السعودية العدد الباقي!
أما الجامعات الناشئة التي مر على إنشائها أكثر من عشر سنوات فما زالت محرومة من هذه الجمعيات، الأدهى والأمر أن معظم هذه الجمعيات العلمية لا يوجد لها مواقع الكترونية، أو وسائل تواصل مع المجتمع، أو أرقام هاتفية لاستقبال استفسارات وآراء وطلبات الأعضاء، مع العلم بأن أغلب رؤساء وأعضاء مجالس إدارة هذه الجمعيات لهم حسابات ومواقع شخصية بأسمائهم ويذكرون فيها مهامهم ومواقعهم في الجمعية.
أمور غريبة وعجيبة تحدث في بعض جمعياتنا العلمية في ظل غياب، شبه تام، لأدوارها العلمية! لا مؤتمرات تقيمها، ولا انتظام لمجلاتها العلمية، ومعدلات تأثير متدنية جدا مقارنة بمجلات علمية ناشئة في جامعات عربية وأوروبية أخرى لا تتلقى أي دعم مالي، بعض هذه الجمعيات لا تقدم أي خدمات تذكر في مجالها العلمي والأكاديمي والبحثي، ومن خلال صحيفة «مكة»، سوف نتطرق من خلال سلسلة من المقالات إلى ما يدور ويحدث في دهاليز الجمعيات العلمية السعودية، وذلك من أجل النهوض بها والقيام بأدوارها على الوجه المطلوب، وتقديم خدماتها للأعضاء والمنتسبين لها من الأكاديميين وطلاب الدراسات العليا.
وفيما يلي نتطرق بإيجاز لأهم النقاط التي يجب أن تتم لتفعيل أدوار الجمعيات العلمية لحين التوسع في سلسلة مقالات الجمعيات العلمية السعودية.. الحاضر الغائب من خلال بعض المحاور وأهمها:
- نقل بعض الجمعيات التي لا تقوم بمهامها وأدوارها إلى الجامعات الناشئة حسب لوائح وزارة التعليم التي تجيز انتقال هذه الجمعيات.
- تخصيص مواقع الكترونية لكل جمعية ووسائل تواصل مفتوحة وتقديم خدمات الاستشارات العلمية لطلاب الدراسات العليا كل جمعية في مجال تخصصها.
- وضع خطة لتطوير جميع الجمعيات، تتضمن المؤتمرات والملتقيات العلمية وتاريخ صدور أعداد المجلات العلمية التي تصدرها.
- فتح مجال الاستثمار لتنمية الموارد المالية للجمعيات من خلال المؤتمرات العلمية والنشر العلمي، وإتاحة الفرصة لها للمنافسة للفوز بعقود بحثية مع جهات حكومية وأهلية في مجال تخصص الجمعية.
- ضرورة تقديم خدمات استشارية للباحثين وطلاب الدراسات العليا والرد على استفساراتهم، وهذا الأمر يعد أمرا بديهيا، وأية جمعية تتجاهله غير جديرة بالبقاء.
- الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال الجمعيات العلمية وإثراء مجتمع الجمعية بالمعارف والمعلومات وآخر ما توصلت له البحوث والدراسات.
- عقد اتفاقيات وشراكات مع جهات داخلية وخارجية ذات علاقة مباشرة بطبيعة اهتمامات ومجال الجمعيات من أجل القيام بمهامها على الوجه المطلوب.
- تحويل العمل بالجمعيات إلى عمل مؤسسي، أي عدم توقف أعمال الجمعية وأنشطتها ومشاريعها بعد انتهاء فترة دورة أعضاء مجلس الإدارة، وردم الفجوة باستمرارية العمل خلال الفترة الانتقالية بين دورة مجلس الإدارة القديم والجديد التي تصل في بعض الحالات إلى ستة أشهر وأكثر.
- ثقافة المؤتمرات العلمية والنشر العلمي منخفضة في أوساط الأكاديميين الأمر الذي يتطلب نشر هذه الثقافة، وهذا الدور مناط بالجمعيات العلمية.
نقطة ضوء:
أفضل الجمعيات العلمية هي التي يوجد فيها أقل عدد من الأشخاص عديمي الفائدة.
@DrAlzahrani11
فهذه الجمعيات لا تعمل ولا تريد لأحد أن يعمل، الأمر الذي يجعل القائمين على أمر بعض الجمعيات يرفع تظلمه للوزارة لإعاقة حصولهم على الموافقة، حيث يفيدون بأن أهداف ومهام الجمعية المراد إنشائها تتعارض مع جمعيتنا الموقرة، وبطبيعة الحال وزاراتنا لا تريد إثارة المشاكل حتى وإن لم تقدم هذه الجمعيات أي أدوار أو مهام منوطة بها، وسبق أن أعاقت وزارة التعليم الموافقة على ترخيص جمعيات علمية في جامعات ناشئة تفاديا للمشاكل والمرافعات.
حقيقة وضع الجمعيات العلمية بات ملفتا للنظر خصوصا بعد أن تم إنشاء إدارات داخل الجامعات تحت مسمى إدارة الجمعيات العلمية أسهمت في تفاقم بيروقراطية العمل الإداري، وأسهمت في إلقاء جزء من مهام الجمعيات العلمية على إدارة الجمعيات، الغريب في الأمر أن لدينا قرابة (133) جمعية علمية في مختلف التخصصات نصيب جامعة الملك سعود منها (57) جمعية، فيما تتقاسم بقية الجامعات السعودية العدد الباقي!
أما الجامعات الناشئة التي مر على إنشائها أكثر من عشر سنوات فما زالت محرومة من هذه الجمعيات، الأدهى والأمر أن معظم هذه الجمعيات العلمية لا يوجد لها مواقع الكترونية، أو وسائل تواصل مع المجتمع، أو أرقام هاتفية لاستقبال استفسارات وآراء وطلبات الأعضاء، مع العلم بأن أغلب رؤساء وأعضاء مجالس إدارة هذه الجمعيات لهم حسابات ومواقع شخصية بأسمائهم ويذكرون فيها مهامهم ومواقعهم في الجمعية.
أمور غريبة وعجيبة تحدث في بعض جمعياتنا العلمية في ظل غياب، شبه تام، لأدوارها العلمية! لا مؤتمرات تقيمها، ولا انتظام لمجلاتها العلمية، ومعدلات تأثير متدنية جدا مقارنة بمجلات علمية ناشئة في جامعات عربية وأوروبية أخرى لا تتلقى أي دعم مالي، بعض هذه الجمعيات لا تقدم أي خدمات تذكر في مجالها العلمي والأكاديمي والبحثي، ومن خلال صحيفة «مكة»، سوف نتطرق من خلال سلسلة من المقالات إلى ما يدور ويحدث في دهاليز الجمعيات العلمية السعودية، وذلك من أجل النهوض بها والقيام بأدوارها على الوجه المطلوب، وتقديم خدماتها للأعضاء والمنتسبين لها من الأكاديميين وطلاب الدراسات العليا.
وفيما يلي نتطرق بإيجاز لأهم النقاط التي يجب أن تتم لتفعيل أدوار الجمعيات العلمية لحين التوسع في سلسلة مقالات الجمعيات العلمية السعودية.. الحاضر الغائب من خلال بعض المحاور وأهمها:
- نقل بعض الجمعيات التي لا تقوم بمهامها وأدوارها إلى الجامعات الناشئة حسب لوائح وزارة التعليم التي تجيز انتقال هذه الجمعيات.
- تخصيص مواقع الكترونية لكل جمعية ووسائل تواصل مفتوحة وتقديم خدمات الاستشارات العلمية لطلاب الدراسات العليا كل جمعية في مجال تخصصها.
- وضع خطة لتطوير جميع الجمعيات، تتضمن المؤتمرات والملتقيات العلمية وتاريخ صدور أعداد المجلات العلمية التي تصدرها.
- فتح مجال الاستثمار لتنمية الموارد المالية للجمعيات من خلال المؤتمرات العلمية والنشر العلمي، وإتاحة الفرصة لها للمنافسة للفوز بعقود بحثية مع جهات حكومية وأهلية في مجال تخصص الجمعية.
- ضرورة تقديم خدمات استشارية للباحثين وطلاب الدراسات العليا والرد على استفساراتهم، وهذا الأمر يعد أمرا بديهيا، وأية جمعية تتجاهله غير جديرة بالبقاء.
- الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال الجمعيات العلمية وإثراء مجتمع الجمعية بالمعارف والمعلومات وآخر ما توصلت له البحوث والدراسات.
- عقد اتفاقيات وشراكات مع جهات داخلية وخارجية ذات علاقة مباشرة بطبيعة اهتمامات ومجال الجمعيات من أجل القيام بمهامها على الوجه المطلوب.
- تحويل العمل بالجمعيات إلى عمل مؤسسي، أي عدم توقف أعمال الجمعية وأنشطتها ومشاريعها بعد انتهاء فترة دورة أعضاء مجلس الإدارة، وردم الفجوة باستمرارية العمل خلال الفترة الانتقالية بين دورة مجلس الإدارة القديم والجديد التي تصل في بعض الحالات إلى ستة أشهر وأكثر.
- ثقافة المؤتمرات العلمية والنشر العلمي منخفضة في أوساط الأكاديميين الأمر الذي يتطلب نشر هذه الثقافة، وهذا الدور مناط بالجمعيات العلمية.
نقطة ضوء:
أفضل الجمعيات العلمية هي التي يوجد فيها أقل عدد من الأشخاص عديمي الفائدة.
@DrAlzahrani11