تحول مطار العاصمة الأفغانية كابول إلى (قنبلة) جاهزة للانفجار في أي لحظة، بعد التسريبات المخابراتية عن توقع عمل إرهابي في أرجائه، وإيقاف 3 دول هي فرنسا وبلجيكا وهولندا عمليات الإجلاء في أعقاب التهديدات التي كشف عن المسؤولين الأوروبيين.

وأكد وزير القوات المسلحة البريطاني، جيمس هيبي، أن ثمة معلومات مخابراتية أكثر تأكيدا عن هجوم وشيك في مطار كابول.. التهديد ذو مصداقية كبيرة، مشيرا إلى أن فرصة إجلاء الناس تتضاءل.

وقال دبلوماسي من دولة عضو بحلف شمال الأطلسي في العاصمة الأفغانية كابول أمس، «إن حركة طالبان تعهدت بالأمن خارج مطار كابول، لكن تقارير المخابرات التي تتحدث عن تهديد وشيك من تنظيم داعش لا يمكن تجاهلها»، فيما قال دبلوماسي غربي في مطار كابول، «إن حشودا ضخمة تواصل التوافد على بوابات المطار رغم تحذيرات الولايات المتحدة وحلفائها من هجمات محتملة قد يشنها تنظيم داعش.

تحذير غربي

وقال الدبلوماسي «إن ما يقدر بنحو 1500 يحملون جواز سفر أو تأشيرة الولايات المتحدة يحاولون دخول المطار»، وأضاف «إن الرحلات الجوية ستزيد بعدما تباطأت أمس».

وواصلت حشود من أشخاص يائسين التجمهر في محيط مطار كابول بالعاصمة الأفغانية، رغم تزايد مخاوف الحكومات الغربية من احتمالات وقوع هجمات إرهابية تستهدف المطار، الذي أصبح السبيل الوحيد للخروج من أفغانستان التي تسيطر عليها حركة طالبان.

وحذرت حكومات الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا مواطنيها من التوجه إلى مطار كابول، مع اقتراب الموعد النهائي لإجلاء الأجانب والأفغان الذين تعاونوا معهم على مدار العقدين الماضيين.

وينظر إلى فرع تنظيم داعش في أفغانستان، والمسمى بـ»داعش خراسان»، على أنه المصدر الرئيس المهدد لعمليات الإجلاء. وهناك مخاوف من أن تستغل الجماعة الفوضى في المطار لاستهداف القوات الأجنبية والمدنيين الأبرياء.

تراجع الإجلاء

وبعد أسبوع ونصف من سيطرة طالبان على كابول، تتقلص فرص الإجلاء العسكري من أفغانستان، مع تمسك الرئيس الأمريكي جو بايدن بخطط انسحاب القوات الأمريكية بحلول 31 أغسطس.

وأشارت السفارة الأمريكية في كابول في تحذير محدث إلى تهديدات أمنية خارج بوابات المطار، ونصحت المواطنين بتجنب السفر إلى المطار، وتجنب بوابات المطار، في الوقت الحالي.

وطالبت السفارة المواطنين الموجودين على بوابات المطار «بالمغادرة على الفور»، وقدمت وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث البريطانية نصيحة مماثلة ليلة الأربعاء/الخميس.

من جهتها، أعلنت قطر أنها سهلت عملية إجلاء ونقل أكثر من 40 ألف شخص من العاصمة الأفغانية كابول بأمان إلى الأراضي القطرية بالتنسيق مع الدول المعنية والأطراف المتواجدة في أفغانستان حل معظمهم كضيوف في دولة قطر لبضعة أيام قبل أن يكملوا طريقهم إلى وجهاتهم النهائية.

انسحاب تركي

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي آكار أمس، «إن بلاده تسعى إلى إتمام عملية إجلاء قواتها من أفغانستان في أقرب وقت».

وأوضح آكار، في تصريح لوكالة «الأناضول» التركية، بولاية موش شرقي البلاد، «إن القوات التركية أدت مهامها في أفغانستان على أكمل وجه، وأن عمليات الإجلاء بدأت فعليا».

وأضاف «إن القوات المسلحة التركية تبذل قصارى جهدها لتنفيذ خطة الإجلاء دون عوائق، رغم الكثافة غير العادية في مطار كابول.

واستطرد «أود أن أشكر أصدقاءنا وإخواننا في باكستان وطاجيكستان، وحلفاءنا الذين نعمل معهم في المنطقة، على دعمهم لأنشطتنا».

وأشار إلى أن عمليات الإجلاء تسير بالتنسيق بين وزارة الخارجية التركية، والمؤسسات الأخرى المعنية.

عجز أمريكي

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن «إن الولايات المتحدة تعرف أن 1500 أمريكي لا يزالون في أفغانستان لكنها لا تعتقد أنهم جميعا يسعون إلى مغادرة البلاد». ونقلت وكالة بلومبيرج للأنباء عن بلينكن قوله في مقر وزارة الخارجية إن الدبلوماسيين الأمريكيين تحدثوا مع نحو 500 من الأمريكيين ويحاولون بشدة الوصول إلى الآخرين، مؤكدا «نحن نواصل سعينا الدؤوب للوصول إليهم».

وقال بلينكن إن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالعجز لأنه ليس كل الأمريكيين الذين سافروا إلى أفغانستان خلال العقدين الماضيين مسجلين مع السفارة الأمريكية في كابول.

وأشار إلى أن آخرين لم يحذفوا أسماءهم على الإطلاق من سجل السفارة ويتعين على وزارة الخارجية تحديد العدد الفعلي للمواطنين الأمريكيين.