أعمال

مستثمرو دواجن: ارتفاع الأعلاف المستمر يضعف منافستنا للمستورد

الزراعة: الزيادة عالمية بسبب القفزة في أسعار الصويا والذرة

رضي النغموش
أشار مستثمرون في قطاع الدواجن إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف المتلاحق يضاعف الأعباء التي تتحملها مشاريع الإنتاج الوطنية من اللاحم والبياض ويرفع تكاليف الإنتاج بما يضعف المنافسة أمام المستورد، مبينين أنه في الأشهر الأربعة الماضية زادت أسعار أعلاف الدواجن بواقع ثلاث زيادات كل زيادة 100 ريال تقريبا للطن.

في المقابل أكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة أن ارتفاع الأسعار سببه القفزة في أسعار الصويا والذرة عالميا، وهو نتيجة لآثار جائحة كورونا، مشيرة إلى أنه على الرغم من هذه التكاليف لا يوجد أي عزوف عن الاستثمار في مشاريع الدواجن البياض أو اللاحم، مطالبة المستثمرين بالعمل على تخفيض تكاليفهم الثابتة.

الذرة والصويا

وأفادت الوزارة لـ «مكة» بأن ارتفاع أسعار الأعلاف جاء نتيجة ارتفاع أسعار المدخلات العلفية للدواجن (الذرة والصويا)، والتي تعتبر من المدخلات الأساسية للصناعة، حيث بلغت الزيادة خلال الربع الرابع من العام 2020 نحو 48 % للذرة و33 % للصويا عما كانت عليه في الربع الثاني من 2020، مشيرة إلى أنها تسعى عبر ما تقدمه من دعم إلى الإسهام في خفض التكاليف لمشاريع الدواجن، حيث تم عقد اجتماع مع لجنة منتجي الدواجن في اتحاد الغرف السعودية لدراسة الوضع ومعالجته في 20 شوال 1442.

لا عزوف

وأكدت الوزارة عدم وجود عزوف في الاستثمار بمشاريع الدجاج البياض أو اللاحم، حيث زاد الانتاج بمعدل سنوي 1 % بين عامي 2015 – 2018، وتأثر معدل النمو عام 2019 بسبب إنفلونزا الطيور وخلال فترة أزمة (كوفيد 19)، مشيرة إلى وجود نسبة اكتفاء ذاتي من مشاريع إنتاج بيض المائدة بالمملكة ويتم تصدير كميات تتجاوز 8 % من الإنتاج المحلي.

وفيما يتعلق بمنافسة البيض المستورد، أكدت الوزارة أن البيض المستورد تضاف عليه رسوم جمركية بالإضافة إلى تكلفة النقل مقارنة بالمنتج المحلي، وهذا مبني على المنافسة العادلة بين المنتج المحلي والمستورد، كما أن الرسوم الجمركية تلعب دورها في زيادة أسعار المنتجات المستوردة، مشددة على ضرورة قيام مشاريع الدواجن الوطنية بالعمل على خفض تكاليف إنتاجها.

زيادة سنوية 10%

وبخصوص مشاريع الدجاج اللاحم أشارت الوزارة إلى أنه شهدت نموا كبيرا وبمعدل سنوي 10% ابتداء من 2014، كما حقق الاكتفاء الذاتي من لحوم الدواجن نموا حتى وصل إلى 64% في عام 2020، ونطمح لتحقيق 85%، حيث إن الإنتاج زاد من 526 ألف طن في 2014 إلى 930 ألف طن في 2020.

ثلاث زيادات

وأكد المستثمر بمشاريع الدجاج البياض فهد الحمودي أنه في الأشهر الماضية تمت زيادة أسعار أعلاف الدواجن بواقع ثلاث زيادات كل زيادة 100 ريال تقريبا، لافتا إلى أن استهلاك 100 ألف طير يوميا 11 طنا أي أن الزيادة تبلغ 3500 ريال يوميا لمزارع صغيرة، فكيف ستكون الزيادة على المزارع الكبيرة والتي تشكل ركيزة الأمن الغذائي بالمملكة.

ولفت إلى أن المزارع المتوسطة لديها 500 ألف طير، والمزارع الكبيرة يصل بعضها إلى مليوني طير، وقد بلغ إجمالي متوسط سعر الطن بعد الزيادة 1671 ريالا غير شامل الضريبة علما بأن سعر الطن كان في (2019) نحو 985 ريالا أي أن الزيادات المتتالية بلغت 400 ريال أي ما نسبته 50%، وهذا بعد خصم الدعم المقدم من الدولة والذي يعادل 300 ريال علما بأن الإعانة في السابق كانت تصرف للمصانع بواقع 600 ريال على الطن وبعد تحويلها للمنتج انخفضت 50% أي ما نسبته 17.95% من إجمالي سعر طن العلف.

20 % فائض إنتاج

وبخصوص مشاريع البياض بالمملكة أشار الحمودي إلى أن أكثر وأخطر التحديات التي تواجهها هو وجود فائض بالإنتاج المحلي يصل إلى 20% مع استمرار دخول المستورد بأسعار لا يمكن منافستها، حيث إن مزارعهم تتغذى بأعلاف غير نباتية رديئة ورخيصة وتسمى بالعليقة الحيوانية، بينما أعلافنا المحلية نباتية 100% (ذرة وصويا)، بالإضافة إلى انخفاض تكاليف العمالة لديهم والتشغيل، حيث يصل الكرتون لمستودعات المستورد بقيمة 110 ريالات، بينما تكلفة المنتج المحلي تصل إلى 135 ريالا بدون الضريبة.

خروج مشاريع

وأضاف الحمودي أن التحدي الآخر هو عدم القدرة على تصدير الفائض نظرا لرسوم التصدير المفروضة على كل كرتون بيض 15 ريالا عند التصدير، وفي ظل هذه الزيادات الفلكية للأعلاف فإنه من المتوقع بل من المؤكد خروج بعض مشاريع البياض من الأسواق وبما يهدد الأمن الغذائي.

عدم استقرار

بدوره أكد المستثمر في الدجاج اللاحم رضي النغموش أن المشكلة التي يواجهها المستثمرون بشكل أكبر هي عدم استقرار الارتفاعات في أسعار الأعلاف، وهو ما يؤثر على التخطيط للاستثمار وصعوبة مواجهة المنافسين في ظل ارتفاع تكلفة الإنتاج، مبينا أن الأسبوع الأول من أغسطس شهد ارتفاعا جديدا للأعلاف أوصله إلى 1870 ريالا للطن، وهو ما يجعل حتى تخفيض التكاليف الإدارية والثابتة والمتغيرة التي تطالب بها الوزارة غير ذي جدوى.

دعم الأمن الغذائي

وأفاد المستثمر في الدجاج اللاحم مهدي جواد بأن عدم استقرار الارتفاعات يؤدي إلى إرباك التخطيط للإنتاج مما يؤدي إلى خسائر فادحة، خاصة وأن أغلب المشاريع تعتمد في تمويلها على صندوق التنمية الزراعي، الذي يطالب المستثمرين باستمرار بسداد ما عليهم من دفعات بانتظام، وبالطبع هناك من يتعثر بالسداد، ويدخل في مشكلات قد تؤدي إلى تعثر المشروع، مطالبا بدعم وتسهيلات أكبر لمشاريع الدواجن باعتبارها مشاريع أمن غذائي وطني، وليست مشاريع خاصة لأفراد ومؤسسات فقط.

أهم ما ذكرته الوزارة:


  • أسعار الأعلاف تتأثر بالارتفاع والانخفاض العالمي بسبب جائحة كورونا


  • الارتفاع الكبير في الذرة والصويا كان له تأثير كبيرعلى المدخلات الرئيسة للصناعة


  • خلال الربع الرابع من 2020 ارتفعت الذرة 48 % والصويا 33 %


  • رفع نسبة الاكتفاء الذاتي إلى 60 % في الربع الثالث 2020 ونستهدف 80 %




2019:

• عدد مشاريع الدجاج اللاحم 184مشروعا بطاقة إنتاجية 483 مليون طائر.

• عدد مشاريع البياض 32 مشروعا بطاقة إنتاجية 5.3 مليارات بيضة في العام.

2020:

• عدد مشاريع الدجاج اللاحم 447 مشروعا بطاقة إنتاجية 1412 مليون طائر.

• عدد مشاريع البياض 96 مشروعا بطاقة إنتاجية 10 مليارات بيضة في العام.