«رجل جاء..» وسط بيئة مشبعة بالكآبة، سنة 1940م، وبالتحديد في الثاني من مارس، في هفوف الأحساء، بعيد وفاة جده، وقبيل وفاة والدته بتسعة أشهر.

وانطلق.. في وقت كان خروجه إلى الشارع محرم، فدخل المدرسة متحررا من المعسكرين «صرامة الأب وشفقة الجدة»، حتى غنم الأدب والشعر والأصدقاء.

وتوالى.. «الغازي» بتكتيك هجومي يدرس في الإدارة يغنم، مسيطرا على سكك الحديد تارة، ومتسلحا بثقة الملك فهد يقود مذبحة الصحة تارة أخرى، وبرومانسية الشاعر عاش «حكاية حب» مع النور، و«حتى لا تكون فتنة» زفت له الكهرباء.

.. وذهب.. «ذات ليلة ليلاء» من ليالي أغسطس «سعادة السفير» و«الوزير المرافق» والشاعر كما يحب، ترجل الغازي السبعيني «عن هذا وذاك» في الخامس عشر من أغسطس 2010، بعد خسارته «معركة بلا راية» خاضها مع سرطان المعدة.

»في خيمة شاعر«..

تأخذكم مكة في جولة شعرية مع غازي القصيبي على العالم العربي..

- مدن العرب جميعا.. مدني.. تلك بيروتي.. وهذي عدني

كل شبرٍعربي.. وطني.. وطني الفرد الذي لم يقسم

- كأنك أنتِ الرياض

بأبعادها بانسكاب الصحاري

على قدميها

وما تنقش الريح في وجنتيها

وترحيبها بالغريب الجريح

على شاطئيها

وطعم الغبار على شفتيها

- ها هنا مكة.. من مكة نادانا الضياء

ولد الهادي.. فقلب الكون حب ودعاء

طافت البشرى على الأرض.. وضمتها السماء

وتهاوى الشرك مذعورا.. كما طار الهباء

- سلة من لؤلؤ..حزمة فل.. قافية

مَا الذي ألـمـحه فِي العالم الأخضر

ما بين الـمياه الصافية؟

أمسياتي في رمال السيف أيامي

على البحر.. ليالي الغوص

أنوار المنامة

رجع الغواص يا أغلى اللآلي بالسلامة

- يا عروس الربى الحبيبة أبها

أنت أحلى من الخيال وأبهى

كل ما حرك النفوس جمال

كنت أزكى شذى وأنضر وجه

- بحرين هذا أوان الوصل فانسكبي

علي بحرين من در ومن رطب

تنفسي في شجوني وادخلي حرقي

واسترسلي في دمائي واسكني تعبي

- نسيت أين أنا إن الرياض هنا

مع المنامة مشغولان بالسمر

أم هذه جدة جاءت بأنجمها

أم المحرق زارتنا مع القمر