الجوهر قبل المظهر
الاثنين / 1 / محرم / 1443 هـ - 19:15 - الاثنين 9 أغسطس 2021 19:15
قد تمر بتجربة شراء كتاب جميل في تصميمه الخارجي ولربما أيضا في عنوانه وقائمة محتوياته، وعندما تشرع في قراءته مثلا تجده يمتلئ بكلام مصفوف غير مترابط لا يهدي إلى مخرجات تستقر في العقل، أو مثلا اشتريت سيارة جميلة المنظر ووجدتها بعد فترة بسيطة غير قادرة على تحقيق هدفها الأساسي وهو التنقل، أو اشتركت في دورة تعليمية ذات تسويق جيد وخرجت منها رغم الاجتهاد بكم بسيط من المفردات التعليمية، أو اشتريت منزلا خلاب المنظر يزحزح العقل عن المنطق وبعد فترة زمنية لربما بسيطة تكتشف أنه كما يطلق عليه في مجال العقار بفلل الكراتين، وغيرها الكثير من التجارب التي قد نمر بها تحكي قصة الشكليات لا تغني عن الجوهر شيئا.
ولربما لو استطردنا مثلا في جانب السلع التجارية وما يقابلها من لمعة المظهر أو البهرجة التسويقية لوجدت شيئا من هذا القبيل، وبالتأكيد أنك مررت بمثل هذه التجربة، منتج ذائع الصيت يأخذ شكلا ملائكيا في المظهر وبينما هو منتج رديء الجودة، وقس على ذلك في شتى جوانب الحياة، وخاصة في تلك التي تتعلق بالأشياء والأشخاص والأفكار، لمعة الملامح الخارجية والجوانب التسويقية كأنها تنجح في كثير من الأحيان في حجب النظر عن الجوهر، وقد لا نكتشف ذلك أو يكون الاكتشاف في وقت متأخر بعد تجرع مرارة التزييف ولا يبقى لديك إلا تحديث قائمة الدروس المستفادة.
ولو تأملت بعض ملامح رسالة الإسلام لرأيت فيها الكثير من التعاليم التي تؤكد أولوية الجوهر والبواطن والأعماق الداخلية على ما يقابلها من الشكليات وما ظهر على السطح، ففي الحديث الشريف قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إنَّ الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)، والمقياس النوعي للإنسان ليس بلون البشرة أو اللغة أو الحالة الاجتماعية وإنما بما تكنه الأفئدة من تقوى كما في الحديث (لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى)، حتى في جانب التغيير الحقيقي والفعلي فهو منوط بما في الداخل وليس بالخارج كسنة كونية كما في الآية الكريمة (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، ولو تتبعت هذا الجانب لوجدت التأكيد على هذا المعنى في مواقع شتى وكأنه معيار للنظر في الأمور بشكل دائم الجوهر قبل المظهر.
في هذا العصر المتخم بكم المعلومات وتعدد مصادر المعرفة والمعلومة والانفتاح الإعلامي الصاخب، قد يلاحظ المراقب أن الشكليات أخذت مساحات في التأثير لم يسبق لها مثيل من قبل، وتستطيع أن ترى هذا الأمر بالعين المجردة، راقب مثلا بما يعرف بالترند في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وستعرف الكم الهائل من المواضيع التي تتجه في هذا الاتجاه، مع أنها وسيلة تمتلك طاقة كامنة في جميع الاتجاهات.
يراودني ذلك الاعتقاد بين الحين والآخر أن الإنسان الذي ينشغل كثيرا في بناء الداخل والاهتمام بالجوهر كأولوية مقدمة على بقية المفردات الأخرى، ومن بينها الشكليات، أكثر حظا بعد توفيق الله من غيره في السعادة والرضا والفاعلية في الحياة.
fahdabdullahz@
ولربما لو استطردنا مثلا في جانب السلع التجارية وما يقابلها من لمعة المظهر أو البهرجة التسويقية لوجدت شيئا من هذا القبيل، وبالتأكيد أنك مررت بمثل هذه التجربة، منتج ذائع الصيت يأخذ شكلا ملائكيا في المظهر وبينما هو منتج رديء الجودة، وقس على ذلك في شتى جوانب الحياة، وخاصة في تلك التي تتعلق بالأشياء والأشخاص والأفكار، لمعة الملامح الخارجية والجوانب التسويقية كأنها تنجح في كثير من الأحيان في حجب النظر عن الجوهر، وقد لا نكتشف ذلك أو يكون الاكتشاف في وقت متأخر بعد تجرع مرارة التزييف ولا يبقى لديك إلا تحديث قائمة الدروس المستفادة.
ولو تأملت بعض ملامح رسالة الإسلام لرأيت فيها الكثير من التعاليم التي تؤكد أولوية الجوهر والبواطن والأعماق الداخلية على ما يقابلها من الشكليات وما ظهر على السطح، ففي الحديث الشريف قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إنَّ الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)، والمقياس النوعي للإنسان ليس بلون البشرة أو اللغة أو الحالة الاجتماعية وإنما بما تكنه الأفئدة من تقوى كما في الحديث (لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى)، حتى في جانب التغيير الحقيقي والفعلي فهو منوط بما في الداخل وليس بالخارج كسنة كونية كما في الآية الكريمة (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، ولو تتبعت هذا الجانب لوجدت التأكيد على هذا المعنى في مواقع شتى وكأنه معيار للنظر في الأمور بشكل دائم الجوهر قبل المظهر.
في هذا العصر المتخم بكم المعلومات وتعدد مصادر المعرفة والمعلومة والانفتاح الإعلامي الصاخب، قد يلاحظ المراقب أن الشكليات أخذت مساحات في التأثير لم يسبق لها مثيل من قبل، وتستطيع أن ترى هذا الأمر بالعين المجردة، راقب مثلا بما يعرف بالترند في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وستعرف الكم الهائل من المواضيع التي تتجه في هذا الاتجاه، مع أنها وسيلة تمتلك طاقة كامنة في جميع الاتجاهات.
يراودني ذلك الاعتقاد بين الحين والآخر أن الإنسان الذي ينشغل كثيرا في بناء الداخل والاهتمام بالجوهر كأولوية مقدمة على بقية المفردات الأخرى، ومن بينها الشكليات، أكثر حظا بعد توفيق الله من غيره في السعادة والرضا والفاعلية في الحياة.
fahdabdullahz@