البلد

«مهن مكاوية» في الحج تنقرض مع التطور التقني

في ظل التطور التقني ومع التتابع الزمني فقدت بعض المهن التاريخية لسكان مكة المكرمة مكانتها في موسم الحج، وتوقف عدد من العوائل الشهيرة عنها، ومن أبرزها بائع النقود المعدنية لهواتف العملة وحداد السكاكين أمام المجازر والسقا والحمال وغيرها من المهن.

ووصفت المطوفة أريج عراقي تلك المهن بالمنقرضة، فهناك من صناعات وحرف لأهالي مكة كانوا يتفرغون لها، بعضها له علاقة بالحج والحجاج، ومن أهم الحرف التي كانت تباشر قبل موسم الحج بقليل: خرط السبح كونها من الهدايا التي يحملها الحاج بعد عودته لبلده، وخشب اليسر اشتهر بمكة كما اشتهر الصندل وخشب شجر الحمر وغيره ومن الصناعات التي يحتاج إلى مهارة السمكرة، فقد كان معمولا بها إلى عهد قريب وقبل اكتشاف البلاستيك وتصنيعه.

وأضافت «من المهن أيضا السقا وكان يمسك أوعية فخارية تحوي ماء زمزم ويسقي الحجاج، وكانت هناك جماعات مخصوصة لصنع المشاعل، التي كانت وإلى عهد قريب قبل دخول الكهرباء والتوسع فيها وتمديدها إلى المشاعر المقدسة تنير المساكن والبيوت والمخيمات.

كان المشعل يتقدم طابور الجمال في الطريق إلى منى وعرفات، والمشعل على هيئة قمع كبير يفرغ من أسفله حتى يسمح بدخول عمود طويل فيرفعه إلى أعلى ومن فوقه ماسورة تنتهي بالفتيلة، وهي مجموعة خيوط مبرومة تصنع محليا، ويملأ القمع بالكيروسين ويستمر مضيئا لفترة معينة كلما نفذ الغاز يعبأ مرة أخرى، ومن المهن التي انقرضت القطانة الذين يصنعون المراتب والمخدات التي تقدم للحجاج، وصناع الشقادف التي يركب عليها الحجاج».

وأشارت عراقي إلى أن هناك جماعات تخصصت في تصليح وخياطة الخيام يسمونهم المخيمجية، كذلك فتل الحبال وصنع الأوتاد، كما أن منهم من اشتهر بنصب الخيام ويسمون المكامية، والجماعة التي تصنع الخصف من سعف النخيل ويسمون الخصفجية.

من جانبه قال المطوف فهد خليل واصفا أعمال أهل مكة قديما «كان المطوف يخدم الحجاج منذ وصولهم إلى مكة ويكون في استقبالهم بأطراف مكة، فكانت تصل إليه البرقيات بالقدوم من بلادهم بأعدادهم، ويتم استقبالهم من الوكيل المخصص لكل مطوف في الميناء أوالمطار، ويتم إبلاغ المطوف فورا عند الوصول عن طربق السنترال ليستعد لمقابلتهم وإعداد وجبة الضيافة التي يقوم بطبخها أهل بيته.

فقد كان أغلب حجاج جنوب شرق آسيا يأتون بالبواخر ويجلبون معهم خيراتهم من كربو وفوط وقمصان وحلويات، ويضعونها في سحاحير كبيرة خشبية لا يستطيع حملها إلا الأشداء من العمال».

وتابع خليل «كان الحجاج يسكنون في مساكن المطوفين ويختلطون معهم وكأنهم أهل، وبعضهم يجمعهم نسب وصهر، يقوم المطوف باستقبال الحجاج وإطعامهم وتطويفهم بالكعبة وإسكانهم بالسكن المعد لهم. بعدها يتم تجهيز المخيمات في منى وعرفات، وذلك استعدادا لتصعيدهم وتجهيز الباصات لنقلهم إلى المشاعر المقدسة».

وأضاف «في المشاعر يتم استقبالهم وإسكانهم في مخيماتهم وتقديم الوجبات الغذائية مع الماء البارد طيلة الفترة حتى ترحيلهم إلى مكة. ثم يقضون أيامهم المتبقية ويؤدون طواف الوداع ويغادرون إلى بلادهم حسب جدولهم الزمني».

أبرز المهن المنقرضة
  • بائع النقود المعدنية
  • حداد السكاكين
  • السقا
  • خرط السبح
  • المشعل
  • القطانة
  • المخيمجية