الرأي

الاندماج الاستراتيجي.. هو الحل

نحو الهدف

سعد السبيعي
الاندماج بصفة عامة هو اتحاد للمصالح بين شركتين أو أكثر ينتج عنه ظهور كيان جديد أو قيام إحدى الشركات، فمثلا اندماج الشركة يعني دخولا كليا لكيانها في شركة أخرى، وبالتالي يزول كيانها القانوني وتدخل في كيان الشركة الأخرى المندمجة معها، وهذا يختلف عن تحول الشركات، حيث تبقى الشركة قائمة ويتغير كيانها القانوني، كما أن الاندماج ليس بالضرورة أن يكون بين الشركات من ذات النوع، فيجوز أن تندمج شركة مع أخرى من نوع آخر. ويعد تعزيز ثقافة اندماج الشركات عموما، وشركات قطاع المقاولات بالمملكة بشكل خاص، توجها استراتيجيا لا بد منه، ولكن على المدى البعيد، بسبب عدم جاهزية القطاع لذلك حاليا، خصوصا بعد القرار الأخير بإعفاء المقاولين الأجانب من نظام تصنيف المقاولين الأمر الذي سيوسع من مشاركتهم في السوق المحلية. ولا أتوقع حدوث منافسة كبيرة بين قطاع المقاولات المحلي ونظيره الأجنبي في الوقت الراهن، لأن الشركات الوطنية تستحوذ على 80% من المشروعات القائمة على الأقل، والتي تشتمل على مشروعات البلديات والطرق والخدمات، وإن كانت هناك منافسة بين المقاول الأجنبي ونظيره المحلي، ستكون فقط على المشروعات الكبيرة، التي لا تزيد على 20% فقط، ولذلك ليس هناك قلق من دخول الشركات الأجنبية على المدى القصير. ختاما.. نستطيع القول إن الاندماج في الغالب يكون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة وهو خيار استراتيجي لهذه الشركات نحو التكتل والتحالف لخلق كيان جديد وعملاق ذي تقدم تقني ورأسمالي وتكنولوجي يمكنه استغلال حدة المنافسة العالمية لصالحه، وتكون له القدرة على تحقيق الأهداف التي لا تستطيع أن تحققها كل شركة بمفردها، أو للتغلب على مشاكل قائمة أو متوقعة في المستقبل لهذه الشركات، ومن المفترض أن يكون اندماج الشركات معا في كيان أكبر هو الطريق الأمثل لتحقيق العديد من الإيجابيات، أما الاستحواذ فغالبا ما تقوم به الشركات العملاقة ذات رؤوس الأموال الضخمة والتي تستخدم التكنولوجيا المتقدمة في أعمالها، وليست بحاجة إلى الاندماج لأن مراكزها المالية قوية.