لا تلتفت
الخميس / 5 / ذو الحجة / 1442 هـ - 21:04 - الخميس 15 يوليو 2021 21:04
يقول في أحد المواقف المعتادة التي تحصل في خلافات قيادة السيارات في الطرق وجدت من نفسي اعتذرت للطرف الآخر رغم أنني لم أخطئ عليه، وسبب اعتذاري ليس مرتبطا بالخطأ بقدر الصورة الواضحة لدي بأنني أريد أن أقفل باب تلك المشكلة الصغيرة في وقت وجيز حتى لا تتفاقم الخسائر أيا كان نوعها، بغض النظر عن صحة التصرف والاتفاق والاختلاف حوله، ولكن جانب رؤية الأمور بشكل بانورامي وتوقع كيفية تعاقب الأحداث وعلى إثرها تكون ردة الفعل أعتقد أنه سلوك يبتعد كليا عن الانفعالية ويقترب كثيرا من التصرفات الحكيمة.
في لحظة ما قد تكون متأخرة في العمر أو متقدمة لمن فاز بسبق النضج والوعي بأن يتنازل ويتغافل الإنسان كثيرا وخاصة في تلك المواقف التي قد يكون الانتصار فيها لا يقدم ولا يؤخر فضلا عن وضعها في كفتي ميزان الانتصار اللحظي والخسائر بكافة أشكالها، هي مزيج من التغافل والتجاهل ومعرفة تطبيقية من تراكم التجارب مفادها «دع الأمور تجري في أعنتها في تلك الصغائر التي لربما بمجرد الاهتمام بها لم تنم قريرا هانئ البال».
مهارة متى تتقدم خطوة أو تتراجع خطوة أو لا تلتفت للمواقف العابثة أو غير المقصودة التي تناورك في طريق الحياة ستجعل من الطريق الضيق واسعا، وستجعل من المرادات أقرب إليك إذا لم تتوقف فقط لمجرد النظر فضلا عن المشاركة بردة فعل، ليس الأمر نظريا وإنما مشاهد بكثرة في الحياة اليومية، تأمل الناجحين وأصحاب الحكمة ستجد في ثنايا الصفات شيئا من عدم الالتفات ومهارات التجاوز السريعة.
مجرد التوقف في كثير من الأحيان وخاصة في تلك الصغائر فضلا عن حمل تلك المواقف لتعيش معنى مفادها أن عداد الخسائر على الجانب الشخصي في ازدياد، وأن هذه الخسارة مع الوقت بجانب الخسائر في المواقف المتعددة بالتأكيد ستحد من الحركة وتجعل من الإنسان يراوح المكان أو يتقدم بشكل بطيء محملا بكل تلك الأثقال التي تتراكم، ولو عكف على نفسه في تعلم مهارة التجاوز وعدم الالتفات لكانت الحيوية والحركة والتقدم في أجمل الصور لها.
بشار بن برد تأنق في ذكر شيء من هذا المعنى في مطلع الأبيات الشعرية:
إذا كنت في كل الأمور معاتبا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه.
وفي الحديث الشريف الذي يعلمنا فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- صياغة الإيجابية من تلك الرسائل السلبية من الآخرين «ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذمما ويلعنون مذمما، وأنا محمد» وكأن هناك رسالة عظيمة يعلمها النبي لأمته مفادها لا تلتفت.
وفي القصة المشهورة عندما دخل الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز لمسجد ومر برجل نائم فعثر به، فرفع رأسه وقال: أمجنون أنت؟ فقال عمر: لا، وأوقف الحرس من التدخل وقال إنما سألني أمجنون؟ فقلت: لا.
دع عنك بنيات الطريق.. هكذا كانت تقول العرب كناية عن ترك كل ما يشغلك من تلك الصغائر في مقابل تلك الأمور التي تمضي إليها في حياتك من كبائر وعظائم الأمور، هي هكذا إذا أردت مسارات حياتية فاعلة متسارعة نحو الأهداف... لا تلتفت.
fahdabdullahz@
في لحظة ما قد تكون متأخرة في العمر أو متقدمة لمن فاز بسبق النضج والوعي بأن يتنازل ويتغافل الإنسان كثيرا وخاصة في تلك المواقف التي قد يكون الانتصار فيها لا يقدم ولا يؤخر فضلا عن وضعها في كفتي ميزان الانتصار اللحظي والخسائر بكافة أشكالها، هي مزيج من التغافل والتجاهل ومعرفة تطبيقية من تراكم التجارب مفادها «دع الأمور تجري في أعنتها في تلك الصغائر التي لربما بمجرد الاهتمام بها لم تنم قريرا هانئ البال».
مهارة متى تتقدم خطوة أو تتراجع خطوة أو لا تلتفت للمواقف العابثة أو غير المقصودة التي تناورك في طريق الحياة ستجعل من الطريق الضيق واسعا، وستجعل من المرادات أقرب إليك إذا لم تتوقف فقط لمجرد النظر فضلا عن المشاركة بردة فعل، ليس الأمر نظريا وإنما مشاهد بكثرة في الحياة اليومية، تأمل الناجحين وأصحاب الحكمة ستجد في ثنايا الصفات شيئا من عدم الالتفات ومهارات التجاوز السريعة.
مجرد التوقف في كثير من الأحيان وخاصة في تلك الصغائر فضلا عن حمل تلك المواقف لتعيش معنى مفادها أن عداد الخسائر على الجانب الشخصي في ازدياد، وأن هذه الخسارة مع الوقت بجانب الخسائر في المواقف المتعددة بالتأكيد ستحد من الحركة وتجعل من الإنسان يراوح المكان أو يتقدم بشكل بطيء محملا بكل تلك الأثقال التي تتراكم، ولو عكف على نفسه في تعلم مهارة التجاوز وعدم الالتفات لكانت الحيوية والحركة والتقدم في أجمل الصور لها.
بشار بن برد تأنق في ذكر شيء من هذا المعنى في مطلع الأبيات الشعرية:
إذا كنت في كل الأمور معاتبا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه.
وفي الحديث الشريف الذي يعلمنا فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- صياغة الإيجابية من تلك الرسائل السلبية من الآخرين «ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذمما ويلعنون مذمما، وأنا محمد» وكأن هناك رسالة عظيمة يعلمها النبي لأمته مفادها لا تلتفت.
وفي القصة المشهورة عندما دخل الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز لمسجد ومر برجل نائم فعثر به، فرفع رأسه وقال: أمجنون أنت؟ فقال عمر: لا، وأوقف الحرس من التدخل وقال إنما سألني أمجنون؟ فقلت: لا.
دع عنك بنيات الطريق.. هكذا كانت تقول العرب كناية عن ترك كل ما يشغلك من تلك الصغائر في مقابل تلك الأمور التي تمضي إليها في حياتك من كبائر وعظائم الأمور، هي هكذا إذا أردت مسارات حياتية فاعلة متسارعة نحو الأهداف... لا تلتفت.
fahdabdullahz@