الرأي

«قيد الدراما الحرة»

أحمد سهيل
من لا يتجرأ على النص السينمائي أو الدرامي ليس بالضرورة أن نعرفه ككاتب أو مؤلف، الجرأة على الكتابة ليس بمفهوم غربي، حيث إن الغرب لم يسبقونا كأمة إلى التأليف، ولكنه الأسلوب الغربي الدخيل الذي جاء بشيء نراه الآن في أفلامنا وأعمالنا الدرامية، أمره الحرية وسقف الإبداع ينادي في كل مكان «إن القيود المحافظة قتل للخيال- الذي هو كل ما نملك».

هل نعي نحن أن القيد في الإبداع هو قيد المبدع نفسه لفكره وما يؤمن به؟

الإنسان المبدع هو عصارة القيود التي فرضت عليه بمبادئ تمسك بها وأخرى تخلى عنها - سواها يكون أشبه بعقرب الساعة الذي يدور، فلا يجد طريقه للخارج. بعض الأفلام والمسلسلات السعودية والعربية التي نراها في المنصات المعروفة، قوبلت من بعض النقاد بحفاوة كونهم لامسوا أخيرا التغيير على مسارات الكتابة التصويرية التي بلغت برأيي قمة توقعاتهم فأشادوا بها على نطاق واسع، بينما إن عدنا سنجد أن أصل التغيير كان مبنيا على جرأة المفردات وحدها كالشتم الصريح وبعض المشاهد الجريئة كتحرش واضح وملموس، بعيدين كل البعد عن صبغة فنية يصبغون بها أنفسهم قبل هؤلاء.

هناك أمر نتعقبه في كل مرة يصنع فيها عملا... «السببية». «عشم الرائي أو المشاهد أن يأتي أمام الشاشة ليتم إنجازه الجديد في نوع القصة التي يتناولها العمل أمامه، إن كانت الأحداث غامضة يتوقع أن يرى التساؤلات أمامه ليتعقبها ويمارس حقه المشروع للعب دور المحقق بيامارا، وإن كانت الأحداث درامية يأخذ على عاتقه أعباء الشخصيات أمامه، يحاول فك قيودها، يحللها ويصل بها إلى البر الذي تواجدت من أجله.

ولم أكن أنوي في الجزء السابق أن أبدو ضليعا في الصناعة وأن أردد بعض الشعارات لأنتهي بقول «إن المشهد إنما وضع لدفع القصة إلى الأمام وإن لكل مشهد سببا، محرضا ومحفزا لمن يلعب الدور فيه، ولكنني أنوي التحذير من عدم فعل ذلك حقا، ومن عدم تعقب سبب كل ما تراه العين في المحتوى أمامك. الدراما وما يحدث الآن من استغلال بشع لدورها في العمل الدرامي والسينمائي، إنما هو فقر إبداعي من جميع النواحي، كثير من القصص تجدها تعتمد اعتمادا كليا على هذه المشاهد غير المرغوب فيها من الأساس - مستغلين بذلك الفئة البائسة ممن يلعبون دورا رئيسا في نجاح وسقوط أعمال السينما والتلفزيون مع كل الأسف.

A_LazyWriter@