معرفة

مكفوفون يجسدون شخصية الملك أوديب بالجزائر

u0623u062du062f u0639u0631u0648u0636 u0627u0644u0645u0633u0631u062d u0627u0644u062cu0647u0648u064a u0644u0633u064au062fu064a u0628u0644u0639u0628u0627u0633 (u0645u0643u0629)
جسد مكفوفان شخصية أوديب على مسرح محي الدين بشطارزي بالجزائر أمس الأول المقتبس من رواية توفيق الحكيم «الملك أوديب» استلهمها الحكيم من تراجيديا الروائي والمسرحي اليوناني سوفوكليس. وقدمت المسرحية ضمن تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، وأخرجها صادق كبير، وأنتجها المسرح الجهوي لسيدي بلعباس، ويتقاسم الأدوار فيها أربع فتيات مكفوفات وشابان مكفوفان مع شابين مبصرين يؤديان أدوارهما معصوبي الأعين، وأغلب الممثلين من الهواة الذين يخوضون التجربة للمرة الأولى، ويجيدون لغة «بريل» ويتمتعون بقدرات صوتية جيدة. وتتناول المسرحية المصير المأساوي لأوديب المتهم بجريمة قتل والده وارتكاب المحارم لأنه، ومن دون علمه، قتل والده «لايوس» وتزوّج والدته «جوكاست»، كما يكتشف الملك أوديب بأنه مسؤول أيضا عن وباء الطاعون الذي أصاب شعبه. وبحسب المخرج، فإنه ليس هناك سوى أربعة مسارح تعمل مع المكفوفين عبر العالم، وهي موجودة في الأرجنتين والبيرو وسويسرا والجزائر. وتعد «الملك أوديب» التجربة الثانية التي عمل فيها هذا المخرج مع فئة المكفوفين، حيث سبق أن قدّم سنة 2012 مسرحيته «غرفة الأصدقاء» التي دارت أحداثها من البداية إلى النهاية في ظلام تام، لإقحام المتفرّج المبصر لبعض الوقت في عالم المكفوفين حيث تطغى حاستا السمع واللّمس على حاسة البصر، وهو الأمر نفسه الذي يُمكن ملاحظته على مسرحية «الملك أوديب»، التي توفرت على ديكور وإنارة –على عكس «غرفة الأصدقاء»- لكنها تميّزت بجمال النص المبني في العديد من مقاطعه على السرد، أكثر من الحركة، مما يجعل السمع الحاسة الأساسية التي تنبني عليها الأطوار المختلفة للعرض المسرحي.