يد الأمن تصفق وحدها
الثلاثاء / 21 / شوال / 1437 هـ - 00:30 - الثلاثاء 26 يوليو 2016 00:30
كنت قد كتبت حول تفجيرات داعش وتطرّقت لأهمية تضافر الجهود من أجل محاربة هذا الفكر الضال الذي بدأ ينتشر في مجتمعنا والذي لو لا قيام وزارة الداخلية بواجبها، بعد توفيق الله، في محاربته لرأينا ما تقشعر منه الأبدان، ولكن إلى متى تظل يد الأمن تصفق وحدها وأين بقية الأيادي؟!
فها هي وزارة التعليم قد أطلقت مبادرة فطن والتي هي أقرب للتسويق الإعلامي منها للتحصين النفسي، بينما نجد وزارة الثقافة والإعلام تتعامل مع الحدث بشكل سيئ نقلا وتحليلا، وأما وزارة الشؤون الإسلامية فاقتصرت عملها على توجيه الخطباء لإدانة هذا الحدث في خطب الجمع مع الاستمرار في مبدأ الانغلاق، متناسين أن العالم أصبح منفتحا على نفسه، وأسلوب الحجر لم يعد يجدي، بينما نجد المواطن، وهو خط الدفاع الأول عن وطنه، يتعامل مع هذا الحدث بسطحية، فها هو أحد المثقفين يختزل المشكلة في تحريم الموسيقى ومنع السينما والاختلاط، فأين هو من أعضاء داعش من الأوروبيين أو الأمريكان أو ممن عاشوا في الدول الإسلامية التي تنتشر فيها دور السينما ومعاهد الموسيقى، فلماذا لم يمنعهم ذلك من الانضمام إليها والاقتناع بأفكارها؟ كذلك سمعت تعليق أحد العلماء وهو يتحدث عن التفجير الذي وقع في مدينة المصطفى، عليه أفضل الصلاة والسلام، بتسطيح عجيب، محاولا استغلال عواطف الناس فيقول: لو أن التفجير وقع في المسجد النبوي لاحترقت المصاحف واحترق فرش المسجد، متناسيا أن حرمة دم المسلم أعظم عند الله من الكعبة، فكيف بما هو دونها بينما نرى العامة يبدون استنكارهم لهذه الأحداث في وسائل التواصل الاجتماعي ثم سرعان ما نجدهم يعودون لتوافه الأمور.
أخيرا أن داعش تستغل مآسي المسلمين لتهييج عواطف الجهلة واستغلال حميّتهم الدينية من أجل تحقيق أجندتها، ولن يتم القضاء عليها إلا بنظام متكامل يشترك فيه الجميع يقوم على نشر الوعي الديني لدى المواطنين وغرس القيم الإسلامية في نفوسهم وتعزيز مفهوم المواطنة لتحصين أبنائنا من استغلال أهل الأهواء لحماسهم وعواطفهم، وأن يقوم الجميع بواجباتهم تجاه هذه الأحداث بدلا من ترك الحمل على وزارة الداخلية والتي تغرد وحدها في مواجهة هذا الفكر.