التفكير الناقد.. نقلة نوعية تناهض التعليم المعلب
الخميس / 7 / ذو القعدة / 1442 هـ - 21:03 - الخميس 17 يونيو 2021 21:03
تتوالى جهود وزارة التعليم وفق رؤية المملكة في دعم عجلة التعليم وتطويرها واستحداث كل ما يخدم جيل المستقبل على الصعيد الفكري والعلمي والأدبي وفي جميع الميادين، وأحد هذه الجهود الجلية ما قامت الوزارة باستحداثه كمادة تُدرّس في المناهج من العام القادم لأبنائنا وبناتنا مما سيشكل نقلة نوعية في التعليم ومخرجاته.
لطالما كانت بيئة التعليم أداة بناء وهدم في ذات الوقت، على الرغم من أنها في أصلها بوابة للمستقبل مفاتيحها في أيدي رُسل العلم، إلا أن البعض يتجاهل الجوهر الحقيقي من هذه البوابة ويتعامل معها باستخفاف، سواء المتلقي أو صاحب الرسالة أو القيادة ككل، فنجد مدخلات المكان معلبة، لم يجددها أحد، ينقصها الوهج والكفاءة، تنقصها الروح التي تضفي فرادتها على المادة فينتج منها علم لا يُنسى وقيم لا تندثر بمجرد الانتهاء من المرحلة!
في بيئة ضخمة كالتعليم تتكون مخاضات الإنجاز والتغيير الذي يحوّل المستقبل كله، تتوزع العقول في ميادين طموحها لتظفر لاحقا بإذن العبور، ولكن كم من بيئة في التعليم ابتلعت بنمطيتها العقل التائق للمعرفة!
كم من تجاهل حدث لفلسفة عقلية فذة، وبالاهتمام قد تصنع الفرق!
كم من قيمة توجب رسوخها في هذا العمر ولم يكترث أحد؟
إن النمط الواحد في المناهج وطرائق تدريسها رغم تعدد الأدوات يقتل الشغف!
لا سيما إذا كانت المادة تُفعّل التكرار لا التفكير!
تُناهِض التساؤل المفرد والإجابة الفريدة وتفرض الجواب الموحد لسؤال معلب في مذكرة!
القيم قبل المعرفة، المعرفة قبل تقدير الفروق الفردية، الأثر الناتج قبل توزيع الاستحقاق!
بيئة ضخمة كالتعليم لا يخفى على أحد أنها تصنع المجتمعات وتحميها وترفعها وتبنيها من جديد إذا لزم الأمر، يبدأ صنعها من قيمة نرسخها في طفل، في مهارة تضخ الوعي وما وراءه وتصنع الفرق، ولكننا فقدنا التركيز في الجوهر دون أن ندرك وانصب اهتمامنا للقشور التي تصنع الفرق في وقتها وتتفرقع في الحال!
يمكننا إحداث الفرق، كل الفرق لمجرد إعادة تدوير بسيطة، يمكننا مواجهة تحديات المستقبل من مكان واحد يبدأ من عنده مخاض المستقبل!
التعليم والطالب والمعلم والبيئة المدرسية كلها تتداخل في بعضها إذا كان الهدف صنع التغيير الفعال في المجتمع، فلا مهارة يمكن زرعها في طالب ما لم تكن أسلوب حياة لدى المعلم، ولا يمكن لهما معا أن يصنعا الفرق ما لم تكن قيادة هذه البيئة المدرسية أيضا محفزة للقيم التي ينتج عنها التغيير وليس لمجرد مواكبة القرارات القادمة من الأعلى فحسب!
إننا وفي خضم التحولات التي نعايشها ونزوح جيل المستقبل عن منصات العلم والثقافة والأدب إلى منصات مغايرة مسمومة وتعتمد على التلقين والإلحاح لمحاكاة منهجها الضار، بحاجة شديدة إلى تفعيل التفكير الناقد كمادة في وعي الصغار قبل الكبار!
بحاجة إلى أن يتفحص أبناؤنا كل رسالة بذكاء مصحوب بالمعرفة والتقييم والتمحيص فلا يغدو التأثر فادحا كما هو الحال لدى الكثرة من أبنائنا فيما يخص المحتوى الذي يتلقونه من الإعلام ووسائل الاتصال وحتى بعض الكتب التي يختبئ فيها التخلف والضرر!
إن التفكير الناقد إلى جانب كونه أسلوب إدارة وتخطيط، هو في الأصل مهارة أساسية يجب أن تُطعّم بها الأجيال منذ الصغر، لقد عبثت بنا الأفكار النمطية والأساليب المعلبة التي يتجرعها الجيل وراء الجيل دون تحديث أو ابتكار، تتميز الأجيال الأخيرة بالفطنة، الذكاء، العمق والفلسفة، الرغبة في الإنجاز، الشجاعة في الحوار، ولا ينكر أحد أن صقل هذه العقليات بمهارة كالتفكير الناقد بالشكل الصحيح المدروس، الذي يُعطى لهدف التغيير وليس لمجرد مواكبة العالم ظاهريا وفي جوهر الأمر لا توجد نتيجة فعالة، يصنع المستقبل ويفرض التغيير الذي يحقق الرؤية ويطوي الأزمات!
إننا بمثل هذه المواد حين تعطى كمهارة وليس كمادة تُلقن، نضمن المستقبل وأبناءنا، نطمئن على الأجيال ومقدرتها على تولي الأمور وأنها في مأمن من التعرض للاستحواذ والتلقين!
ويتعاظم لدينا الإيمان بالمدرسة ومن فيها بكل ما فيها إذ إن مخرجاتها تتجدد بالنفع والتأثير الصالح، نعول على التعليم كعامل بناء وتغيير حقيقيّ، ونفخر ببيئة التعليم كمصدر إثراء تُنجب لنا الحضارة والوعي والإصلاح والنبوغ والإنجازات المجتمعية والدولية.
مادة كالتفكير الناقد حين تُدرّس مثلما يجب، من أهل الكفاءة والاختصاص، تحقيقا للهدف الحقيقي منها، فإنها كفيلة بإحداث نقلة حضارية وتحولا يشهد له المجتمع، ما دام حصاده في طلبة العلم وجيل المستقبل وهذا ما نحن بصدد تحقيقه فور تأدية هذا الدور الفعال بكفاءة وأمانة تثمر التقدم في وقت قياسي بمجرد المثابرة للتركيز عليها باعتبارها ركيزة في بيئة التعليم وكل بيئة!
zahrani_arwa1@
لطالما كانت بيئة التعليم أداة بناء وهدم في ذات الوقت، على الرغم من أنها في أصلها بوابة للمستقبل مفاتيحها في أيدي رُسل العلم، إلا أن البعض يتجاهل الجوهر الحقيقي من هذه البوابة ويتعامل معها باستخفاف، سواء المتلقي أو صاحب الرسالة أو القيادة ككل، فنجد مدخلات المكان معلبة، لم يجددها أحد، ينقصها الوهج والكفاءة، تنقصها الروح التي تضفي فرادتها على المادة فينتج منها علم لا يُنسى وقيم لا تندثر بمجرد الانتهاء من المرحلة!
في بيئة ضخمة كالتعليم تتكون مخاضات الإنجاز والتغيير الذي يحوّل المستقبل كله، تتوزع العقول في ميادين طموحها لتظفر لاحقا بإذن العبور، ولكن كم من بيئة في التعليم ابتلعت بنمطيتها العقل التائق للمعرفة!
كم من تجاهل حدث لفلسفة عقلية فذة، وبالاهتمام قد تصنع الفرق!
كم من قيمة توجب رسوخها في هذا العمر ولم يكترث أحد؟
إن النمط الواحد في المناهج وطرائق تدريسها رغم تعدد الأدوات يقتل الشغف!
لا سيما إذا كانت المادة تُفعّل التكرار لا التفكير!
تُناهِض التساؤل المفرد والإجابة الفريدة وتفرض الجواب الموحد لسؤال معلب في مذكرة!
القيم قبل المعرفة، المعرفة قبل تقدير الفروق الفردية، الأثر الناتج قبل توزيع الاستحقاق!
بيئة ضخمة كالتعليم لا يخفى على أحد أنها تصنع المجتمعات وتحميها وترفعها وتبنيها من جديد إذا لزم الأمر، يبدأ صنعها من قيمة نرسخها في طفل، في مهارة تضخ الوعي وما وراءه وتصنع الفرق، ولكننا فقدنا التركيز في الجوهر دون أن ندرك وانصب اهتمامنا للقشور التي تصنع الفرق في وقتها وتتفرقع في الحال!
يمكننا إحداث الفرق، كل الفرق لمجرد إعادة تدوير بسيطة، يمكننا مواجهة تحديات المستقبل من مكان واحد يبدأ من عنده مخاض المستقبل!
التعليم والطالب والمعلم والبيئة المدرسية كلها تتداخل في بعضها إذا كان الهدف صنع التغيير الفعال في المجتمع، فلا مهارة يمكن زرعها في طالب ما لم تكن أسلوب حياة لدى المعلم، ولا يمكن لهما معا أن يصنعا الفرق ما لم تكن قيادة هذه البيئة المدرسية أيضا محفزة للقيم التي ينتج عنها التغيير وليس لمجرد مواكبة القرارات القادمة من الأعلى فحسب!
إننا وفي خضم التحولات التي نعايشها ونزوح جيل المستقبل عن منصات العلم والثقافة والأدب إلى منصات مغايرة مسمومة وتعتمد على التلقين والإلحاح لمحاكاة منهجها الضار، بحاجة شديدة إلى تفعيل التفكير الناقد كمادة في وعي الصغار قبل الكبار!
بحاجة إلى أن يتفحص أبناؤنا كل رسالة بذكاء مصحوب بالمعرفة والتقييم والتمحيص فلا يغدو التأثر فادحا كما هو الحال لدى الكثرة من أبنائنا فيما يخص المحتوى الذي يتلقونه من الإعلام ووسائل الاتصال وحتى بعض الكتب التي يختبئ فيها التخلف والضرر!
إن التفكير الناقد إلى جانب كونه أسلوب إدارة وتخطيط، هو في الأصل مهارة أساسية يجب أن تُطعّم بها الأجيال منذ الصغر، لقد عبثت بنا الأفكار النمطية والأساليب المعلبة التي يتجرعها الجيل وراء الجيل دون تحديث أو ابتكار، تتميز الأجيال الأخيرة بالفطنة، الذكاء، العمق والفلسفة، الرغبة في الإنجاز، الشجاعة في الحوار، ولا ينكر أحد أن صقل هذه العقليات بمهارة كالتفكير الناقد بالشكل الصحيح المدروس، الذي يُعطى لهدف التغيير وليس لمجرد مواكبة العالم ظاهريا وفي جوهر الأمر لا توجد نتيجة فعالة، يصنع المستقبل ويفرض التغيير الذي يحقق الرؤية ويطوي الأزمات!
إننا بمثل هذه المواد حين تعطى كمهارة وليس كمادة تُلقن، نضمن المستقبل وأبناءنا، نطمئن على الأجيال ومقدرتها على تولي الأمور وأنها في مأمن من التعرض للاستحواذ والتلقين!
ويتعاظم لدينا الإيمان بالمدرسة ومن فيها بكل ما فيها إذ إن مخرجاتها تتجدد بالنفع والتأثير الصالح، نعول على التعليم كعامل بناء وتغيير حقيقيّ، ونفخر ببيئة التعليم كمصدر إثراء تُنجب لنا الحضارة والوعي والإصلاح والنبوغ والإنجازات المجتمعية والدولية.
مادة كالتفكير الناقد حين تُدرّس مثلما يجب، من أهل الكفاءة والاختصاص، تحقيقا للهدف الحقيقي منها، فإنها كفيلة بإحداث نقلة حضارية وتحولا يشهد له المجتمع، ما دام حصاده في طلبة العلم وجيل المستقبل وهذا ما نحن بصدد تحقيقه فور تأدية هذا الدور الفعال بكفاءة وأمانة تثمر التقدم في وقت قياسي بمجرد المثابرة للتركيز عليها باعتبارها ركيزة في بيئة التعليم وكل بيئة!
zahrani_arwa1@